خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
s.asim84@gmail.com
الخروج من بوتقة السياسة الآن، بات أشبه بالأمر المٌلِح؛ أو أنه فعلاً، ضرورة وطنية قصوى، فأن نغض الطرف بقصد أو بدون قصد، عن كل ما دون العمل السياسي وتطوراته الميدانية، لا يعني أنه أمر بائس وسلبي للغاية، بل هو حقاً، يدفع نحو القول أننا يجب أن نتطهر حالاً، من هكذا عادة يمنية سيئة لن يكون مستقبلنا معها في خير.
إن الركون إلى العمل السياسي دون غيره من جوانب الأنشطة الحيوية والفعالة في الحياة، يتطلب منا الصراخ في وجه دعاته ودعامته، ذلك أن الانشغال بالنشاط السياسي منفرداً مع ركاكته ورعونة وجهته، يتطلب الوقوف الجاد في طريقه لاستعادة سعادة أبناء اليمن؛ الطامحون للحياة الكريمة المرتكزة على أسس الأمن والعدالة والحرية والتنمية.
لسنا بحاجة لأي أعمال وأنشطة وتوجهات مكتوبة في الصحف، ومرسومة على شفاه المتحدثين الرسميين وأربابهم من جهابذة السياسة. إننا بحاجة ماسة لعقول تدير اقتصاد البلد، تترجم طموحات اليمنيين في حياة جديدة تتساوى فيها فرص العيش الكريم؛ بحاجة عقول تعمل جاهدة من أجل تجفيف منابع الفساد الذي حاول الربيع اليمني في أول أهدافه القضاء عليه.
سيقول أحدكم أن الحديث عن ضرورة فصل النشاط السياسي عن الجوانب التنموية والاقتصادية في بلادنا، ولاسيما في ظل هذه الظروف العصيبة، أمر فيه ما فيه من المبالغة وعدم الاتزان والتصويب في تقدير الحلول الناجعة لإشكالاتنا العديدة وعلى رأسها التنموية، غير أن المراقب الحقيقي الذي ينظر بعين الإنصاف والعدل لوضع البلاد ولفرص استردادها من شفى الهاوية، يدرك جيداً كم أن الحديث عن المعالجات الاقتصادية والتنموية يجب أن يتقدم كل خطوط الحلول وكل خطط حكومة الوفاق القادمة وكل استراتيجيات عمل الرئيس الجديد.
اليمنيون حين خرجوا بمئات الآلاف إلى ساحات الحرية والتغيير مطلع ابريل 2011، كانوا يطمحون لحياة هادئة من ضجيج الجوع المنتشر بتزايد في كل مناطق البلاد، كان عدد منهم يحلم بمصدر دخل لا يدفعه باتجاه البحث عن مصادر أخرى قد لا تتسق وتوجهات ضميره الوطني والديني والإنساني أيضاً.. يطمح اليمنيون ولا يزالون بأن لا يظلوا رمزاً للفقر والاقتتال.. يطمح أبناء سبأ لأن لا يظلوا رمزا للتسول والشحذ في عيون الجيران والعالم، ولا أن يموت أبنائهم أو تنطفئ ضمائر فلذات أكبادهم وهم يعانون على طول شرائط الحدود.
لا أدري صراحة لم أشعر بالتفاؤل حيال نتاج الربيع اليمني حتى الآن، ربما لأنني أنطلق بهذه الرؤية من حقيقة التغلب على كل الفرص المؤدية إلى الاحتراب وتخليف الدمار والشقاق.
اليوم، بتنا جميعاً كيمنيين، في مفترق طرق؛ إما نثبت أننا أولوا بأس شديد وقوة، نتغلب بطموحنا على كل الصعوبات، ونبدأ في إرساء قواعد يمن تنموي جديد، وإما إن نعاكس حقيقتنا التي كانت.. لكن في كل الأحوال، أثق وكل المتفائلين معي، أننا قاب قوسين أو أدنى من الحلم الكبير؛ حلم مترجم على أرض الواقع على شاكلة تنمية وتطور ورخاء.. لاسيما وأن موكب التغيير لا يزال مستمر في استيطانه لأرواحنا، في احتلاله العذب لضمائرنا جميعاً، ولازالت معه عقول التنمية تنتظر التفعيل والتفكير والعمل.
إن على كل القوى المحلية الشريفة؛ شباب/ أحزاب/ سياسيين/ أكاديميين/ تجار؛ رجال أعمال ووسائل إعلام أيضاً، أن يتكاتفوا ويمضوا يداً بيد نحو المستقبل الباسم، ومعهم في مشوارهم الطموح هذا بالطبع، كل القوى الدولية والإقليمية التي تؤكد أنها مستعدة أكثر لأن تمد جسور الشراكة التنموية الشفافة بعيداً عن الدوائر الحمراء والغامضة التي كانت تقلقهم وتحد من سخائهم كما في السابق.