انتبه أمامك منطقة رصاص طايش
بقلم/ عادل الشميري
نشر منذ: 12 سنة و شهر و يومين
الخميس 27 سبتمبر-أيلول 2012 06:13 م

قد نرى لوحات في بعض الشوارع \"انتبه أمامك حفريات\" \"انتبه أمامك منعطف خطير\" لكن ما ينقصنا في اليمن وخاصة في صنعاء لأن الأراضي غالية في بعض الأماكن لابد أن تعلق \"انتبه أمامك منطقة رصاص طايش\"! والله إنك لتعجب كل العجب عندما تجد التفتيش في نقاط التفتيش عن السلاح على أشده وتشديد وتقليب كراسي وإلى غير ذلك من الحركات البهلوانية وفي نفس الوقت تدخل مجاميع مسلحة وبسيارات بدون لوحة! وهي تقل أسلحة متنوعة! وباسم الشيخ فلان تجول العاصمة ولا رقيب وبتصريح حكومي!!! ثم تكون الكوارث يوم تغيب الدولة تماما فترى الاقتتال في الشوارع الرئيسية فضلا عن الشوارع الفرعية وتجد الرصاص يتطاير في أتفه المناسبات فضلا عن المناسبات الكبرى بحسب ما يراها أصحابها!

عمت فوضى في شارع الخمسين في صنعاء وبالقرب من تجمع بشري في سوق بيت بوس عند الظهيرة في يوم 26 سبتمبر من أجل أرض الخصومة والتي لها 15 سنة ولا دولة تفصل أو حكومة تتدخل إلى بحسب دفع الزلط من قبل الطرفين وتستمر الحكاية إلى أن تكون الخاتمة -وليست النهاية فالقصة مستمرة والرصاص مستمر ولابد بقليل من الدماء البريئة- في مقتل شاب في زهرة عمره لم تمض على عرسه إلا أيام قلائل لكنه الأجل وبسبب الرصاص الطائش الذي ينثره من لا أخلاق له ولا دين في وسط الناس وفي وسط المدينة وكأنهم يحتربون في غابة خاوية أو صحراء خالية نعم إنها غابة لأن حكم الغاب هو المعمول به في هذه البلاد وتركنا حكم الله تعالى في سد الذرائع وقطع الطريق أمام المتهاونين بدماء الأبرياء والمتسرعين في الضغط على الزناد ثم الفرار كالحمر المستنفرة إلى القبيلة التي تعينه على الإثم أو شيخه الذي لن يغني عنه من الله شيئا بالله عليكم لو أن الدين هو من يسير هؤلاء المجرمين الذي يرمون بلا حساب لزمن ولا مكان ولا حرمة لمخلوق هل سيشير بالسلاح على أخيه المسلم وهو يعلم أن الملائكة تلعنه بمجرد الإشارة فكيف بمن يرمي الحديد والرصاص ليقتل أخاه المسلم كيف به يوم يأت المقتول المظلون وهو يحمل في كف رأسه وفي كفه الأخرى يمسك بالقاتل يشكيه للملك الجبار العظيم الذي لا يظلم عنده أحد!!

إننا ونحن نسير هذه الأيام في دوامة القلق والاضطراب لا أمن ولا أمان تزداد هذه المظاهر انتشاراً وتوسعاً وبحجة أن الوضع يحتاج إلى صبر وضبط نفس وهذا صحيح الوضع يحتاج إلى الصبر والصبر هو الحبس فيحبس المتنفذون الذي يثيرون الفوضى بكل أشكالها سواء الفوضى الفكرية أو الفوضى الأخلاقية أو الفوضى السياسية وتحتاج هذا الأيام إلى ضبط نفس الظالم لابد أن تضبط وأن يقف عند حده وأن يعلم أن هذا السلاح الذي يتبختر به ويسيل به دماء الأبرياء أنه سوف يوجه نحوه بحكم القصاص العادل تحت مظلة الحكم الشرعي فيفكر كثيرا قبل أن يرمي رصاصة واحدة بل قبل أن تلمس يده السلاح.

هذه خواطر جادت بها النفس المكلومة على فقد حبيبنا سفر خديف في الحادث الإجرامي السفيه تنفيذيا وتوجيها وسكوتا من قبل المسؤولين.

وأسأل الله تعالى أن يلهم شيخنا الشيخ محمد خديف وجميع أهل الفقيد الصبر والسلوان وأن يعظم أجرهم ويجعل ذلك في ميزات حسناتهم وأسأله أن يكتب أخانا سفر في الشهداء الصالحين وأن يجمعه بنبينا صلى الله عليه وسلم والصديقين والشهداء الصالحين وأن يحسن خواتيمنا وأسأله أن يصلح أحوال بلادنا بطهيرها من كل مجرم متهاون بالدماء ومن كل عربيد لا يفكر في منصبه ولو مات كل الناس من كل جاهل يقتل من أجل عرض من الدنيا قليل !!

وختاماً: مهما دجى الليل فالتاريخ أنبأني *** أن النهار بأحشاء الدجى يثب

فإلى النصر الموعود وشمس الإسلام الساطعة وحكمه السديد .. والله مع الصابرين وحسبنا الله ونعم الوكيل