طالما أن جيشونا للعرض فقط..لماذا لا يبكي باسندوة أمام مخربي الكهرباء ؟!!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 21 مايو 2013 04:44 م

عند تولي الدكتور صالح سميع منصب وزير الكهرباء والطاقة في حكومة الوفاق الوطني استبشرت خيرا بهذا الاختيار وكتبت متسائلا عن مدى قدرة الرجل على إنارة اليمن وإنهاء هذا الظلام الذي يبدو أنه مصر على البقاء بعزيمة تفوق عزيمة الجميع .

·لم يعد أحدا يستمع لسميع

يومها كتبت متفائلا بقدرة الرجل الذي عرفته عن قرب في عدة مناسبات وقد تواصل معي الوزير وشكرني وطلب مني الدعاء وأشعرني بثقل المهمة ووعد سميع يومها بالضرب بيد من حديد على مخربين خطوط نقل الكهرباء وقد كان لحديثه وقع سلسبيل الماء البارد الذي أنسكب على قلوبنا الظامئة للنور والضياء الذي لا يعكر تواصله مخرب أو كلفوت ، لقد ظننا يومها أن عهد الدولة التي ننشدها قد بدأ ، اليوم لو تحدث سميع عن الكهرباء وهدد وتوعد وأرغى وأزبد فلن يستمع له أحد ولن يقرأ أحدا تصريحاته هذا إن سلم من الشتائم والتعليقات الساخرة .

·تبخرت تهديدات الحكومة وتواصل التخريب

لقد مضت الأيام ولم نجد جديدا وواصل المخربين ضربهم لخطوط نقل الطاقة وبجهد أعلى وبوتيرة أكبر وتبخرت تلك التهديدات وذهبت أدراج الرياح وأصبح المخرب يخرب خطوط الكهرباء ويجلس " يدكي " حتى تأتي الفرق الهندسية والفنية تفاوضه على المبلغ المطلوب منهم للسماح لهم بإصلاح الأضرار ويظل المخرب يرفض وهم يتوسلونه ويترجونه ويرسلون الوساطات تلو الوساطات والمخرب يرفض حتى يقنع بالمبلغ الحاصل وهو متأكد أنه سيضاعفه قريبا أو يرحم أعضاء الفريق الهندسي ويرق قلبه لهم فيدعهم يصلحون الأضرار ويعطونه الخبطة ليرميه بعد ذهابهم في برج آخر .!!

· مخرب يطالب بباسندوة ليبكي قدمه !!

ولقد أخبرني أحد أعضاء الفريق الفني أن أحد المخربين طلب منهم أن يأتوا بباسندوة يبكي أمامه لمدة ساعة متواصلة وسيتركهم يصلحون الأضرار وطالما أن جيوشنا الباسلة هي للعروض العسكرية وابتلاع الموازنة العامة وليس من اختصاصها حماية المصالح العامة فإن بكاء باسندوة أمام المخربين ليسمحوا بإصلاح الأضرار هو حل ربما تضطر له الحكومة في المستقبل القريب وطالما أن جيوشنا للعرض فقط وقد صارت سيف بيد عجوز فلماذا لا يبكي باسندوة أمام مخربين الكهرباء على الأقل سنستفيد من بكائه هذه المرة ؟!!..

·لا الكتابات نفعت ولا فتوى العلماء !!

وقد كتب العبد لله وطالب بآلية لحماية خطوط نقل الكهرباء دون جدوى ففي أدراج وزارة الكهرباء عشرات الدراسات التي صرفت عليها ملايين الدراسات ولم تطبق أي واحدة منها وكتبنا وطالبنا بضبط المخربين دون جدوى وقمنا بالتنسيق مع هيئة علماء اليمن بإخراج فتوى تجرم هذه الأعمال وتأصل لمعاقبة هذه العناصر التخريبية بحد الحرابة فهم مفسدون بالأرض ولكن لم يستمع للعلماء أحد وكتبنا واعتبرنا التساهل والتواطؤ من قبل المسئولين مع هذه العناصر التخريبية ومراضاتهم خيانة عظمى وجريمة بحق الشرع والوطن ومع هذا لم يتفاعل معنا أحد وكتبنا وطالبنا النائب العام بضبط هؤلاء المسئولين وإحالتهم للتحقيق ومحاكمتهم ومع هذا فيبدو أن النائب لا يقرأ ولا يتابع وليس في هذا الوادي على الإطلاق وأن إحالته لمسئول فاسد للتحقيق من سابع المستحيلات ومطلب خرافي في بلد كاليمن .

ماذا نفعل الكل مطنش ؟!!

· الإعلاميون ملوا من تناول أخبار الكهرباء

 تصوروا حتى الصحفيين في الصحف والمواقع الإخبارية قد ملوا من متابعة أخبار الكهرباء وأتذكر أن الحكومة قبل فترة كانت في اجتماعها الأسبوعي تضيف فقرة من للاستهلاك الإعلامي والضحك على الذقون والكذب على عباد الله وهي " وتوجه الحكومة وزارة الداخلية والدفاع بضبط العناصر التخريبية التي تعتدي على خطوط نقل الكهرباء وإحالتهم للتحقيق " أخيرا حذفوها فقد مل كاتب المحضر من كتابتها ما الحل ؟!!

· الجديد في قضية تخريب الكهرباء 

ومؤخرا طرأ في قضية تخريب الكهرباء جديدا وهو أن الفرق الفنية التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء لم تتمكن من إصلاح الأضرار بسبب التقطعات في طريق صنعاء مأرب يعني أولا يراضوا المتقطعين وبعدين يراضوا المخربين أما أن يضبطوهم وينفذوا شرع الله فيهم فهذا من سابع المستحيلات وقد يئسنا منه .

· هل يستلم المسئولين والمخربين من تجار المولدات ؟!!

هناك من يرى أن المسئولين يتقاسمون مع المخربين المبالغ التي يستلمونها حتى يسمحوا للفرق الفنية بإصلاح الأضرار التي نتجت عن تخريبهم للأبراج ولأنابيب النفط والغاز ولذا هم يستفيدون من هذا التخريب وشخصيا لا أستبعد أن يخصص أصحاب محلات بيع المولدات الكهربائية مبلغ عمولة لبعض المخربين والمسئولين حتى يظل هذا الوضع ويستفيدوا من كل جهة ، كما أن معسكرات "الحرس" سابقا والتي تتواجد في مأرب ترفض ضبط المخربين وقد أطلعني أحد الموظفين بمكتب محافظ مأرب على توجيهات لهذه المعسكرات لضبط المخربين ولكنها ترفض الانصياع للأوامر وقد اتصل بأحد قادة المعسكرات وقال له : لماذا لا ترسلوا أطقم لضبط المخربين فرد ببرود : خلوهم يقطعوها ويخربوها ويخربوا ترابها علشان الشعب يعرف قيمة عمي علي .!!

الخلاصة :

وما عسى أن نقول وقد قلنا كل شي وطرحنا كل الحلول ولم يستمع لنا أحد ؟!!

 نحن نصرخ في قربة مقطوعة وننفخ في رماد وننادي أموات فلا حياة لمن تنادي وهل للأموات إحساس أو شعور ناهيك عن الضمير؟!!

 ..رفعت الأقلام وجفت الصحف .