خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
لم تكن صنعاء بحاجة إلى فجيعة جديدة لتدرك أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن دولة النظام والقانون، فالكهرباء تدلل على ذلك ليل نهار،والفوضى الأمنية في المناطق النائية تدل على ذلك ، كما أن انتشار السلاح الذي كان عادة وتحول فجأة إلى سلاح موت طليق يدلل على أن اليمنيين يعيشون على هامش الأمن.
وتأتي القبيلة بدورها التاريخي الذي كان ضرورة في أحد مراحل عمر اليمن ، ولكنها بمرور الوقت صارت إرثاً ثقيلاً يثقل كاهل اليمن واليمنيين على حد سواء، فليس من الحكمة أن يعيش المرء بين فوهة بندقيتين! لا بأس أن تكون بندقية واحدة من أجل تطبيق القانون، لكن في حال تعددت أفواه البنادق يموت القانون بدم بارد.
قبل ثلاثة أسابيع سالت دماء خالد الخطيب وحسن أمان على أرصفة العاصمة دون أن يحرك الأمن ساكناً، لسبب بسيط وهو أن القتلة ينتمون لقبيلة عريقة ربما تملك أسلحة أكثر من تلك المخبأة في مخازن الدولة، وبدلاً من أن يأخذ القانون طريقه إلى الجناة ليطبق العدل صار أخرساً ، متعامياً من قول الحقيقة، ليدفن خالد الخطيب اليوم بصمت وكأنه هو المجرم!
مؤلم أن يصبح للدم ثمن، رغم أن كل دماء العالم تحمل اللون الأحمر، إلا أنها في اليمن تحمل اسم القبيلة أو الرتبة العسكرية، وإن لم تكن فإنها تصير أشبه بالماء ، وهل للماء ثمن إذا ما قورن بالدم!
ما جعل للقبيلة دوراً يفوق مكانتها بحيث تقفز فوق القانون بسنين ضوئية هو تحالفها المقيت بالأحزاب والدين، وعلى الرغم من أن الدين يقضي بوجوب القصاص إلا أن أعرف القبيلة أحياناً تصير عرفاً أقدس من الدين إذا تعلق الأمر بدم أبنائها، إذاً أليس للدم الآخرين حرمة كونهم بشر، فضلاً عن كونهم مسلمين؟!
لم نكن لنعرف ما حدث بالتفصيل لولا طفرة الاتصال التي بتنا نتناولها، إلا أنها للأسف لم تغير من الواقع شيئاً،ثمة تفاصيل قميئة لحروب جانبية ودماء تسيل رخيصة بدون ذنب تارة بيد القبيلة وتارة بيد الدولة أو بيد السيد ولكننا لا نعرف منها إلا القليل، المؤلم أن تصبح ثقافة الصورة مجرد شكل لا تستطيع أن تغير من الواقع شيئاً، وهذا ما يحدث ! فالأمر صار سيناً بين أن نعرف أو لا نعرف طالما أن الجهات الفاعلة في صنع القرار قد حسمت أمرها مسبقاً بتمرير الدم وتبرير القتل وفق المصالح المتبادلة.
والد خالد الخطيب قرر أن يدفنه اليوم الخميس بعد ان أعطى للدولة فرصة ثلاثة أسابيع عل ضميرها يستيقظ، أو لعلها استطاعت التعرف على طريق القانون لتذهب إليه، و انتظر لشيخ القبيلة ليرسم وجوده بشكل مشرف ويسلم القاتل، وانتظر الوطن والمواطنين الذين لا يزالون يعيشوا حالة ذهول وترقب،لكن في الأخير كرامة الميت دفنه.
سيدفن خالد ، ثم الخطيب ، وتدفن كرامتنا معهم، سيجف دمهم وقاتلهم يشحن رصاصة جديدة ليطلقها على مواطن رخيص لم يترق بعد إلى درجة شيخ أو سيد، ولم يحصل بعد على رتبه عسكري أو ضابط ليحميه الوطن!