الشيخ عبد الله وتعز
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 15 يوماً
الخميس 16 مايو 2013 04:21 م

إتهام مدير أمن تعز العميد الركن محمد صالح الشاعري قوى سياسية وأمنية ومليشيات بأنها وراء الانفلات الأمني في محافظة تعز وإيراد حيثيات الاتهام بوضوح من أنه خلال 2011 تم تجنيد مليشيات من قبل مختلف الأطراف وكانت تستلم مبالغ طائلة وبمجرد إيقاف تلك المبالغ دفع بهذه المليشيات الى القيام بجرائم تقطع ونهب وسلب ونشر فوضى أمر ليس بجديد.

الجديد أن يأتي هذا الكلام بهذا الوضوح على لسان مدير أمن تعز وفي الوقت نفسه مؤشر خطير ان وراء العبث بأمن البلاد والعباد ليس في تعز وحدها قوى سياسية تمتلك المال والسلاح وتعز نموذج مصغر لليمن بل هي اليمن كما قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يرحمه الله لوده حميد الذي ذكر ذلك في مقابلته مع صحيفة الجمهورية الاثنين الماضي .

وكلام حميد الأحمر جاء وهو ينفي اتهامه أو صلته بما يجري في تعز من انفلات أمني وفوضى حيث قال "أن محافظة تعز لا يوجد لغيرها من محافظات اليمن سهم في هذه الثورة كسهمها وقد كانت رأس الحربة كمنطقة بين المناطق اليمنية المختلفة وأنا أشاهد موقف تعز تذكرت الشيخ عبد الله عندما كان يقول لي دائما : اليمن هي تعز. فعرفت معنى تلك الكلمة بما تحمله من عمق كبير في نصرة الثورة الشعبية الشبابية السلمية "

ويقال إذا عرف السبب بطل العجب فما يجري في تعز أمر دبر بليل وراءه قوى سياسية ومليشيات مسلحة فهناك من يخطط ويوجه ويدفع الأموال ويوزع السلاح ولكل طرف أهدافه وما سينجح في تعز ينعكس على باقي مدن ومناطق اليمن انطلاقا من مقولة الشيخ عبد الله يرحمه الله لولده حميد " اليمن هي تعز"

وفي الجغرافيا السياسية يقول أساتذتها في الجامعات لطلابهم من يسيطر على منطقة قلب العالم " الشرق الأوسط الممتد من بحر قزوين الى أقصى ركن في الجزيرة العربية على بحر العرب " يسيطر على العالم واستناداً لمقولة الشيخ عبد الله " أن من يسيطر على قلب اليمن " تعز " يسيطر على اليمن

وتعز هنا ليست المعروفة جغرافياً وإنما بمعناها البشري الموزع في كل جسم اليمن وبمعناها القيمي والمعرفي وبمعناها كمشروع الثقافة والتنوير والتمدن. وما قاله مدير أمن تعز الشاعري الشجاع والجريء في توصيفه لما يجرى يؤكد ما ذهب إليه كثيرون ان هناك توسيع لنموذج الفوضى والقتل وانتشار السلاح والنهب بدعم وإسناد من قوى سياسية ومليشيات مرتبطة بتلك القوى وهي القوى التي تمتلك السلاح والمال.  

 وهناك من يريد السيطرة على تعز من خلال الفوضى وإفشال كل شيء ليأتي في الأخير كمنقذ والأمر ينطوي على مغامرة كبرى فقد لا يصل المنقذ الى ما يريد وهناك من يريد تأديب تعز لدورها في الثورة الشبابية الشعبية ومطالبتها بالدولة المدنية الحديثة.

 وشكوى الشاعري مريرة بعدم استجابة الداخلية بتوفير الإمكانيات الأمنية التي وجه بها رئيس الجمهورية في شهر يناير الماضي وهي بسيطة " 20 طقماً و20 معدلاً و20 دوشكا إضافة إلى رفع المخصص المالي إلى 18 مليون بدلاً من 10 ملايين" ومن حق العميد الشاعري ان يستغرب من استثناء تعز من تلك الإمكانيات بالرغم صرفها وأكثر منها لعدد من محافظات الأخرى .