دراسة خطرة حول القات
بقلم/ عبد الكريم النهاري
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و يومين
الأحد 22 إبريل-نيسان 2007 05:47 ص

مأرب برس 

 خلصت دراسة علمية أجراها فريق من كبار الاختصاصيين بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار باليمن إلى أن ما يخلفه تعاطي القات من أضرار صحية على الإنسان والحيوان على حد سواء وابرز هذه الأضرار الضعف الجنسي وفقدان الشهية .

وذكرت الدراسة أن الأضرار تبدأ بالأنيميا الحادة نتيجة فقدان الشهية ونقص عدد كرات الدم الحمراء والتسبب في الإصابة بأمراض الكبد والكلى ، وعدد من الأمراض الأخرى التي تتوافق مع ما تحدثه الجرعات الزائدة من العقاقير الطبية والسموم الكيمائية والأسمدة الكيمائية ومنظمات النمو .

وأشارت الدراسة التي أعدها أ. د . أحمد محمد الحضراني – أستاذ الجراحة العامة بجامعة ذمار – و أ . د . السيد باشا أستاذ الطب البيطري بجامعة ذمار اليمنية أن الكثير من الآثار السلبية المترتبة على الصحة بسبب ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات والأسمدة الكيمائية ومنظمات النمو التي تستخدم في مكافحات آفات شجرة القات أو تحسين عملية النمو للأوراق الغضة في مزارع القات لتعجيل عملية قطفها وتسويقها .

وكانت الدراسة التي أجريت في مختبرات كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار على ذكور الأرانب المحلي في اليمن كرست بحث اثر تعاطي مستخلص القات عن طريق الفم والتي استمرت الدراسة (3) أشهر .

حيث أجريت الدراسة على (20) أرنب ذكر ولدت جميعاً في مزرعة كلية الطب متساوية في العمر والوزن ، وحددت أساليب التغذية والرعاية لها خلال فترة البحث وقسمت الأرانب إلى أربع مجموعات بكل مجموعة خمسة أرانب تم اختيار المجموعة الأولى لمجموعة ضابطة للمقارنة لم تعطى القات ، أمام المجموعة الثانية فقد أستمر إعطائها المستخلص المائي لأوراق القات الغضة لمدة شهر كامل بمعدل (5) مللي / كجم عن طريق الفم وإعطاء المجموعة الثالثة نفس الجرعة لمدة شهرين وكذلك إعطاء المجموعة الرابعة نفس الجرعة لفترة زمنية أطول حتى نهاية فترة التجربة التي استمرت (3) أشهر .

وتم تسجيل المتغيرات المختلفة التي طرأت على أفراد المجموعات الثلاث مقارنة مع المجموعة الأولى الضابطة التي لم تتعاطى مستخلص القات .

وأظهرت الدراسة عدد من المتغيرات الخارجية التي طرأت على أجسام أفراد ذكور الأرانب خاصة التغيرات على العيون والصفن والغشاء المبطن للفم .

إلى جانب تغيرات داخلية من خلال عملية التشريح عند نهاية الفترة خاصة في الكبد والطحال وأغشية التامور والمساريقا وعضلات القلب ، وتم أخذ عينات من خلايا الأعضاء المختلفة وحفظها في محلول التثبيت الفورمالين (10%) وتجهيزها للدراسة الهستوباثولوجية وخاصة الكبد والطحال والخصية ومقارنتها مع عينات من خلايا نفسها في أفراد المجموعة الأولى الضابطة ، ففي أفراد المجموعة الثانية التي تعاطت مستخلص القات لمدة شهر واحد ظهرت عليها أعراض الخمول والكسل وفقدان الشهية ونقص الوزن بنسبة (15%) عما كان عليه وحدوث احمرار بسيط للعينيين وكيس الصفن وعند التشريح لوحظ احمرار واحتقان الكبد والطحال وغشاء القامور وغشاء المساريقا والأمعاء الدقيقة.

وأوضحت الدراسات الهستوباثولوجية على أفراد هذه المجموعة حدوث تغيرات طفيفة في ترتيب خلايا الكبد وحدوث احتقان في الشعيرات الدموية وزيادة في قطر الوريد المركزي للكبد مع تمدد في الجيوب الدموية للكبد والقنوات المرارية مع نقص في عدد كريات الدم الحمراء وزيادة طفيفة في عدد كرات الدم البيضاء .

أما في أفراد المجموعة الثالثة والتي تعاطت مستخلص القات لمدة شهرين فقد أدى ذلك إلى فقدان الشهية إلى جانب الخمول والكسل وأدى ذلك إلى فقص في الوزن بصورة معنوية عند مقارنتها بحيوانات المجموعة الأولى ( الضابطة) وكذلك حدوث احمرار شديد للعينين وكيس الصفن بالإضافة إلى جروح في الغشاء المبطن للفم وعند التشريح لحيوانات المجموعة شوهدت بؤرة متليفة مع خراريج في الكبد وتمدد في الأوعية المرارية بالكبد والمرارة علاوة على تضخم في حجم الطحال وحدوث تجمعات دموية في بعض الأوردة الرئيسية للكبد ، أما الدراسات الهستوباثولوجية للكبد في حيوانات المجموعة فقد أوضحت زيادة سمك جدار الأوردة المركزية مع تكوين تجمعات دموية بداخلها وتحلل في سيتوبلازم وأنوية خلايا الكبد مع وجود خلال ليمفاوية متخللة في الطحال .

وإضافة للآثار السابقة في أفراد المجموعة الثالثة والثانية أظهرت أفراد المجموعة الرابعة والتي تعاطت مستخلص القات طوال فترة البحث ، وكذلك ظهرت تغيرات أخرى بداية بموت أحد أفراد المجموعة بعد مرور شهرين من تعاطيه المستمر لمستخلص القات بسبب النقص الحاد في الوزن وفقدان الشهية .

أما في أفراد المجموعة فقد طرأ عليها زيادة في درجة الحرارة واحمرار العينيين والغشاء المبطن للفن وشدة التهاب كيس الصفن وإقتتام لونه مع ظهور بعض الانفعالات العصبية لحيوانات هذه المجموعة نتيجة لاستمرار تعاطي القات وعند التشريح لحيوانات هذه المجموعة شوهد تدهور واضح في كل من الكبد والطحال وتكوين بؤر متليفة بدرجة كبيرة كذلك حدوث تليف في الأوعية المرارية بالكيد والمرارة وإقتتام لونها مع نقص حاد في عدد كريات الدم الحمراء وزيادة ملحوظة في عدد كريات الدم البيضاء ونقص في نسبة هرمون التستيرون عن المعدل الطبيعي مما يؤثر سلباً على الرغبة الجنسية وكذلك زيادة في إنزيمات الكبد وزيادة نسبة اليوريا ، والكرياتينين الخاصين بوظائف الكلية .

أما الدراسات الهستوباثولوجية للكبد في حيوانات المجموعة الرابعة فقد أوضحت تدهور شديد في خلايا الكبد حيث فقدت الجيوب الكبدية انتظامها محدثة نمطاً من الموت التخلطي في مجموعة من خلايا الكبد ونمط أخر من التحليل الفجوي للسيتوبلازم واختفاء المادة الكروماتينية من الأنوية علاوة على الاحتقان الشديد للجيوب الدموية الكبدية وكذلك جدار الأوردة المركزية مع اختلال نظامها التركيبي وتجمع الخلايا الدموية المتحللة بداخلها .

وأوصت الدراسة بعدم تعاطي القات لآثاره السلبية على الصحة وخاصة الأنيميا الحادة نتيجة فقدان الشهية ونقص عدد كرات الدم الحمراء وما يسببه من أمراض للكبد والكلى والضعف الجنسي وعدد من الأمراض الأخرى ، ويسبب ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات والأسمدة الكيمائية ومنظمات النمو التي استخدمت في مكافحة آفات شجرة القات أو لتحسين عملية النمو للأوراق الغضة في المزارع بهدف سرعة القطف وجني الأرباح .

عن المؤتمر نت