ولنا مما حدث في مصر درس وعبرة ؟!
بقلم/ م.عبدالرحمن محمد الحمدي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 28 يوماً
الثلاثاء 27 أغسطس-آب 2013 04:56 م

المتابع لمراحل الثورة الشبابية في مصر كان يدرك ان الجيش المصري آنذاك كان في موقف صعب افضل توصيف له امران احلاهما مر اما ان يساند الرئيس المخلوع حسني مبارك مما كان سيؤدي لمواجهة مع الشعب وسفك انهارا من دماء الشعب المصري العظيم او عزل مبارك مكرها اخاك لا بطل على امل إيجاد مخرج له وبعض او معظم أركان حكمه مستقبلا معتقدا أي الجيش ان بمقدوره السيطرة على الموقف والالتفاف على الثورة مع مرور الوقت خاصة وان دفة الحكم ستكون كاملة بيده ... مالم يتوقعه المجلس العسكري هو تماسك قوي الثورة لتحقيق كامل اهدافها وعدم الاكتفاء بخروج الحاكم من الحكم .. واستمرت محاولة العسكر لشق الصف الثوري والتظاهر بأنهم جزء من الثورة والأمناء عليها.... كل هذه المحاولات اصطدمت بالتماسك الأسطوري لكل قوى الثورة وفي مقدمتها كان الشعب المصري العظيم صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير.... من هنا تغيرت الاستراتيجية وقرر الجيش والقوي المناهضة للثورة في مصر وبالتنسيق مع بعض دول الخليج العربي والسعودية وبعض دول الغرب التي كانت ضد الثورة في مصر وبقية بلدان الربيع العربي ان جاز التعبير اتباع خطة رمي طعم السلطة الذي ابتلعه اخوان مصر وهم لا يشعرون , ولولا تكاتف كل فئات الشعب في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية لما نجح محمد مرسي . ان السلطة التي أبهرت الإخوان وأضوائها زغللت عيونهم وأعمت أبصارهم وبصيرتهم وشهوة الكرسي جعلتهم يختزلون الدولة في أنفسهم والتخلي عن كل من شارك في انجاح الثورة وأوصلهم الى سدة الحكم. اخوان مصر ابتلعوا طعم السلطة وبدأ الرئيس مرسي حكمه أو بالأصح حكم الإخوان بمجموعة من القرارات الانفرادية الخاطئة بل والقاتلة والتي وضعت ملامح اخونة الدولة وإقصاء الآخرين سواء ممن كان لهم شرف السبق في إشعال فتيل الثورة أو من الذين شاركوا وانضموا اليها في مراحل لاحقه

كل هذه الممارسات والقرارات ادت الى عزل الإخوان عن باقي القوى الثورية والسياسية في الشارع المصري بل وعن غالبية الشعب المصري... وعندما تأكدت قيادة الجيش بأن الإخوان أصبحوا وحدهم في الساحات والميادين ولن يقف معهم أحد قاموا بعزل مرسي وما تلى ذلك من فض للاعتصامات وغيرها خير دليل بأن المواجهة أصبحت بين الإخوان والجيش وليست كما كانت إبان الثورة بين كل فئات الشعب والجيش. ان المتابع لسير الأحداث في اليمن اليوم يجد أننا نسير في نفس الطريق بغباء منقطع النظير مع معرفتهم وادراكهم لما يجري من حولهم وعاقبة النتائج التي افرزتها حتى اللحظة .

ان حكامنا الجدد وقد استخدمت وصف الجمع متعمدا وعن سبق اصرار وترصد لأنهم أكثر من شخص واكثر من جهة يتعاملون ويديرون البلد بعقلية المتصرف الوحيد بمقاليد البلاد والعباد. خلال الثورة والعام الذي تلاه كنا نسمع ان الجميع سيكونوا شركاء في هذا الوطن , حقيقة سمعنا هذه النغمة مرارا الى درجة الملل ولم نعشها أو حتى على اقل تقدير شعرنا بها. اعتقد ان الغالبية كانت تغالط نفسها بل وتحرص على ان لا ترى الحقيقة إلا عبر غربالها هي والذي لا شمس له يومها وحفاظا على وحدة الصف والخوف من التشرذم الذي كان سيؤدي إلى عودة المخلوع وعصابته اعطيناهم فرصة بعد فرصة للوقوف والمراجعة وتصحيح المسار متمنين لهم ذاكرة الاسود لا ذاكرة الذئاب او الاسماك . الآن الوضع أصبح واضحا وضوح الشمس ان هناك تفكك داخل صفوف القوى الثورية الشبابية وبقية شرائح الشعب اليمني مما يسهل عملية الالتفاف على الثورة واستنساخ النظام السابق بصورة اخرى اكثر بشاعة من سابقه مع اختلاف الشخوص والممثلين والأقنعة.

ولنا في مقابلة المخلوع الأخيرة مع قناته "اليمن اليوم" وتصريحات باقي أسرته وعصابته خير دليل على ذلك ما لم يجعل الجميع مصلحة اليمن فوق كل المصالح سواء كانت شخصية .. حزبية .. مناطقية أو مذهبية وغيرها فان المحظور سيأتي في اليمن بقالب آخر . . واختم ببيت شعر والترحم على قائله والدعوة له بالرحمة والمغفرة وجنة الخلد

 

انما الظلم في المعاد ظلام وهو للمُلك معول هدام