آخر الاخبار

الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني السعودية تكشف حجم العجز في ميزانيتها خلال الربع الأول هذا العام

في ذكرى ربة القلم الجميل والحس الإنساني الرفيع
بقلم/ نصر طه مصطفى
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و يومين
الأربعاء 25 إبريل-نيسان 2012 04:54 م

تمر علينا اليوم الأربعاء الذكرى الأولى لرحيل الصحفية والإعلامية اليمنية الأبرز الدكتورة رؤوفة حسن وهي كذلك إحدى أهم الأكاديميات اليمنيات على المستوى اليمني والعربي والدولي، فهي أسست أول قسم للإعلام في جامعة صنعاء وتخرج على يديها مئات من طلاب الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وهي أسست أول مركز بذات الجامعة خاص بالدراسات النسوية وتعرضت بسببه للتهديد من بعض العناصر المتشددة... وإلى جانب إجادتها للغتين الإنجليزية والفرنسية فهي كانت محاضرة دائمة في العديد من الجامعات الغربية وحملت معها قضايا المرأة اليمنية في مختلف المحافل وكان لها دور أساسي في التعريف بها... لذلك عندما يسجل الباحثون والمهتمون تاريخ الحركة المعاصرة للمرأة اليمنية سيجدون أن فقيدتنا الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن هي الشخصية الأكثر أهمية والأكثر تأثيراً والأكثر ديناميكية في مسيرة المرأة اليمنية المعاصرة للتحرر من القيود المصطنعة في عهود التخلف، دون أن يعني ذلك الغض من شأن الأخريات اللائي بذلن جهوداً خارقة في نفس الهدف.

ما يجعلني أميز دور الراحلة يعود بالتأكيد لتأهيلها الأكاديمي المميز وتعدد اللغات التي كانت تتحدث بها وقوة شخصيتها ووضوح الأهداف التي كانت تعمل من أجلها وأخيراً سعة علاقاتها ليس فقط على الصعيد المحلي بل على الصعيدين العربي والدولي... لذلك فإن غيابها يعد خسارة كبيرة بالفعل ليس فقط للحركة النسائية المعاصرة بل للمجتمع اليمني بأكمله فهي لم تحصر نشاطها بقضايا المرأة لكنها قفزت بدور المرأة مراحل كبيرة لتكون شريكة فعلية للرجل في الأدوار التي كان البعض يعتقد أنه لا يجيدها إلا الرجال... فيكفي أنها ربما كانت أول صحفية وإعلامية في المنطقة العربية ترشح نفسها لمنصب نقيب الصحفيين ونافست فيه بقوة ولم يفصلها عن الفوز به سوى تسعين صوتاً ورغم ذلك تقبلت عدم نجاحها بروح ديمقراطية نادرة.

تعرفت على الدكتورة رؤوفة حسن بشكل وثيق لأول مرة في مايو 1990م في باريس قبل أيام من إعلان استعادة الوحدة اليمنية... كنت مع عدد من الأصدقاء عابرين ليومين في طريقنا إلى الجزائر لحضور مؤتمر دولي... علمت الراحلة العزيزة بوجودنا فجاءت لزيارتنا لكنني فوجئت بأنها كانت تتابع مقالاتي التي كنت أنشرها في صحيفة (الصحوة) عن مخاضات ومتطلبات قيام الوحدة اليمنية ومنها مقالات جريئة أخذت أصداء لا بأس بها في حينه تتعلق برأيي حول بعض مواد دستور دولة الوحدة، وإذا بها تناقشني فيها وعنها مناقشات تدل على عمق وحسن قراءة ونقد حصيف... شعرت لحظتها باعتزاز شديد، ليس فقط لأن مقالاتي عبرت البحار، لكن لأنها وقعت في يد هذه الشخصية الأكاديمية المميزة والمثيرة للجدل والتي كانت شهرتها واسعة جدا بحكم عملها الصحفي والإعلامي... ومنذ ذلك الحين ربطتني بها علاقة مميزة لم تنقطع حتى وفاتها.

أخبرتني – رحمها الله – أنها ترغب بالترشح لمنصب نقيب الصحفيين عقب استقالة النقيب محبوب علي عام 2006م في حال عدم ترشحي فأخبرتها بأني لا أرغب في ذلك لكن الزملاء يضغطون عليّ وبالذات أعضاء مجلس النقابة بمختلف اتجاهاتهم السياسية، فشجعتني ودعمتني، وكان أن ترشحت بالفعل وترأست هي المؤتمر الاستثنائي الذي فزت فيه نقيباً للصحفيين يوم 12 يوليو 2006م... وقبل المؤتمر العام الرابع عام 2009م تحدثنا سوياً فأكدت لي رغبتها في الترشح مجدداً في حال عدم ترشحي لأنها لا ترغب في منافستي – لأنها تجدني في وجهة نظرها مؤهلاً لشغل الموقع – فأكدت لها قطعياً أني لن أترشح مجدداً وأعلنت ذلك في حوار صحفي قبل المؤتمر الرابع بعام كامل تقريباً وكنت أؤكد ذلك في كل مناسبة تتاح لي... لكني فوجئت أن معظم الزملاء والزميلات لم يأخذوا تأكيداتي على محمل الجد بما فيهم الفقيدة الراحلة... كانوا يظنون أني أناور من أجل الحصول على تعاطف ودعم الزملاء والزميلات مسبقاً وأني سأرشح نفسي في آخر لحظة من لحظات الأيام العشرة الخاصة بالتقدم للترشيح... ورغم ترشح الزميل ياسين المسعودي نائب رئيس تحرير صحيفة الثورة للمنصب إلا أن الكثيرين ظلوا يترقبون إعلاني حتى فوجئت باتصال من الدكتورة رؤوفة – رحمها الله – في الساعات الأخيرة لفتح باب الترشيح لمدير مكتبي في النقابة الزميل أحمد الزرقة تتأكد منه حول مدى جديتي في الترشح من عدمه، فأكد لها أني لن أترشح ثم تحدثت معها هاتفياً وكانت مسافرة حينها فأكدت لها ذلك وهي مندهشة فأعلنت حينها، ترشحها للمنصب في سباق غريب مع الزمن ومفاجأة كبيرة للوسط الصحفي وإعلان أننا سنكون على موعد مع موسم انتخابي ساخن وتنافس حاد بين الزميلين ياسين ورؤوفة اللذين يحظيان بشعبية حقيقية في الوسط الصحفي.

محطات عدة جمعتني بالدكتورة الراحلة ومواقف متعددة لكنها كلها اتسمت بالود والاحترام والجدية في القضايا التي عملنا فيها سوياً... حتى جاء مرضها المفاجئ الذي كنت واحداً