مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
اللغة هي ترجمان الأفكار والكلمات هي أداة تلك الترجمة وللكلمات تأثير كبير في حياة الإنسان فالكلمة المنطوقة هي التي نقلت البشر إلي مستوى الإنسانية وعندما بداء الإنسان بكتابتها بدئت الحضارة بمعناها الحقيقي وتطور اللغة قديم بقدم الإنسان نفسه .
وللكلمة كفعل صوتي القدرة على حمل العديد من المعاني في اللغات المختلفة وأيضا ضمن اللهجات التي تحتويها هذه اللغة وحتى ضمن اللهجة الواحدة في المنطقة الواحدة تستطيع نفس الكلمة أن تعبر عن معاني مختلفة , هذا التنوع يمتد ليشمل كل فرد على حده فيصبح لكل فرد لغته الخاصة والمتفردة كاختلاف بصمات الأصابع , وفي المقابل فاللغة لكي تقوم بأداء وظيفتا تعتمد بشكل رئيسي على الاصطلاح وهو الاتفاق المسبق على المسميات والذي بدء بشكل بسيط ومباشر للتعبير عن مسميات الأشياء ثم تطور إلى الأكثر تعقيدا وهو التعبير عن الأفكار وهنا استخدمت الكلمات ليتم تطويعها لإعادة توظيفها وإكسابها معاني جديدة حسب الاستخدام الذي قد يتغير حسب المكان والزمان والسياق .
وعلاقة الكلمات بالسياسة قديمة كقدم علاقتها بالمجتمع فكما أن نشوء المجتمع يعتمد على القدرة على التواصل وهذه القدرة قائمة على اللغة فان السياسية ارتبطت بالكلمات ة وكذلك بالتلاعب بها وبكلماتها والمعاني بحيث يطلق عليها اللغة السياسية أو الدبلوماسية لتمييزها والدلالة على عدم موثوقيتها كونها تتعمد أن تبطن غير ما تظهر ليتسنى التملص من الالتزامات والمعاني التي تحملها الكلمات حين تتاح الفرصة لذلك .
وهذا التلاعب بالكلمات من قبل الساسة يكاد يكون من البديهيات , ومن الملاحظ هذه الأياممع التحضير للحوار الوطني هو تداول بعض الكلمات كالشباب والحوار مع الشباب لإسقاطها على مفهوم الشباب بشكل عام بما كان يعنيه ذلك في مرحلة ما قبل ثورة فبراير السلمية , ويجب أن نفرق بين مصطلح الشباب كفئة عمرية وشباب الثورة كمفهوم واضح يجب التعامل معه بشكل سليم بعيدا عن التلاعب والمواربة ويجب أن يعي الجميع تأصله فكرا وممارسة بهذا المعنى الجديد المتجاوز للفئة العمرية ليعبر عن حالة وتشكل ووجود اجتماعي وإنساني ووطني قبل أن يكون حقيقة واقعة في المجال السياسي والوطني نتيجة للفعل الثوري المتجاوز للمفاهيم السياسية والمجتمعية السابقة للثورة الشعبية .
فشباب الثورة هم تلك المجموعة من الناس الذين تجردوا من قيود الواقعية السياسية والاستسلام للأمر الواقع استطاعوا كسر حاجز الظلم والخوف والسلبية محملين بهم وطني خالص ومتجاوز لكافة الانتماءات الحزبية والأسرية والقبلية والمناطقية والطائفية وخرجوا إلى الشارع لفرض أحلامهم وطموحهم ومطالبهم المتجاوزة للهم الشخصي إلى الهم العام والوطني , وتحملوا في سبيل ذلك ضريبة الدم والعنف ثم تبعتهم كافة فئات المجتمع وقواه السياسية وهنا يصبح مصطلح شباب الثورة شاملا لكل الفئات العمرية والمكونات الاجتماعية والانتمائات السياسية أو المستقلة ومن كافة المستويات الثقافية التي انصهرت لتشكل قلب الثورة ونواتها المحركة التي حملت العبء الأساسي للتغيير ولذلك هم أنفسهم الأكثر قدرة على رؤية تميزهم الواضح بنفس العين التي رأت إمكانية التغيير عندما عجز الآخرون عن ذلك .
وهذا لا يتناقض مع الأطروحات التي كنا ننادي بها قبل الثورة لتمكين الشباب ودعم مشاركتهم الفاعلة في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وهنا يجب أن تكون الدعوة موجهة لكافة الفئات الأخرى المشاركة في الحوار الوطني لتكون مشاركتها في هذا الحوار عبر ممثلين من شبابها , أما شباب الثورة فكون اغلب قوامهم على المستوى القاعدي والراسي من الفئات العمرية الشابة فسينعكس ذلك بتلقائية على ممثليهم .
ويفترض بحكومة الوفاق والأطراف الداخلية والخارجية أن تعي أن تعاطي شباب الثورة مع الحوار ليس تحت سقف المبادرة الخليجية أو الإملائات الدولية الملزمة فقط للموقعين عليها بما فيها التزامهم بالحوار مع شباب الثورة , أم الشباب فان تفاعلهم مع الحوار من مدخل انه احد السبل السلمية لتحقيق أهداف الثورة السلمية التي قدموا تضحياتهم في سبيلها ولولا هذه التضحيات التي لا تقدر بثمن لم يكن لأي احد أن يفكر أو يحلم بالوصول إلى هذه المرحلة التي يقر الجميع أن شباب الثورة وتضحياتهم هم من منحنا هذا الحق .
وسيظل شباب الثورة هم القوة الحاسمة والضامنة لنزاهة الحوار وأدائه لدوره المفترض بعيدا عن التقاسم والمحاصصة ليكونوا هم المطالبين بحقوق المقهورين والمظلومين والمحرومين من كان معهم أو وقف ضدهم فوعيهم الثوري تجاوز المفاهيم القديمة للسياسة ليشكل منظومة فكرية وأخلاقية تشارك في صناعة شكل الدولة والدستور والنظام السياسي ,, فهؤلاء الذين نبذوا مساوئ الماضي وخاضوا تحديات الحاضر لينزعوا أستار الظلام عن المستقبل الذي سيكونون هم جل ساكنيه ومعمريه وأولادهم ويجب إن تكون لهم كلمة الفصل في تحديد شكل هذا المستقبل .
هذه المجموعة التي كانت المبادرة في عملية التغيير يجب أن تستمر في دورها كضامن لعملية التغيير وللحرص على عدم انحرافها عن المطلوب منها ليمتد هذا التغيير فيشمل كافة مناحي الحياة بدا من الأفكار والأخلاقيات وصولا للأنظمة والممارسات .
ويجب التنويه أن شباب الثورة ليسوا في موقع المهزوم الذي لم تعد لديه خيارات ويجب أن يقبل بما هو موجود بل العكس ولا يزال سلاح سلمية الثورة بأيديهم لمواجهة كل من تسول له نفسه الانقلاب عن التغيير أو حرفه عن مساره .
أن من يحاول إخراج شباب الثورة إلى مفهوم الفئة العمرية كمن يحاول تصوير الجنوب وقضيته كأنها مسألة جغرافية بحتة بعيدا عن حقيقة معناها المرتبط بكافة جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوقية الاقتصادي والتي تحتاج لعرض مفصل وطويل لكل جوانبها المختلفة .
هذا التهرب من الاستحقاقات الأساسية ومحاولة تغطيتها بالتزييف والتشويه والإنكار عن طريق التلاعب باستخدام الكلمات والمصطلحات لتغيير المفاهيم والتملص من الاستحقاقات هو خطاء خطير يهدد بنسف مصداقية الحوار كآلية ترتضيها كافة الأطراف لحل الخلافات اعتمادا على مبداء الشراكة المتساوية واحترام الأخر.