مائة ألف جندي وهمي أو يزيدون ... وما خفي أعظم
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 26 يوماً
السبت 22 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:38 م

الأرقام التي نشرت مؤخرا عن الجنود الوهميين في القوات المسلحة ( اليمنية ) ومصدرها تقرير اللجان العسكرية التي أرسلتها وزارة الدفاع لحصر القوات البشرية والأسلحة والمعدات وتداولتها كثير من وسائل الإعلام تمثل صدمة كبيرة لليمنيين وكارثة قومية على الوطن وتستحق تدخل عصبة الأمم

100.000 جندي وهمي في قوات الحرس الجمهوري فقط ( حرس الولد احمد علي ) !! وكم عدد الجنود والضباط الوهميين في قوات محمد صالح الأحمر الجوية ؟! وكم عدد المقاتلين في منطقة مهدي مقولة الجنوبية ؟! وكم عدد الوهميين في امن يحي محمد المركزي ؟! وكم عدد الجنود المشفرين في نجدة محمد عبد الله القوسي ؟! وكم عدد الوهميين عند جنرالات المحميات الخاصة للجيش العائلي ، كم (جعالة ) كل شخص في العائلة والمعاونين تحديدا ، اليوم تأكد لي هدف الرئيس السابق في الاهتمام بالجيش واهتمامه بعلاج الجرحى وسعيه الدؤوب لتحسين أوضاع الجيش !!! ، وهذا الاهتمام مربوط ربما بالجيش الوهمي .

مائة ألف جندي وضابط في الحرس الذي يعتبر ثلث الجيش تقريبا ، اذا نحن أمام ثلاثمائة ألف من الجنود الوهميين ، ونحن أمام مليارات ، بالعربي الفصيح وقياسا على هذه الحالة / المأساة فالجيش عندنا جيشين ، جيش حقيقي موزع على جبال وهضاب اليمن ويعاني من الجوع والإهمال وتدني مستوى الدخل للجندي ويعاني من سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية ، وجيش آخر موازي خاص بالجيوب

هذه الكارثة تفرض علينا الوقوف على كمية النفقات التي تصرف على جيش العائلة الوهمي ، ومن باعوا ضمائرهم وخانوا الأمانة والدين والوطن لا يمكن الاكتفاء عند الاستحواذ على مرتبات الجيش الوهمي العظيم ، ومن ضرورات شفط الخزينة بشكل عملي لا بد من استلام نفقات الجيش الوهمي مساواة بالجيش الحقيقي المحروم ، وهذه النفقات تتمثل بالملابس والتغذية والسيارات والأسلحة ومستلزمات الإقامة والسكن وربما أن نسبة من هذا الجيش قد تعرضوا للإصابة في معارك الخيال ويستدعي علاجهم بالخارج .. وهات يا بوي هات

أمام هذه الكارثة التي لا تساويها إلا كارثة تسونامي نطالب بكشف حساب نهائي للجيشين بالتفضيل ليكون الشعب على بصيرة من أمره ، كل هذا وكأن الأمر لا يعني حكومتنا ورئيسنا وأجهزتنا الرقابية وهيئة مكافحة الفساد عفوا هيئة التغطية على الفساد ، وصدقوني أن هذه الهيئة لو تدخلت في الموضوع وقد قرأت انها حشرت انفها الفاسد فعلا سيكون دورها وطني جدا وستكون النتيجة براءة وسيدرج الموضوع ضمن المكايدات السياسية

كم سمعنا وفي كثير من الدول ان الرئيس فلان استقال بعد ان اكتشف النائب العام أن هذا الرئيس استغل وظيفته ومنصبه ووظف سبعة من أبناء أصدقاءه وهذا الوزير ذهب إلى السجن وهذا وذاك ،، إلا في اليمن لم ولن تسمع خبر مثل هذا إطلاقا ، حتى في ظل حكومة ربيعنا الثوري ، يكفي حسني مبارك انه خلع من الكرسي وأربعة من كبار المسئولين ( محافظين ووزراء ) في السجن ، ويكفينا فخرا أن مخلوعنا المخلوع منحناه حصانة وكل من عملوا معه ، وياليت اخذوا الحصانة وغادروا حياتنا بل حصنتهم المبادرة ليهددونا صباحا ومساء ويرعبون الشعب في كل حين

فعلا اليمن بلد العجائب والمتناقضات ، بلد الآفات والمهلكات ، بلد الضمير والضمير الميت ، بلد الاستعباد بالتوافق والتصفيق ، بلد شعبه من المتفرجين وقادته من المزورين ، وأخيرا .. كم عدد الجيش الوهمي عند كل مستخدم !! والى متى سيظل هذا الصمت ؟! وصدقوني ما خفي سيكون أعظم .. ودمتم

abbasaldhaleai@gmail.com