لعنة الاسود العنسي والعمردة واشقائها
بقلم/ احمد السويدي
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
الأحد 27 مايو 2007 07:31 م

مأرب برس - خاص

كنت بالأمس في مقيل بالعاصمة صنعاء ضم الكثير من ابناء محافظات الجنوب والشمال ,شوافع وزيود , سلفيه وشيعة وصوفية وعلمانية , قبائل وسادة كما نقول مع ان من يسمون انفسهم سادة هم في الاصل ينتمون الى قبيلة لم ير الاسلام ونبيه عليه افضل الصلاة والسلام عداء اشد من عداء تلك القبيلة للاسلام والنبي على الرغم ايضا من انه عليه الصلاة والسلام ينتمي الى افضل بيوت تلك القبيلة.

عموما كان موضوع النقاش يدور حول احداث حرب صعدة وكيف ان هذه الحرب بدأت شبيهة بعملية توازن سياسية زرعها النظام الحاكم في خاصرة الوطن الملتهبة مذهبيا وعرقيا وايضا حدوديا , فموقع هذه النبتة الخبيثة لنظام الرئيس صالح الذي درس بعناية وحنكة ودهاء المكان الملائم الذي سيضع فيه الحبة التي ستنموا من احشائها هذه النبتة التي بدأت تكبر وتكبر وتتساقط اشواكها بدلا عن ثمارها التي كان يحلم الرئيس صالح بقطفها وطيب اكلها , صعدة القاعدة الرئيسية لهمدان ومنها تفرعت هذه القبيلة العريقة الى كل اصقاع الدنيا ولكن تفرعها في اليمن كان مقرونا دائما بسيطرتها ونفوذها حيث تتواجد .

الرئيس صالح كان يعلم علم اليقين ولايزال يراهن ان تحويل صعدة الى بؤرة للصراع ومنطلقا للفتن الى الحدود المجاورة حيث يعيش فرع كبير من قبيلة همدان يدين بالاسماعيلية مذهبا مما قد يشجع اتباع ذلك المذهب على التطلع لنيل ما يتوهم كثيرهم انهم مفتقديه تحت نظام حكم بن سعود , وهنا لن يكون لهم نيل ذلك إلا بمجاراة اخوانهم في صعدة ثورتهم التي يكتوي بها نظام صالح اليوم .

اذا عندما يصبح نظام صالح وحكم آل سعود مهددان بنفس السلاح , هنا يجب على كلا منهما ان يلتحم بالآخر والألتحام من وجهة نظر صالح مكسب ومغنم سيؤمن له البقاء ولأولاد احمد علي عبدالله صالح من بعده , صالح اليوم يعيش قلق البحث عن مصادر البقاء , ومصادر البقاء في قاموس صالح تعتمد على اثارة الفتن من خلال تجربة ثلاثون عاما قضاها في الحكم , لكن ما لم يحسب حسابه صالح ان الفتنة السياسية والثار القبلي يختلفان عن فتنة الدين والمذهب التي اشعلها فخامته في صعدة منذ ثلاثة اعوام حربا وعشرة اعوام او ازيد فكرا .

آل سعود لا ينظرون او لا يؤمنون بفلسفة البقاء التي يعتمدها صالح والمتتبع للتاريخ السعودي منذ عهد الدولة السعودية الاولى يرى ان اولئك الحكام الذين تقاطروا على حكم الدرعية والرياض والحجاز ثم المملكة العربية السعودية كدولة موحدة على يد الملك عبدالعزيز , اعتمدوا على فلسفة الجمع لا التفريق لاستمرار حكمهم حتى انهم يكادون احيانا ان يجبروا بعض اتباع الملل المتطرفة او المتشددة على الدخول في مذهب الجميع من عامة الشعب وحكامهم ,بعكس نظام صالح المفرق بين ابناء اليمن ومذاهبهم كي يتمكن حسب رؤيته من السيطرة على حكم اليمن .

نعود الى قبيلة همدان ونفوذها في اليمن , فهذه القبيلة وفرت الارضية الآمنة لشيعة علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه وقبل ذلك كانت هذه القبيلة من اكبر الداعمين للامام علي في حروبه مع معاوية ومع الخوارج , وحافظت هذه القبيلة العظيمة على ولائها للامام علي هذا الولاء الذي اعطته بدون منة لأحفاد علي ابن ابي طالب ومن تبعهم الى يومنا هذا .

هذا الولاء اكسب هذه القبيلة على مر العصور في اليمن السلطة وكانت هي من يختار ويعين الائمة في اليمن كما انها ومنذ القرن السابع او الثامن الهجري استطاعت ان تسيطر على اجزاء من عمان ومعظم مناطق حضرموت ان لم نقل كلها حتى رحيل بريطانيا عن حضرموت وجنوب اليمن .

سيستمر نقاشنا وستستمر مقايلنا ومسامرنا ومنا من له مواقع اخرى لادارة الاحداث او مراقبتها , وربما البعض قد يكون له دورا فاعل في صناعة او المساعدة على صناعة الاحداث , ولكن ما يجعل البعض وانا واحدا منهم نتسائل ونبحث عن الجواب ونتلهف على الحصول عليه , هل ما يدور في بلدنا اليوم ليس إلا امتدادا للصراع الأزلي بين القحطانية والعدنانية , بين الشيعة والسنة بين سبأ وحمير وابنائهم .

هل صراعنا وكما قال شيخ جليل كان جالسا معنا في ذلك اليوم ليس إلا نتاج لعنة الاسود العنسي والعمردة واخوانها.

ألم تكفي هذا البلد اللعنات السابقة من الاخدود الى السد الى لعنة الردة كما قال ذلك الشيخ الجليل ثم لعنة جحافل الاستعمار والغزاة والانظمة القذرة التي حكمتنا بعد منتصف القرن الماضي , أليس كل هذه من اكبر لعنات الدنيا والآخرة ؟

ألا يحق لنا ان نتسابق على العلم والمعرفة والتنمية بدلا من لعنات تلاحقنا بايدي حكامنا ؟؟؟؟