إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
مأرب برس - خاص
لا يبدو أن هناك نهاية لمسلسل الجثث التي توجد بشكل يومي بالعشرات في شوارع بغداد وبقية المدن العراقية ، يحدث هذا برغم وجود مائة وستين ألف جندي أمريكي في العراق وأضعافهم من الجنود العراقيين - فضلا عن عشرات الآلاف من الشرطة والحرس الوطني وقوات البشمرجة الكردية ، فما لفائدة إذن من وجود كل هذه القوات إن لم تكن قادرة على حماية المواطن العراقي الأعزل ؟ وما الفائدة من هذه الخطط الأمنية التي نسمع بها كل يوم ؟ أهي فقط للدعاية الإعلامية ولذر الرماد في العيون ؟ أم هي فقط لسرقة موارد ومقدرات العراق ولزيادة مأساة العراقيين ؟
ورغم ما في هذا الأمر من بشاعة ، ورغم أن قتل إنسان واحد فقط على هذا النحو هو بحد ذاته جريمة نكراء لا تغتفر– إلا أنه رغم ذلك حتى مع تزايد أعداد الجثث وانتشارها ، قد أصبح - ياللغرابة ويا للعجب العجاب - شيئا عاديا ومألوفا ليس لقوات الاحتلال الأمريكي فحسب – وهي المسئولة قانونيا عن هذه الجثث بشكل مباشر في واقع الأمر - وإنما أيضا لمن يدعون أنهم يمثلون الشعب العراقي في الحكومة الحالية، حتى بالنسبة للأطراف السنية المشاركة – أو بالأصح الموجودة كديكور - في هذه الحكومة الطائفية الحالية التي أقامها الاحتلال ، حيث يتم الإعلان عن تلك الجثث يوميا من قبل أجهزة الحكومة العراقية ، وقوات الاحتلال فلا يهتز ضمير أحد ولا تنزل قطرة دمع واحدة ، وقليل جدا من يسأل أو يتحرى حول مصدر تلك الجثث ، ولماذا يتم التخلص منها على ذلك النحو البشع ؟ وكأن هؤلاء الضحايا ليسوا من بني البشر ، ولا توجد خلفهم أسر وعوائل تقطعت أكباد أفرادها بكاء وحسرة عليهم وقتلهم القلق على مصيرهم ، وكأن كل أولئك المسئولين في تلك الحكومة قد صاروا بلا وجدان - وهم كذلك بالفعل وإلا لما قبلوا أن يكونوا مطية للمحتل يمرر عليها مخططاته وجرائمه النكراء في عراق الرشيد .
وليس ذلك فحسب بل أن ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان - التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حول ما يجري في أقليم دارفور - لا تولي هذه القضية أي اهتمام حقيقي ، وكأن أرواح العراقيين قد هانت على الجميع وأصبحت دماؤهم أرخص من الماء الآسن .
ولو أن ثمت عضو فيما يسمى بـ " البرلمان العراقي " الحالي ، لو أن ثمت عضو لديه ذرة من دين أو كرامة أو إحساس بالمسئولية ، سواء من جبهة التوافق أو غيرها لطلب فتح تحقيق محايد حول هذه الجثث التي توجد بالعشرات في بغداد ولكن أنى يكون ذلك ؟ وهل فاقد الشيء يعطيه .
وفي واقع الأمر - ورغم أن الاحتلال الأمريكي هو المسئول الأول عن كل ما يجري في العراق - فلا يمكن لأصابع الاتهام بشأن تلك الجثث إلا أن تتوجه صوب الحكومة العراقية التي يرأسها كرزاي بغداد ، نوري المالكي ، وهي الابنة غير الشرعية ( السفاح ) للمحتل الغاصب ، الذي سطا على العراق بشكل همجي وحشي وقوض أركان دولته وحكومته الشرعية ، حيث يعتقد أن هذه الجثث الهامدة لهؤلاء الضحايا الأبرياء التي يرمى بها في المزابل وعلى قارعة الطريق وفي مصارف المياه ، بشكل يومي مستمر تعود بالأساس لمعتقلين عراقيين سابقين – ومن أهل السنة بالتحديد – والذين يتم تعذيبهم أشد أنواع التعذيب في السجون والأقبية السرية التابعة للحكومة العراقية الطائفية المشكلة من الأوباش والجناة والعملاء وشذاذ الأفاق ، الذين قدموا خلف الدبابات الأمريكية ، والتي تعمد – كما هي عادة كل مجرم حقير ورخيص - إلى إخفاء جرائمها المنظمة تلك بعدم الإعلان عنها ، وإنما محاولة إلصاقها بالآخرين .
وعلى هذا فهي تلجأ إلى رمي تلك الجثث على جوانب الطرق وفي المزابل ومصارف المياه ، وهذه أسهل طريقة للتنصل من المسئولية بشأنهم ، وحتى توحي للعالم - الذي يقف متفرجا على ما يحدث - أنهم من ضحايا الصراع الطائفي في المجتمع العراقي ، وهذا أمر وارد وغير مستبعد على الإطلاق ، كون الأساس الطائفي هو أهم الأسس التي ترتكز عليها الحكومة العراقية الحالية ، والتي صار يهيمن عليها أصحاب المظلومية التاريخية الزائفة والمكذوبة ، بما قد ترسب في قلوبهم من حقد أسود ، وعدوانية مقيتة ، وبما في نفوسهم الموحلة من رغبة جامحة في الثأر والانتقام من كل عراقي عربي شريف يقول :لا للاحتلال ، ولا للطائفية ، ولا للخونة ، وكذا من كل عراقي أبي خدم وطنه وأدى واجبه بإخلاص ونزاهة في العهد السابق ، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى لعدم وجود رقابة من أي نوع على الاعتقالات والمداهمات الهمجية والعشوائية والتي صارت هي الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية والعسكرية لتلك الحكومة الطائفية القابعة في المنطقة الخضراء ، وكذا لعدم وجود رقابة على السجون العراقية الجديدة – وما أكثرها في عراق اليوم – فضلا عن السجون السرية التي يشرف عليها بعض وزراء ومسئولي الحكومة الطائفية شخصيا ، وأيضا لغياب التحقيقات الجدية فيما يتعلق بمصدر تلك الجثث التي صارت أحد معالم العراق الجديد .
وفي حقيقة الأمر أنه ليس هناك عنف طائفي أو حرب طائفية في المجتمع العراقي حاليا ، كما يروج الاحتلال وأذنابه ، إنما هناك حرب إبادة منظمة ضد العرب السنة وبالتحديد ضد العقول المبدعة والمفكرة والمستنيرة منهم ، تنفذها هذه الحكومة الطائفية ذات اللون الأمريكي الإيراني المزدوج بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية والأمريكية ، لهدف مشترك خبيث وخطير ، يهم الإدارة الأمريكية ويهم نظام الآيات في طهران ، ويحقق لهما مصالحهما الدنيئة في هذا البلد العربي العزيز الذي صارا يتقاسمان النفوذ فيه ، وذلك الهدف هو بقول مختصر وجيز " تفريغ الجسد السني من عقله " – كما عبر عن ذلك خبير مصري.