22مايو الجديد والتغيير المطلوب
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 14 يوماً
الخميس 17 مايو 2012 04:16 م

خلال الأسبوع القادم وتحديدا يوم الثلاثاء 22مايو من هذا الشهر يحتفل الشعب اليمني بيوم إعلان الوحدة ، التي قامت عام 1990م ومنذ اليوم الأول لإعلانها وهي تعاني من آلام وأوجاع ومعها الوطن والمواطن حتى كره الناس كلمة \"وحدة \" وربما كان يصل الأمر إلى أن يكرهو كلمة \" يمن \" لو استمر النظام السابق ، كل هذا بسبب ما رافق مشروع الوحدة ( اعتبرها مشروع ) من عقبات وإجهاض وإقصاء وسلب أراضي المواطنين ودعم الفاسدين والنافذين ونشر الفوضى والكراهية ، كل هذا كان بسبب العقلية الفردية والاقصائية المتخلفة من قبل شخص المخلوع علي صالح كانت الوحدة حلما يراودنا منذ الصغر تربينا على هذه الأحلام الجميلة حتى تحققت طواعية وما لبث الأمر حتى تحول من طواعية إلى اغتصاب وقهر وتشريد فكانت لعنة على الشعبين شمالا وجنوبا ووصل الأمر إلى استنهاض الناس للتراجع عن هذا المشروع الذي اغتصبه المخلوع وحول اليمن إلى ضيعة خاصة به وبعائلته الفاسدة ، حصر الوحدة والجنوب واليمن في مجموعة أشخاص فاسدين منافقين ومتملقين ومدلسين كل همهم السلب والنهب ، فورطوا اليمن في قضايا فساد كبيرة وشوهوا صورة اليمنيين في الخارج حتى انفلت الوضع الأمني بمحافظات الجنوب والشمال على السواء

جاءت الثورة السلمية التي قاد زمامها الشباب ودعمتهم أحزاب المعارضة وكل الفئات والمنظمات والقيادات العسكرية والمدنية ورجال القبائل واستطاعت ثورة التغيير أن تخرج صالح وتخلعه وتحوله إلى مجرم بشهادة المجتمع الدولي حاملا جرائمه في \"كيس الحصانة \"

يحتفل اليمن واليمنيون بعيد وحدتهم لأول مرة بدون المخلوع صالح بشعور وطني واحد وهم واحد ومصير واحد ، ويحاولون لملمة الجراحات التي أصابهم بها صالح وعائلته ، ينظرون وينتظرون بأمل تحقيق العدالة والمساواة وإعادة المنهوبات والمسروقات التي استولت عليها عصابة العائلة وفي مقدمتها الأراضي وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين وفرض هيبة النظام والقانون الذي كان سائدا في دولة الجنوب ، وتكريم الشهداء وإعادة الاعتبار لأسرهم والمناضلين والمستبعدين من وظائفهم من كافة الأجهزة المدنية والعسكرية

ذكرى 22 مايو هذه المرة يجب ان لا يكون يوما بروتوكوليا كالعادة لاستقبال التهاني وإذاعة الأناشيد واستعراض العسكر وتوزيع صور وعبارات لا تقدم ولا تؤخر ، يجب ان يكون يوما وطنيا بإمتياز ، يوما للكرامة والحرية والإنسانية ، يوما تاريخيا نرى فيه إعادة المظالم لأهلها والمظلومين لأماكنهم الطبيعية ، نريد ان يكون يوما لفرض سيادة القانون وعدالة القضاء ، وان يكون يوما للقضاء على مخلفات المخلوع وكل أشكال الانتهازية التي جسدها خلال اغتصابه لليمن خلال 33 عاما والقضاء على بقاياه الفاسدة .

الوحدة والحرية والعدالة والمساواة والدولة المدنية والأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء وتحسين المعيشة برامج وطنية وتطلعات يجب ان تأخذ حقها في التطبيق والتحقيق لا أن تظل شعارات وبرامج للمزايدة ، اليمن حقق اليوم قفزة نوعية ومفصلية في تاريخه في انجازه لأهم مشروع وطني وهو وقف الاستفراد بالحكم من قبل عائلة وأنهى مشروع التوريث واستعاد روح الجمهورية وضميرها ، واليمن أمام مرحلة صعبة مليئة بالألغام التي زرعها المخلوع من خلال مساعيه لسنوات عديدة في تحويلها – اليمن – إلى قنبلة موقوتة ، فحفظ الله اليمن من قنبلته وانفجرت به وعليه ، لكن بقايا خططه الشيطانية لا زالت تظهر وبعضها لا زال نائما .

الوحدة اليمنية كانت ملحمة ثورية ونضالية وأجندة في كل أدبيات النضال والمناضلين لعقود من الزمن ومن سوء الحظ أنها تحققت في عهد المخلوع الذي قضى عليها قبل أن ينال الناس من خيراتها الكثيرة ، الوحدة في ذكراها الأولى هذا العام تختلف ولها نكهة وطعم لأن من حرمنا منها قد ولى والى غير رجعة

ونقف اليوم جميعا أمام مسئولية تاريخية تتجسد في استنهاض الهمم وإعادة اعمار البلد من الكارثة التي أصابته لعقود تحت حكم الطاغية المخلوع ، فما تحقق يعتبر قليل قياسا بما ينتظرنا جميعا ، البلد كتب له ان يتأخر عن سائر بلاد الدنيا عقودا غلى مختلف الأصعدة ، فكل شيء مدمر وكل شيء بحاجة إلى إعادة تأهيل

المرحلة لا تحتاج إلى مزيد من التنظير والعبارات الإنشائية ما تحتاجه هو العمل والعمل بفهم وخطط ناجحة تم إعدادها مسبقا ، التنمية لا تريد شعراء وفلاسفة رغم أنهم الملهمين ولهم منا كل الاحترام ، التنمية بحاجة إلى مهندسين وخبراء وإداريين وفنيين وبرامج وتطبيقات وعقول نظيفة وضمائر حية ورؤى بعيدة المدى وخطط تستوعب المتغيرات

التخلف الجاثم على صدر اليمن واليمنيين ثقيل ولا نستطيع زحزحته الا بالتخطيط الدقيق الذي يستوعب أبجديات التطور والنهوض ، الأساليب القديمة في الإدارة والتخطيط والتنفيذ كلها أساليب فاشلة وفاسدة أنتجت لنا واقعا متخلفا وإنسانا محبطا ووطنا مشوها ومريضا ، الثورة يجب أن تستلهم التغيير روحا ومضمونا ، وعلينا ان أردنا يمنا جديدا ان نخرج من العباءة التي ألبست لليمن وثورته تحت مسمى التوافق ، التوافق الحالي يعني بقاء أشكال التخلف والظلم شريكة مع التغيير ويجب القضاء على الصورة النمطية للتوافق

المساعي التي يقودها رئيس الحكومة الأستاذ محمد باسندوة مساعي تصب في صالح التغيير المطلوب ونأمل من الرئيس هادي ان يكون أكثر جرأة وأكثر حزما لاتخاذ قرارات تغييريه وعليه أن يخرج من العباءة القديمة التي لا زال يرتديها بين حين وآخر ويرأس فريق التغيير الشامل وان ينسى انه نائبا للمخلوع في حزب الفساد والتخلف ، أنها لحظة تاريخية وفرصة شخصية له ان يكون رجل المرحلة الصعبة

التغيير المطلوب يجب ان يكون كليا لا جزئيا شاملا لا ناقصا ، لن يكون تغييرا حقيقيا وأزلام المخلوع لا زالوا خارج دائرة الفهم ومواكبة الواقع والاندماج في مرحلة التغيير ، لا زالوا يقاومون ويرفضون ويتمردون على الشرعية الحقيقية والمفترض بهم أما أن يعترفوا بالتغيير وبثورة التغيير ويخلعون جلباب الفساد ويتبرؤون من المخلوع ا وان يخلعوا ، بقاياه وأزلامه كثيرة وموجودة في مفاصل أجهزة الدولة والسلك الديبلوماسي والعسكري والأمني ، بل لا زالت بعض الأجهزة الهامة تحت سيطرتهم ومنها جهاز الأمن القومي والأمن المركزي والنجدة وغيرها

مقاومة التغيير تأكيد على عدم اعترافهم بالمرحلة والشرعية القائمة ويجب وضع حد لتصرفاتهم والا سيظلون يقامون كل مساعي البناء وسيظلون معولا للهدم كما كانوا ، فالتغيير بهؤلاء المجربين خطأ وجريمة ، وسيظلوا ملجأ ووكرا للمجرمين وأصحاب المشاريع الخبيثة كالقاعدة والحوثيين بعد ان صنعهما المخلوع وتجهزها بقاياه اليوم وتمدها بالعدة والعتاد

من أولويات التغيير تطهير أجهزة الدولة من بقايا المخلوع الذين لم يعترفوا باليمن الجديد وتنقية التشريعات المحبطة والاعتماد على عناصر الكفاءة والخبرات والطاقات الجديدة ورمي الماضي بكل مخلفاته ومساوئه وراء ظهورنا

فمن صنع التغيير وناضل من أجله لا يجب أن يتساوى معاملة وحقوق بمن وقف ضده بل قاومه بالقتل او المساهمة فيه وهذه قضية حساسة يجب إدراكها من صانعي القرار السياسي ومتطلبات وآليات التغيير الحقيقي يجب أن تكون جديدة وفعالة ونظيفة ،،، والعاقبة للتغيريين