آخر الاخبار

الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين تقرير أممي مخيف يكشف: ''وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات''

اليمن .. بلد الاختطافات
بقلم/ احمد رناح
نشر منذ: 12 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
الجمعة 30 مارس - آذار 2012 05:30 م

أخشى ما أخشاه أن يتحول بلد الايمان والحكمة ، من اليمن السعيد الى بلد الاختطافات ، بل أخشى أن يصبح حديث الروائيين والقصاصين ، ويصبح على غرار لغز مثلث برمودا المحير ، من أتاه سائحا أو زائرا أو عاملا قد يتعرض الى عملية خطف تجبره على زيارة قمة جبل شاهق ، لم يخرج اليها متنزها ولا مغامرا كما يفعل المغامرون في قمة افرست الشاهقة ، أو قاع كهف مظلم مرعب ، كما يفعل هواة التسلية والترفيه ، في كهف هانج سونج دونج في فيتنام ، أو عمق وادي مخيف للتأكد من كونه قد دخل منظمة جينيس للأرقام القياسية كما هو وادي قراند كانيون في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإنما أُ رغم الى الوصول الى هذه الأماكن مختطفا خائفا ، رُمي بآديمته عرض الحائط ، ودُعس على انسانيته وكرامته بالأقدام ، فبئس العمل المشين اذاً .

أيها الخاطفون ، لسنا بحاجة أن نضيف تهمة دولية جديدة ، لكي تلازم اليمنيين في حلهم وترحالهم ، وتتربص بهم في المطارات العالمية ، والمنافذ الدولية ، فلقد حصدنا أكثر الألقاب السيئة على مستوى العالم ، والفضل كله لزعيمنا المخلوع ، فاليمني بنظر العالم هو : المتسول والفقير والجاهل والمتخلف .. وهو .. المختطف .. كما يبدو أنه المصطلح الجديد القادم لنا ..

لقد استطاع المخلوع أن يربي أفاعي وثعابين ، وأن يؤسس عصابات مافيا على الطريقة الاسلامية كما يتصور ، فجعل في شمال الشمال مافيا ( أنصار الله ) تقتل الناس وتختطفهم باسم الإله والدين ، وفي الجنوب مافيا ( أنصار الشريعة ) تقتل الناس وتختطفهم باسم الشريعة والدين ، ومافيا باسم القبيلة ، فأسس عصابات الخطف والتقطع تحت عمائم بعض المشائخ الذين صنعهم ، فعاثوا في الأرض فسادا ، وعطلوا المصالح وقطعوا الطرق وأخافوا الناس .. استطاع زعيم المافيا أن يدير عملياته المفضلة اليه من سطو وخطف وتقطع وقتل وغيرها من الأعمال الاجرامية ، بذكاء وحنكة ، بل وبنجاح باهر ، في حين أنه لا يستطيع ان يدير مشروعا ناجحا ، أو تنمويا يعود بالخير والأمن والأمان للناس والمجتمع .

أيها الخاطفون أعمالكم محرمة شرعا ، وممنوعةً قانونا ، وممقوتةً مجتمعيا ، ومرفوضة انسانياً ، فبأي مبرر تخطفون وتحت أي ذريعة وسبب تبررون .

لقد وُضِع القانون لينظم الحدود الدنيا من حياة الناس ، بينما وُجدت الاخلاق لتكون بمثابة الحد الأعلى لتنظيم الحياة والمجتمع والعالم .

كم شوهت لعنة الخطف والاختطاف من قبائل ، وهي في الأصل من أكثر القبائل كرما وشهامة وشجاعة واقداما ، لكن بفعل بضعة أشخاص داسوا على سمعتها وكرامتها حتى أصبحت في الحضيض ، وقد قيل ( الحسنة تخص والسيئة تعم )

أيها الخاطفون ، لقد قدم اليمنيون الآلاف من خيرة شبابهم بين شهيد وجريح ، في أنصع وأفضل ثورة عرفتها البشرية ، كل ذلك من أجل أن نمسح عار وشنار الحقبة السوداء في تاريخ اليمن العظيم ، كل ذلك من أجل أن تعود اليمن الى سابق عهدها قبل عهد المخلوع ، لتكون قبلة الكرم والنخوة ، وأسطورة الشجاعة والاقدام ، ومنبع أصول العرب .. كل ذلك من أجل أن نعيد كتابة التاريخ بأقلام هي سواعد الشهداء وأناملهم ، ومن مداد هو دماء الشهداء والجرحى ، لنكتب تاريخ جديد يعيد الأمور الى نصابها . لكن يبدو أن ثمة من يريدنا أن نكتبه وهو لايزال بأنجاس الأمس ، وأخلاق العهد البائد ، وسلوك وتصرفات الشرذمة المخلوعة ، يمارس أفعالهم ، ويتحدث بألفاظهم وألسنتهم ، ويصغي الى أوامرهم وينفذها ، مستغلا حالة اليمن الانتقالية وضعفها بعد المعاناة التي لحقت بها منهم ، فنقول لهم : لقد أراد الشعب اليمني أن ينهي ثورته بأخلاق المنتصر وكرم الكريم ، فقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) فأعطية لكم الحصانة والضمانة ، وتم غض الطرف عنكم ، لعلكم تعودون الى رشدكم وتدركون مصلحة وطنكم وحاجة شعبكم . لا تتمادوا في تجريب صبر اليمنيين ، وايذائهم واللعب بوطنهم بطريقتكم القذرة ، فقد يصير مالا يحمد عقباه ، ولا ينفع وقتها الندم ، والله يمهل ولا يهمل .

أيها اليمانيون ، لعنة الخطف ستطاردكم اينما كنتم ، ان لم تقفوا ضدها وتعملوا على انهائها . فما ذنب الفليبينيين المختطفين في مأرب ، وما ذنب السويسرية المختطفة في شبوه ، وماذا جنى نائب القنصل السعودي ليختطف بطريقة مشينة ومهينة ، لست بصدد أن أستعرض تاريخ الاختطافات في بلد الاختطافات ، ولكن ما ذكرته هو ما يحدث لحظة كتابة هذا المقال ، وبدون التطرق للاختطافات المحلية الروتينية .