مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات اليمن تسجل أول حالة إصابة بـ ''جدري الماء''.. ماذا نعرف عن هذا المرض؟ نبات يعمل على إزالة السموم من الكبد وتعالجك من السعال والزكام في دقائق وتعتبر الحل الأمثل للروماتيزم!
الوعود والتصريحات التي يتبعها تنفيذ عملي هي التي تلقى الترحيب وتنتج الارتياح لدى الشعوب وتبقى في ذاكرتها ووجدانها كونها هي المستفيدة منها، وفي موضوع هيكلة الجيش والأمن وإنهاء الانقسام الحاد في المؤسسة العسكرية والأمنية جرى التعامل مع حالة الانقسام التي حدثت بفعل الثورة الشبابية السلمية الشعبية 2011م وانضمام وحدات ضاربة من الجيش ممثلة بالفرقة الأولى مدرع " سابقاً" بروية وتعقل وهدوء وتأنٍّ ودراسة وتوافق دقيق واتفاق ورضا بين الأطراف المتصارعة في الجيش وظلت الوعود والتصريحات محل اختبار وترقب من قبل أبناء الشعب أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير.
ومن هنا صدرت قرارات هيكلة الجيش على مرحلتين وأخذت طابع التدرج والتهيئة النفسية والتشاور والتوافق وكان توافق العالم وموقفه من الثورة الشبابية اليمنية التي حولها إلى تسوية وصدرت بخصوصها قرارات وبيانات من مجلس الأمن الدولي هو ما جعل القرارات الهامة والمصيرية كهيكلة الجيش والأمن تنجح وبالتوافق وأصبحنا نسمع تصريحات ووعود ونجدها منفذة بشكل عملي فقد أجمعت ردود الأفعال المحلية والإقليمية والدولية بأن قرارات استكمال هيكلة الجيش التي أصدرها الرئيس هادي الأربعاء الماضي 10 أبريل 2013م شجاعة وتاريخية وجاءت لتنهي الانقسام في الجيش خدمة لليمن ومن أجل إنجاح الحوار الوطني.
فجاء ذلك الوصف على لسان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الزياني والمبعوث الدولي جمال بن عمر والجنرال علي محسن صالح الأحمر الذي ظل يؤكد أنه يرحب بقرارات الرئيس هادي وسينفذها سواءً في مرحلة الهيكلة الأولى أو الثانية في الوقت الذي استمر فيه التشكيك والتسريبات الصحفية التي كادت تزرع اليأس في قلوب اليمنيين وتفقدهم الأمل في التغيير ونجاحه وتعيدهم إلى مربع العنف.
وأمام وضع كهذا لم يكن أمام الصحفيين والكتاب ورجال السياسة والثقافة إلا أن يذكروا ويكتبوا عن الوعود التي أطلقها في بداية الثورة الشبابية الجنرال "علي محسن" الذي قال أكثر من مرة بأنه سيتخلى عن منصبه العسكري، ونقل عنه أنه سيترك مكان تمركز فرقته المدرعة ليكون حديقة عامة في صنعاء، وها نحن اليوم نرى ذلك حقيقة واقعة فالجنرال الذي قيل وكتب عنه تشبثه بالسلطة وأغرق الناس بسيل من التسريبات والكتابات والتصريحات بأن الرجل طامع بالسلطة، وأنه لا زال له دور هام سيقوم به وهو تأمين انتقال السلطة بشكل نهائي يقبل بقرارات الرئيس هادي باستكمال هيكلة الجيش التي نقلته إلى مستشار للرئيس بعد أن ذهبت بعض التسريبات والكتابات إلى الحديث عن أن الجنرال راغب في الترشح لمنصب الرئيس مع أن هذا الأمر حقاً له ولغيره إن انطبقت عليه شروط الترشيح.
والأمر الرائع أن يسجل الجنرال القوي في الجيش اللواء علي محسن صالح الأحمر موقفاً فيقبل باستكمال قرارات هيكلة الجيش التي أبعدته من موقع السيطرة والقوة بواقعية ليعلن بأن يوم العاشر من أبريل 2013م "يوم عيد لليمن واليمنيين، وأن القرارات لحماية سيادة اليمن وتوحيد أفكار الأمة" واصفاً الرئيس هادي بالشجاع وقراراته بالشجاعة. ومثله وصفها المبعوث الدولي بن عمر بأنها "تأتي ضمن خطوات شجاعة عدة اتخذها الرئيس هادي لتعزيز مناخ الحوار الوطني في اليمن"، أما أمين عام مجلس التعاون الخليجي الزياني فوصفها بأنها قرارات شجاعة وخطوة بارزة في طريق تنفيذ المبادرة، كما رحبت الدول الـ10 الراعية للتسوية في اليمن بالقرارات وتأمل من الجميع تنفيذها.
ومهما قيل عن الرجل بأنه احتمى بالثورة أو قفز إليها من سفينة النظام السابق الغارقة ومهما قيل عنه بأنه لن يسلم وسيفجر الوضع في البلاد وقد قيل وكتب وسيكتب بأن "صميل" المجتمع الدولي وراء قبول قرارات هيكلة الجيش والأمر لا يخص الجنرال "علي محسن" بل يتعلق أيضا بقائد الحرس الجمهوري السابق "أحمد علي" وأعمامه وأولاد عمه، نعم لولا "صميل" المجتمع الدولي لن يقبل أحد بتلك القرارات.
لكن ما يهمنا هو الظاهر والمواقف التي تتخذ، فالجنرال علي محسن الأحمر أوفى بوعوده التي وعد بها الشعب مرات عديدة فتخلى عن منصبه العسكري وصدر قرار جمهوري بتعيينه مستشاراً للرئيس لشئون الدفاع والأمن فلم يعترض بل كان أول العسكريين الذين أدوا اليمين الدستورية أمام هادي مستشاراً وصدر قرار جمهوري بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً إلى حديقة عامة وأعلنت أمانة العاصمة أنها اليوم السبت ستطرح الموقع للتنافس، أما ما يتعلق بقائد الحرس السابق "أحمد علي" فقد نقل عنه أنه خلع بزته العسكرية ورد على سؤال حول رأيه بقرارات استكمال الهيكلة : "نحن مدنيون لا يحق لنا التحدث عن الجيش" وكتب الزميل محمود ياسين في صحيفة "الأولى" الخميس الماضي "أن وضعه كان قد أصبح خارج توجيه قوة الحرس الجمهوري وكانت زيارته لبعض المعسكرات تحصيل حاصل".
وأخيراً : تنفيذ قرارات استكمال الهيكلة يكشف أن هناك تعقلاً ويؤكد مصداقية الرئيس هادي في تصريحاته بأن"الشعب اليمني سيفاجئ العالم بنموذج رائع وفريد للإصلاحات والتغيير"، فألف مليون مبروك لليمن التي استعادت الجيش المخطوف وبدأت عملياً تسير في طريق بناء الدولة المدنية الحديثة.