حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء
قد يكون العنوان – نوعاً ما- مستفزاً جداً بالنسبة للكثيرين , وقد لا يروق للبعض سماع مثل هذه المقارنة العقيمة , لأن أوجه المقارنة هنا تكاد تكون مفقودة و ناقصة و مرفوضة تماما وغير قابلة للمقارنة والمفاضلة بأي حال من الأحوال , لوجود مسافة شاسعة بين أوجة الشبة والإختلاف , ولبعد فواصل نقاط الإلتقاء والإتفاق , ولكن ربما وضع اليد على الجرح قد يساهم في تخفيف الكثير من المعاناه الثورية لدى البعض , وتسليط الضوء والتركيز على مختلف الأحداث التي تموج بها المنطقة العربية بشكل عام , قد يحدد الموقع الذي نجد انفسنا فيه ويحدد مقياس (معيار نجاح) وانتصار الثورة اليمنية من عدمه , وعن ما حققته وما انجزته على مدى عام ونصف مع دخول اليمن المرحلة الإنتقالية الهزيلة.
وربما عن طريق المقارنة النسبية نستلهم الدروس والعظات والعبر من وحي الثورة المصرية وما حققته على الصعيد السياسي والثوري , حقيقة ان الرئيس مرسي فاجأ الجميع وأحسن استغلال صلاحياته بشكل مطلق وشجاع لفرض تغييرات جذرية وجوهرية ملموسة في مصر على مختلف الأصعده الأمنية والسياسية , وكانت مسألة الجيش والقيادة العسكرية ممثلة بالمجلس العسكري تمثل الإختبار الحقيقي الأول الذي يواجهه لإثبات مدى نجاح الثورة ومقدرته على فرض سلطة الشعب والخيارات الشعبية , لم تكن قرارات قوية وجريئة –فحسب- ولم تكن من باب التحرش واثبات القدرة والتمكن, ولم تكن سطحية صورية ضبابية , بل كانت قرارات قاتلة و حكيمة في نفس الوقت و تعتبر قنبلة سياسية من العيار الثقيل وسهام صائبة من محارب بارع في عمق الكيان العسكري , وتعتبر (هيكلة حقيقية) للجيش بما تعيده الى جادة الصواب و الى مالكه وصاحبه – الأول والأخير- الشعب , وبما تعيد من ترتيب الأوراق السياسية مرة أخرى , قرارات سيادية مستقلة استقلالاً تاماً لم تتدخل فيها اطراف لاعبة دولية واقليمية لضبط صيغتها النهائية , ولم تتموج على بحر متلاطم من المصالح والأهواء , ولم تلوث وطنيتها وصفاءها وسيادتها تدخلات الخارج , لذا جاءت متناغمة ومنسجمة مع الأهداف الثورية الشعبية.
وان كانت حزمة القرارات الأخيرة بمثابة مفاجئة شعبية ودولية كبرى, وبما مثلته من فاجعة و صدمة قوية للمجلس العسكري والفلول , إلا أنها أوضحت ان السلطة المستمدة من الشعب والصلاحيات الى يملكها رئيس مصر وضعته في واجهة الأحداث والصدارة لإنقاذ الثورة المصرية من تسلط و حكم العسكر, و رفع فوهة البندقيه والخطر الحقيقي عن وجه الثورة , بل وقراره بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل مع اعلانه دستورا جديدا منح نفسه بموجبه صلاحيات السلطة التشريعية يعتبر الضربة القاصمة والموجعة للفلول وبقايا النظام السابق , مما جعل البعض من الفلول اعتبارها انقلابا اخوانيا جديدا, ولكن حقيقة انها ساهمت في تنظيف الساحة السياسية المصرية وتطهيرها من تبعات انتقاص السيادة الرئاسية المطلقة وحالت دون هضم الصلاحيات المقدمة , وفسحت المجال امام مسيرة الإصلاح الوطني بحرية تامة لإحداث تغييرات جذرية ملموسة تلبي طموحات الشارع المترقب.
ولعل مسرح ميدان التحرير الذي لا يتوقف عن الضجيج والنبض والحياة وتلك الجماهير الوافدة الحاشدة وهي تملأ الطرقات هاتفة بحياة الرئيس محمد مرسي تعبر عن حالة من الإرتياح العميق وانعكاس ردات الفعل والحماس الشديد لهكذا قرارات حاسمة وحازمة , بقدر ما كانت هذه القرارات مشجعة لأرض الكنانه كانت محزنة جدا في اليمن , لما أحدثت المقارنة بين القرارات المتزامنة في كلا البلدين من فارق و فجوة كبيرة في تحقيق الأماني الثورية , وأوجدت كثيراً من الجدل واللغط و مظاهر من التذمر والسخط الكبير في الأوساط اليمنية , رغم انها قرارات طبيعية جادة -في هكذا حالة ثورية- فالثورة المصرية مقارنة بالثورة اليمنية أثبتت نجاحاً عظيماً منقطع النظير , والإنتخابات الرئاسية الوليدة في مصر أثبتت ان الإرادة الشعبية هي صاحبة القرار الأول والأخير في فرض واقع جديد.
وان كان محمد مرسي رجل ثورة قادم من عمق الشعب ومعاناته وخارج من السجون والمعتقلات فالرئيس هادي خارج من رحم النظام السابق ومن أروقة القصور ورفاهية الحياة , مع ان السيد محمد مرسي حاز على نصف اصوات المرشحين - تقريبا- وفاز بصعوبة بالغة في الإنتخابات الرئاسية ,مقارنة بالرئيس هادي المرشح الوحيد الذي حاز على نسبه مئوية عالية قاربت المائة في المائة- حسب النتائج الإنتخابية- , الا ان نجاح محمد مرسي مثّل نقلة نوعية وعظيمة في مسيرة مصر العروبة, ويوما بعد يوم يثبت الرجل الكثير من المقدرة والسلطة على احداث تغييرات محورية وفاصلة في التأريخ المصري المعاصر.
وبالنظر الى فحوى القرارات الرئاسية للسيد مرسي مقارنة بالرئيس هادي فيمكن دراستها من عدة محاور واتجاهات ..
اولاً المحور الزمني ..وثانياً مدى السرية.. وثالثا مدى القوة والتأثير , فحينما كانت قرارات مرسي سريعه وحاسمة ودسمة جدا تترواح قرارات هادي مترنحة وبطيئة , ويسبقها حمله اعلامية ودعائية كبيرة لتأتي في الأخير مخيبة للآمال , وحينما تكون قرارات مرسي في العمق وتصيب الهدف بجدارة تأتي قرارات هادي عقيمة هامشية وناعمة جدا ولا تصيب الهدف المقصود , وحينما كانت قرارات مرسي تمس مباشرة صلب مراكز القوى الحساسة والحيوية ممثلة في قيادات الحرس الجمهوري والمخابرات العامة ورئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع والأمن , نجد قرارات هادي سطحية غير جريئة وفاقدة الدسم و الأهلّية والمفعول بالكاد تلقط أنفاسها وهي تجد طريقها في معمعة الحياة السياسية و الأمنية , وحين اثبت مرسي ان خيارات الشعب فوق اية خيارات واعتبارات أخرى , نجد قرارات هادي تضع الأولوية لمصلحة الأطراف المتنازعة وتلبي طموحاتها وتأتي متناغمة مع مصالحها الخاصة.
فحتى اللحظة اكتسبت قرارات هادي انعدام المصداقية والفتور الشديد وعدم الجدية المطلقة في قص أجنحة النظام السابق العسكرية والسياسية- الذي يعتبر احد أركانه- , ان اتى مرسى ضمن خيارات شعبية وثورية ملّحة نجد ان هادي اتى ضمن رغبات خليجية امريكية ,قرارات مرسي لا يسبقها موجة اعلامية ودعائية وتمجيد وتعظيم ولا يتبعها بيانات ترحيب وشكر , ولا تتم عبر صفقات سريه متبادلة عبر وسطاء واسترضاء جميع الفرقاء عبر تدخلات خارجية , بل تمت رحاها بين جدران البيت المصري الواحد وبمباركة شعبية ومن تحت قبة البرلمان , واستقبلها الشارع المصري بحفاوة بالغة , واتت مطمئنة لبقية التيارات الحزبية والمستقلة المشكّكة في قدرة الرئيس المنتخب , واسكتت جميع الأصوات التي تروج ان جماعة الإخوان في مصر قامت بسحب بساط السلطة من تحت اقدام الثورة وسرقتها, وستساهم حتما في ضخ دماء عسكرية وسياسية جديدة بما تعتبر من صمام أمان لمصر , علاوة على ذلك ستغلق الباب امام التناحر والصدام السياسي بين وطن برأسين بما تضيف من صلاحيات استثنائية وسيادية للرئيس وتعيد الجيش الى ولاء ومربع الوطن وتساهم في التفرغ لبناء مصر الحديثة.
علاوة على ذلك قرارات مرسي نافذة سارية المفعول بينما قرارات هادي يتبعها الكثير من التمرد والعصيان ولا ترى النور أبدا, فمرسي اثبت انه مصرياً وطنياً اكثر من كونه اخوانياً متحزباً واثبت ان ولاءة اولاً واخيرا للوطن وللشعب المصري , وتجرد عن جميع الولاءات الضيقة ومختلف الأحزاب واستقال -عن طيب خاطر- عن حزبه الحرية والعدالة , بينما يقبع هادي متربعا في منصبه الرجل الثاني لحزب المؤتمر الشعبي العام , كانت احداث رفح في شمال سيناء بمثابة امتحان حقيقي وعسير لمقدرة الرئيس مرسي لاثبات الذات الوطنية والقوة الحقيقية, فما كادت دماء الجنود البواسل لتجف بعد في صحراء سينا حتى اعلن مباشرة عن حزمة قرارات رئاسية ناريّة شجاعة بعزل رئيس الحرس الجمهوري و مدير المخابرات العامة ومحافظ شمال سيناء وقائد الشرطة العسكرية , وتكفل بنفسه شخصيا لقيادة غرفة العمليات الخاصة وقام بزيارة عاجلة لسيناء لتفقد الأوضاع و لمواجهة قوى الجماعات الإرهابية المسلحة.
بينما أهدرت دماء شهدائنا في ميدان السبعين وفي مختلف أرجاء الوطن بالمئات دون أن يحرك احد ساكناً , ومازالت وسائل الإعلام حتى اللحظة تتراوح مروّجة بين كونها عملية ’’ارهابية’’ وأخرى تقول انها ’’جنائية’’ , وان تبعتها قرارات هادئة هشة ضعيفة جدا لا ترقى لمستوى الحدث من تغيير قادة -من الدرجة الثانية والثالثة- في الأمن المركزي والقومي دون محاسبة او مسائلة او عقاب وعزل المسؤولين عنها , وبمجرد تولي مرسي منصب الرئاسة في مصر قام بإطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة الثورة ومعالجة جميع الجرحى عبر زيارات ميدانية واقسم القسم الجمهوري علانية في ميدان التحرير أمام جموع غفيرة من المواطنين , نجد ان جميع المعتقلين والمخفيين قسريا في اليمن مازالوا يقبعون في السجون ولا يعرف احد عنهم شيئا , ومازال الجرحى يعانون الأمرّين , ولم ينزل هادي يوما ما الى ساحة التغيير بل وحتى اللحظة لم يعترف بالثورة الشعبية ومطالبها المشروعة , وحين كانت من نتائج الثورة المصرية أن يقبع الرئيس السابق حسني مبارك وأركان نظامة خلف القضبان ضمن محاكمة عادلة , تقدم حكومة الوفاق حصانة مطلقة للرئيس السابق واركان نظامه , الرئيس محمد مرسي اثبت لمصر وللعالم ان الثورة المصرية نجحت نجاحا باهراً كبيراً بينما -للأسف الشديد- مازالت في اليمن تحبو بصعوبة شديدة نحو تحقيق غاياتها وفي انتظار قرارات جديدة فاقدة الدسم لا تسمن ولا تغني من جوع