مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
انقضت فترة الحوار وأوشكت الفترة الانتقالية برمتها على الانتهاء ، ويدور الحديث حول الولوج لفترة انتقالية أخرى تحت مسمى التمديد ، وبالنظر لإرتباك المرحلة القصيرة التي تلت رحيل رأس النظام السابق فقد كان بناء المسار الديمقراطي خلال الفترة القصيرة وهى ما بين تسليم السلطة السابقة وبداية استحقاق ما بعد الانتقالية وما سيتبعها كمن وضع العربة أما الحصان وطالبه بالركض ، فربما الحصان ركض واصطدم مع أول حركة مع العربة الثقيلة التي تنوء بحملها تركة ثلث قرن من الفساد المطلق ، حيث تزامنت المطالب والاستحقاقات المفترضة من انتخاب رئيس انتقالي وتشكيل حكومة مسخ نصفها يحكم والنصف الآخر يعارض نصفه وشريكة المفترض ويرمى كل الأخطاء له فضلا عن تعثر مراحل الحوار التي رافقها جملة تعثرات وإحباطات ويراد للمرحلة الحالية ان تنجح بعد وكادت كل هموم اليمن والتشريعات المنتظرة تنحشر وتختزل في المدة المتبقية مجرد أيام معدودة اغلبها ، فالفترة المقبلة قد تكون الهدوء الذي يسبق العاصفة والتي هي أمام احتمالين لا ثالث لهما أما الشعور بخطورة المرحلة قبل الانزلاق للمجهول وأما الاتفاق الذي قد يفضي انفراجا يرضي الجميع فلا نفرط في التفاؤل ولا ينبغي الإحباط مما يجرى فالمدة الباقية للفترة المفترضة للمرحلة الانتقالية لعلها اخطر منعطف في تاريخ اليمن الحديث ، والتي يمكن ان نسميها مجازا حياة البرزخ وهى الفترة الفاصلة مابين خروج رأس النظام واستمرار الجسد ومابين الفترة المنشودة لعلها أدق واخطر مراحل اليمنيين في تاريخهم السياسي الحديث ، والإشكال المصطنع اليوم هو وضع ومستقبل حزب المؤتمر ومن يرأسه ومن سيرشح فقد غدا جزاء من المشكلة وليس الحل ، فقضية الشعب اليمني هو مصير وطن ودولة وليس حزب متعثر فهو في نهاية المطاف أداة لممارسة الديمقراطية إن كان هناك ديمقراطية!
الإشكال الجوهري في تجارب اليمنيين منذ سنوات هو أسلوب(الديماغوجية) والتلاعب بالمعاني والمصطلحات فقد دلت الإحداث وتجارب جيل كامل بولع قيادة اليمن المتنفذة منذ ثلاثة عقود بهذا الإشكالية فالجمهورية لا تحمل معناها بعد ان تبين نية التوريث والديمقراطية مجرد ملهاه صحيح كان هناك هامش شكلي لبعض الحريات ولكن غاياته ونتائجه تسير بشعار قولوا ما شئتم وسأعمل ما أريده ! بينما المنجز الوحيد الوحدة ها هي اليمن موؤدة بيد صانعيها ، ولم ننجز خلال ثلث قرن سوى صمود النظام تجاه أي محاولات الإصلاح والتغيير.
وها هي النخب الثقافية والحاكمة تتجادل هل الأنسب التمديد أو السير وفق المبادرة بكل حسناتها وبغض النظر عن الظروف والتحديات المستجدة وواقع الحال قد يكون الاتجاهان غير صائبان فالعبرة ليس بمدة الفترة الانتقالية بقدر رصد انجازاتها في إيجاد مناخ التوافق العام والوصول لرؤية شبه مجمع عليها وهذا ما لم يحصل وهو الأمر نفسه في الحوار فالمؤشرات تسير في اتجاه حوار آخر يولد من رحم الحالي فيما يخص القضية الجنوبية ، فالرئيس الحالي التوافقي غداء لايحضى بدعم (المرشد) الزعيم ، فالرئيس هادي بقدرة قادر لم يعد تلك اليد الأمينة التي طالما تشدقوا بها وفي نفس الوقت لم يُحضى برضاء أنصار التغيير ومن لهم مصلحة في الإصلاح والثورة وعليه يبدو ان الاتجاه يسير في الاستعجال بتنفيذ بقية استحقاقات الفترة الانتقالية التي تتوج برئيس جديد وفي نفس الوقت يظل الحوار فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ، ومن هنا فأهم ما سيخرج عنه الحوار المنتهي بعد أيام قليلة هو التوافق لدولة مدنية والتي هي مفتاح اغلب معضلات الفترات السابقة بينما موضوع شكل الفدرالية فألاهم هو السير في اللامركزية بغض النظر عن تفاصيل الفدرالية بحيث تكون اليمن من عدة أقاليم متداخلة جغرافيا ، وليس على أساس شطرين فهذا الإشكال الجوهري الذي لو مرر سيكون كدستور( بريمر) الملغم في العراق الذي لم يحل إشكالا بل زاد المشهد العراقي سخونة وتناحر وتفكك برغم ظروف العراق المختلفة كليا عن اليمن حيث ينتج عشرة أضعاف ما تنتجه اليمن من النفط ،
فالوحدة الاندماجية كانت مرتجلة ودخل أبطالها بنيات إقصائية فاضحة ، كما أن الانفصال ليس حلاً ودرس جنوب السودان مثال جلي وهو الأمر نفسه بالنسبة للفدرالية لن تجعل طريق اليمنيين مفروشا بالورود ، وأجمالا فإشكالية اليمن في غياب الدولة المدنية اللامركزية التي يتساوى فيها المواطنين وتشملهم العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ، فالعدل أساس الحكم.
من خلال رصد مجريات الحوار على مدى شهور مضت وتحديدا فيما يتعلق الامر بشكل الدولة المستقبلية والجدل المحتدم حول قضية الفدرالية فلا شك ان تجربة الوحدة الاندماجية في اليمن قد مرت بسلسلة من التعثرات والأزمات المتلاحقة انعكست على جملة قضايا تنموية وان هذه الأزمات أصبحت تشكل عبئا إضافيا لهموم اليمن المنهار أصلا ، ومن الإجحاف إلقاء اللوم على مبدأ الوحدة ولكن على صانعيها ومن قاموا بالمشاركة فيها بصورة مرتجلة تنبع من مصالح ذاتية ضيقة وفكرة إقصاء الآخر بعدم المشاركة الحقيقية ، وتؤمن النخب السياسية المؤيدة للفيدرالية انه لا مناص ولا مستقبل للوحدة الاندماجية في اليمن بعد كل ما تعرضت له هذه الوحدة من تشوهات وما صاحبها من أخطاء بعد أكثر من عقدين من تلك الأزمات المفتعلة وقد خيبت امال الجماهير التواقة للاستقرار في ظل نظام وحدوي ودولة مدنية حديثة .
لقد أثبتت التجارب بأن الفدرالية في بلدان العالم الثالث وفي بلدان الربيع العربي تحديدا لم تكن موفقة بالمطلق حيث ترى بعض النخب على وجه الخصوص هي خطوة لتفريق المجتمع بخلاف الفيدرالية في الغرب التي هي لتجميع المتفرق، فنحن في وضع يرنوا للتوافق في هكذا ظروف على الأقل في الفترة المقبلة ومن ثم يمكن التفكير في هكذا خطط فقد فشلت الوحدة الاندماجية في الوقت الذي كانت ظروف الشطرين أفضل سياسيا واقتصاديا فكيف يراد لها ان تنجح في ظروف أكثر تعقيدا