إسماعيل هنية يصدر بيانا هاما حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق بشأن غزة إسرائيل تقرر إغلاق قناة الجزيرة الرئيس العليمي يعزي في وفاة شخصية جنوبية بارزة ويشيد بمناقبه النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم
الإسلامية" وليس الإسلام أي أنها مجرد تسمية كأي حزب انتهج الحِراك السياسي بُغية الوصول للسلطة وقيادة الأمة، ليس ذلك بحصري عليهم فحسب، ولكن متاحاً للجميع ولكلٍ حق في ذلك ولا جِدال.
أي أن مُسمى "الإسلاميين" مسمى عابر وبداهةً المجتمع مسلم ولا يحتاج لمن يدعوه للإسلام بقدر ما يحتاج من يشبع جوعه وينمي مواهبه وقدراته، وينتشله من براثين الجهل والتخلّف الى إسلام الحضارة والعصر والفاعلية ومسابقة الدول العظمى في كل مجالات الحياة، يحتاج فقط من يستعيد عقله التراثي الذي جعل منه وارثاً الإسلام كأي إرث يرثه عن ابيه وجده، هذا هو الإسلام الذي يجب ان ننطلق منه في ارضنا ومجتمعاتنا، المجتمع لا يحتاج لمن يُصلي كثيراً ويسبّح بحمد الله ويقدّس ربه، بالطبع هي تعاليم وقِيم بين العبد وربه تقوّي روابط الصلة الروحية فيما بينهما ـأما المجتمع الإنساني لا يعرف سوى العمل على الأرض والفاعلية على المجتمع الذي تجعل منه انساناً مكرماً حضارياً !!
الشعوب بحاجة اليوم لمن تثق به ليقودها، ولكن بكل تأكيد تحتاج لمن يقودها للحضارة والرقي والتطور والسلام، لا أن يقودها للمسجد والخطب ذاك أنها بكل تأكيد تفتقد لهذه القِيم التي تحمل المعنى المضموني الأهم ـ فأيّة قِيمة لشخصٍ يأتي ثم يعود ويجيء ويروح للمسجد ثم على جانب بيته جائع يصرخُ من الجوع ويتيم يشعر بقهر الفردية ومحروم الابتسامة.. ايّة قيمة لفرد ولا يشعر بأنات الثكالى والأرامل، بالطبع القدوة هو رسول الإسلام علمنا المعنى العميق لقِيم الإسلام حينما أشار بإصبعه (أنا وكافل اليتيم كـ "هاتين") أشار بإصبعيه كون العلاقة ظاهرة محسوسة إنسانيّة، ولو لم تكن كذلك لاكتفى بالإشارة إلى قلبه كونه يمشي قرآناً ويعيش إيماناً حقيقياً بحق وليست دعاوى أو شعارات ـلكنه يعلمنا ان اساس الدولة لا يُبنى إلا بالشعوب ولا يستقيم حال نهوض دولة ما إلا بتعظيمها لمن ينتمي الى هذه الأرض !!
علاقتنا بالشعب علاقة وطن وإنسان لا علاقة " إسلام وكفر" هذه الجملة التي بالإمكان أن تتحول فجأة الى ناموس كبير نصوّر من خلاله للآخرين أننا الإسلام والإسلام فقط، الراحل الإمام البنّاء يؤكد هذه العلاقة بقوله: "لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة.."، هو يدرك تماماً أن قهر الإنسان إن حصل فلن يرده أحد لأنه ناتجٌ عن مظلومية جبارة، إنه في الحقيقة يتحدث عن المجتمع لا النواميس، وليس حديثه عن النواميس سوى شعور بالرهبة من المجتمع وخوف من غضبته ويقين بقدرته على سحق ما يهدده، وهو الشعور المسيطر على الإسلاميين إلى الآن، وكلّي خوف أن يظل مسيطراً عليهم في المستقبل وإليه ايضاً ليس لأنهم يتقصدون، ولكن لأنهم يتصرفون من منطلق ضيق.. ربما !!
علينا أن ننتقل من مرحلة الانغلاق إلى الانفتاح المطلق لنجعل مجتمعاتنا وأرضنا هي الهدف اولاً وأخيراً ، ليس لدينا خصوم ببساطة لأننا ننطلق من شعور وطني وحس إنساني وليس من منطلق الإسلام الحصري والصكوك الرحمانية ، ليس لدينا أعداء سوى ذواتنا التي لم تعِ بعد أن أمّة تمنحك الأمان لا يعني ذلك أنها تمنحك الذات والروح، وفي زمن الحرية لا صوت يعلو فوق صوت سماء الإنسانية التي تنطلق من منطلق عالمي سماوي لا حدود له ـ لسنا الإسلام ولسنا حصريون ـ نحنُ "إنسانيون" وكفى !!
لسنا شفرات ونحتاج لأرقام سرية ولسنا سحَرة يتوسلون لنا لنفك الشعوذة، لسنا السيد قطب ولا البناء ابداً ـ هم بكل تأكيد رواد الأمس - ومنهم نأخذ تجاربهم ـ نحن جيل اليوم وجيل القرن الواحد والعشرين لدينا رؤيتنا ووسائلنا لنقود مجتمعاتنا وامتنا نحو الحضارة والرقي والسلام العالمي المنتشي بالإسلام انساناً ووطناً !!
إلى الإسلاميين كونوا إنسانيين وكفى ـ وللإسلام ربٌ يحميه إلى قيام الساعة بغيركم ـ لتكونوا في عمق الواقع، الوطن والأرض هو قمة الإسلام ونضجه ورقيه ومضمونه.
Anomanlawyer1@gmail.com