الساحر بن عمر ... الحوار والإقصاء!
بقلم/ علي بن عبدالله
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 04 يوليو-تموز 2012 03:41 م

دكتاتور الأمس سقط ولو شكليا ، والنظام السابق مدفونا رسميا ، وحكم العائلة في خبر ولو إعرابيا ، لكنه يبقى لهذا الدكتاتور جذور ، وللنظام نفوذ ، ولحكم العائلة أنصار.

والثورة هي في أسمى معانيها ، هي الصلح والتصالح والوئام والتوافق والتآخي ، وهي في أصدق صورها ، احترام الآخر وقبوله وإشراكه ، وهي في أدق تفاصيلها ، العدل والإنصاف ، وهي في أرقى أهدافها التنازل والرضى بأنصاف الحلول ، وهي في سرها وجهرها وسبرها وسطحها وكيانها وجوهرها ترفض سياسة الإقصاء وإطلاق الأحكام العامة وتعميمها ، والمحاسبة بجريرة الغير.

الثورة اليوم بحاجة إلي ثورة إصلاحية ، أجد أن تسميتها ثورة ، عار وجرم وفعل شنيع ، تمعن معي :-

ترفض كيانات وتكتلات ثورية كثيرة ، المشاركة في الحوار الوطني - الشكلي - ، إستنكارا لمشاركة ما يسمونهم ، بأنصار القتلة ، بغص النظر عن مصداقية التسمية ، وثبوت التهمة ، لكن شباب الثورة مستعدون للمشاركة في الحوا مع الحكومة والرئيس المنتخب ، الذان أعطيا الحصانة للقتلة أنفسهم ، بل وإن بعضا منهم لا يزال على رأس عمله وفي الحكومة ، ومع ذلك هم يرفضون المشاركة في الحوار لوجود شباب المؤتمر.

من يفسر لي إي ثورة هذه ، وأين موقع هذا التصرف الأرعن الثوري من الإعراب ، ومن وراء هذه العقلية الرجعية الثورية ، وهل من حق تكتلات ثورية حزبية رعناء ، أن تقصي من تريد عن الحوار ، وتدخل من تريد!

جاء الساحر بن عمر ، فغدا سنعلم ، أن هذه الشروط الثورية الإقصائية ، إنما هي مزايدات ، وضحك على الدقون ، انتخب رئيس وشكلت حكومة ، وأضحى الإعلام الدولي والإقليمي ، ينظر للقضية اليمنية ، من منظار الأزمة ، وفقدنا مصطلح الثورة .

الحوار للجميع ، ولكن ليس للجميع الجميع ، فقط لمن كتب أسماءهم الرئيس هادي ، وصادق عليهم الساحر بن عمر بختم رعاة المبادرة ومجلس الأمن.

الحوار للجميع ، ولكن أهل صعدة من أهل السنة وعلماء اليمن ، ليسوا من الجميع ، وربما من اليمن ، وغدا سنعلم أيضا من تم أقصاؤه.

وحين يغضب الساحر بن عمر ، سيقول ( سيقول بلا شروط ، بلا زفت ، واللي يشتي يشارك وعنده بطاقة الدعوة للمشاركة فمرحبا ، واللي عنده شروط ، الله معه ، خل الثورة تنفعه ، والساحات تضمه ) ، وحينها سنسمع هذه التكتلات والإئتلافات الثورية الرعناء ، تقول لنا ( إن من مصلحة الوطن المشاركة في الحوار وإنجاحه )

لا يزال بعض الشباب يغردون خارج السرب ، ويضعون شروط ، ويهتفون الثورة مستمرة ، لكنها في الواقع( متسمرة ) ! في لوحة الإعلانات الشهيرة بخط الستين!

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
خالد بريه
ماذا تنقمونَ من عبد المجيد الزنداني؟!
خالد بريه
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
تسعون ثانية قبل منتصف الليل النووي!
د. محمد جميح
كتابات
عبد الملك المثيلجمعة البكاء على الثورة
عبد الملك المثيل
عبدالفتاح علوةإلى ياسين الحكيم
عبدالفتاح علوة
مشاهدة المزيد