مرسي وترتيب الأولويات وجدولة المهمات!
بقلم/ عبد الفتاح البتول
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 26 يونيو-حزيران 2012 05:02 م

رغم كل المكر والكيد والتآمر والإرجاف وبفضل الله عز وجل أصبح الدكتور/ محمد مرسي رئيساً لمصر، كأول رئيس مدني وإسلامي منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952م والحق أن ثورة 25 يناير أعادت الاعتبار لثورة 23 يوليو، التي اختطفها العسكر، وأن فوز مرسي أعاد الاعتبار لثورة 25 يناير التي أراد العسكر اختطافها وما زالوا.

وبالتالي فإن أمام الرئيس المصري الجديد والمنتخب تحديات كبيرة وملفات شائكة ومهاماً معقدة، فالطريق ليس مفروشاً بالورود والزهور وإنما مليء بالأحجار والأشواك والعوائق والمطبات، وهذا يستدعي من مرسي وفريقه الرئاسي العمل بجد وحذر وترتيب الأولويات وجدولة المهام وحسن اختيار النواب والمساعدين ورئيس الحكومة والوزراء، ثم التعامل الذكي والدقيق مع المجلس العسكري والتفاوض والتفاهم معه على إيجاد مخارج سليمة وحلول صحيحة للإعلان الدستوري المكمل وحل مجلس الشعب وقرار الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والاستخبارات، ومن الواضح أن مسألة أداء اليمين الدستوري تتطلب حلاً سريعاً وموقفاً توافقياً، خاصة أن البرلمان وفق المحكمة الدستورية وقرار المجلس العسكري أصبح منحلاً، وإعادة النظر في ذلك يتطلب وقتاً، وبالتالي فإن الحل العملي والواقعي أن يؤدي الرئيس اليمني الدستورية أمام الهيئة العليا للمحكمة الدستورية، وبهذا يُصيب عصفورين بحجر واحد، الأول سرعة أداء اليمين حتى يتمكن الرئيس من مباشرة مهامه، والثاني إرسال رسالة طمئنة وإظهار حسن النية تجاه المجلس العسكري والقضاء المصري، أما ما يدعو إليه البعض من أداء اليمين الدستورية في ميدان التحرير، فهذا كلام خاطئ واتجاه باطل، ذلك أن أداء اليمين الدستورية من قبل رئيس الجمهورية ليس مظاهرة شعبية أو فعالية جماهيرية، إنما هو فعل دستوري وعمل مؤسسي يؤديه الرئيس أمام البرلمان، وإذا تعذر يمكن أداؤه أمام السلطة القضائية من باب الضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها..

وفي كل الأحوال فإننا ندعو الله عز وجل أن يوفق الدكتور/ محمد مرسي لما فيه خير ومصلحة البلاد والعباد وأن يوفقه لاختيار البطانة الصالحة والقرارات الرشيدة، وأن يعينه على القيام بأعباء السلطة وواجبات الحكم بما أنزل الله وتطبيق شرعه وإقامة شريعته، والشريعة الإسلامية ليست تطبيقاً للحدود فقط وإنما هي منظومة متكاملة من التعليمات والتعاملات والأحكام والقوانين والنظم التي تحقق مصلحة الناس وصلاحهم وأمنهم واستقرارهم وحياتهم ومعيشتهم، فالشريعة مصالح كلها وعدل كلها وتسامح وتعايش وخير وأمان واطمئنان لجميع الناس..

مشاهدة المزيد