مرة أخرى بين يدي رئيس الحكومة..
بقلم/ عبدالجبار سعد
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الإثنين 20 أغسطس-آب 2007 08:00 ص

مأرب برس - خاص

 دول الجوار العربي والإقليمي مشغولة جدا باليمن إلى حد أنها تتناسى خلافاتها فيما بينها لتتخذ موقفا موحدا معاديا لليمن .. واليمن لا يلوي على شيئ عندما يكون الأمر متعلقا بعروبته وإيمانه رضي من رضي وكره من كره..

***

منذ تشكيل الحكومة الجديدة والبلاد تتعرض لموجات من التآمر الداخلي والخارجي بهدف تركيع إرادة الإيمان لدى الشعب ودولته .. وفي الواقع ليست التآمرات مرتبطة بالحكومة الجديدة ولكنها مرتبطة باليمن ومواقفه عموما .. 

على أن الحكومة الجديدة قد واجهت سلسلة من التحديات .. والاضطرابات العنيفة والمواجهات السياسية والعسكرية والاقتصادية .. بحيث يجعل وضعها من أكثر الحكومات تعرضا لاضطرابات وتآمرات أعداء الداخل والخارج ..

ونحن نشد على أيادي المخلصين من هذه الحكومة أن يثبتوا لمواجهة هذه التحديات ولكن قبل الثبات أن يستمعوا للحقائق من الناصحين .. وأن يراجعوا خطواتهم على هذه الحقائق .. فالذين يكتبون ويقدمون النصائح والتقارير ويعقدون المؤتمرات وورش العمل ,..ويغطون أنشطة الفضائيات وبرامجها الحوارية والتوثيقية والإخبارية .. إنما يريدون التأثير على سير الحكومة سلبا وإيجابا وعليهم كحكومة التقاط الحكمة من أفواه الأعداء والأصدقاء معا ..والانتفاع منها .

 ***

التنسيق الذي بدا به أعداء اليمن في الداخل والخارج لم يبرز كماهو الحال الآن في أي مرحلة من المراحل .. وهو يعتمد على سلسلة من التفجيرات .. للأوضاع بشكل مرتب ومخطط له ويتم تمويل التحريض عليه وتغطيته إعلاميا من أعداء اليمن بشكل غير خفي .. فأولا مشاكل صعدة وتسلسل تفجيراتها إلى درجة اعتقد البعض أن الأوضاع آيلة للسقوط وبدأت الأبواق المعادية تخرج من جحور التآمر العالمية وتبشر بنظام جديد ومعادلات جديدة بل وحكام جدد وأقاليم جديدة ليمن ماظن أبناؤه أنهم قادرون على أن يعيدوا توحيده بعد قرون من التمزق ولكنهم وفقوا فيه وهاهم أعداؤه يتمترسون خلف كل فتنة ليعيدوا تمزيقه إلى يمنات بدل يمن واحد كماهو الحال وبدل يمنين كما كان سبقا وحتى عهد قريب ..

***

 ثم تغير الوضع في صعده بعد كل الترويع والتهويل لقدرات التمرد وانعكست الأوضاع على الأرض فعادت نفس الأفاعي التي ظهرت بالأمس تروج للتمردو تبشر بفناء النظام عادت لتقود حملة معاضد الحرب .. لكي تنقذ التمرد والمتمردين من فناء محتم .. وكان ماكان من أمر العفو والمصالحة .. وماكاد الناس يتسامعون بخبر توقف لهيب المعارك في صعده حتى سمعنا تفجيرات مأرب .. وما خلفتها من كوارث ومآسي وبرزت نفس الوجوه التي طالبت بوقف الحرب .. لا لتدين الحدث وهو الذي يسمى في عرفهم بالإرهاب بل لكي يقولوا أن اليمن الذي توحد بسلطته ومعارضته الشريفة والصادقة إنما تريد أن تدين الإرهاب في بلادها ولا تدينه في بلاد الآخرين وهم يقصدون بالإرهاب الذي لاتدينه اليمن مقاومة المحتل الصليبي الصهيوني الصفوي لأرض العراق وفلسطين ولبنان .

***

وما إن انتهت الأحداث وخفتت آثارها وتداعياتها حتى ظهرت لنا حركة المتقاعدين وظهرت نفس الوجوه الكالحة .. لتتبنى من الداخل والخارج رفع هذا الظلم وهي التي أكثرها شاركت فيه وقاتلت من أجله .. وشجعت عليه وفي نفس الوقت تهيئ لتفجيرات أخرى باسم رفع الظلم والتمييز .. وغلاء الأسعار في كل من الضالع وعدن وحضرموت وتعز وعدن وصنعاء والحديدة والوجوه التي تتبنى الأحداث وتحرض عليها وتباركها وتغطيها إعلاميا هي نفس الوجوه .. ومن نفس العواصم الغربية والعربية والفارسية ..

***

من أجل ذلك نود مجددا أن نذكر .. حكومة الرئيس علي مجور بأن هناك مهاما أمام حكومته تعتبر لازمة وضرورية وملحة لقطع الطريق أما م المتربصين ورفع المعاناة والظلم عن طوائف أبناء الشعب اليمني .. في محاولة لتفادي الكوارث قبل وقوعها .. ونحن هنا نشير إلى أهم مانعتقده ضروريا القيام به .. ومن شأنه تلافي حدوث تعميق للازمات المتفجرة والتي في طريقها للتفجير مالم تعالج مسبباتها وتوضع لها الحلول الناجعة الحاسمة .

  • فأولا .. إستراتيجية الأجور والمرتباب مفتاح كل عملية إصلاحية .. يجب أن تحسم بشكل سريع وشجاع .. إن تحرك الدولة بنحومليون موظف عسكري ومدني لا يجد الغالبية العظمى في مرتباتهم مايفي بحاجياتهم وأسرهم لبضعة أيام هو نوع من التعمد الجريء على سرقة المال العام وتشجيع له وتحريض على الفساد في الأرض وتضييع إمكانات الدولة والشعب في أكثر الطرق عبثية ولصوصيةوإسرافا .. وليس سرا أن المشاريع التي تقام حاليا من الطرقات والمباني والمنشئات والمقاولات والمناقصات العامة للتوريدات المختلفة .. كلها تعطى لأفسد المقاولين والمتعهدين غالبا مقابل مبالغ تضاعف كلفة الانجاز بحيث تبلغ غالبا ثلاثة أضعاف التكلفة الحقيقية في الوقت الذي لا تحقق المواصفات الحد الأدنى من الجودة واشتراطات المصممين . وبهذا تضيع وتهدر إمكانات الدولة ويتضاعف ثراء لصوص المال العام سواء كانوا موظفين او متعهدين .. ويتحول باقي الجهازالحكومي الى سماسرة مع هؤلاء اللصوص ومنتفعين بين أيديهم ..وحماة لهم .كما أنه ليس سرا أن إيرادات الدولة لا تحصل بحدودها الدنيا نتيجة هذا الفساد .فالواجب رفع المعاناة أولا عن مليون موظف بإصلاح الأجور والمرتبات وجعل الحد الأدنى للأجور وبكل جرأة واقتدار لا يقل عن خمسين الف ريال .. وإصلاح مافوقه وسيتم تمويل ذلك من خلال رفع الدعم عن المشتقات البترولية الذي يتم التلاعب فيها لصالح عدد من المفسدين .. ولا ينتفع منها المواطن البائس إلا بأقل القليل ..
  • ثانيا .. إعادة النظر في السياسة النقدية .. بحيث تتخلص الحكومة من ثقل الدين العام الذي تسببت فيها عمليات الإصدار المتتالي لأذونات الخزينة وتحرير كامل للسوق النقدية من الرقابة وذلك بإعادة النظام المصرفي إلى ماكان عليه بداية الثمانينات .. حيث كانت البنوك هي التي تتولي بيع وشراء العملة من السوق والى السوق وتقبل الأرصدة المودعة بالعملات المحلية .. وتغطي الاعتمادات والتحويلات الخارجية بالعملة الصعبة وفي حالة أي نقص يتولى البنك المركزي امداد البنوك به بسعر السوق دون التدخل كماهو الحال لبيع عملات صعبة ينتفع منها ثلة من اللصوص .
  • ثالثا معالجة المظلومين من المتقاعدين في الشمال والجنوب وغيرهم من الموقوفين والمنقولين كرها بغير جرم ومعالجة آثار حرب صعدة على وجه التحديد حيث أن هناك مجموعه غير قليلة من الكفاءات في مختلف مناطق اليمن تم الاستغناء عن خدماتها ونقلهم او تجميدهم بتهم العلاقة السلالية بالتمرد وهو ظلم فادح بين يجب تلافيه وسرعة إعادة الجميع إلى مواقعهم ودحر الحاقدين الذين حرضوا عليهم لأغراض دنيئة .. وغير مشروعة .. ولا مبرأة من المنفعة الذاتية .
  • رابعا .. معالجة ارتفاع الأسعار بتشجيع المنافسة الحرة وكسر احتكار السوق من قبل أي جهة رسمية وغير رسمية .. وبعد إصلاح حال مليون موظف رسمي ستكون قرابة عشرة ملايين أسرة قد خرجت من المعاناة الحقيقية ويتم ترتيب رفع زيادات للرواتب بمايتناسب وارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم السنوية .. أما معالجة الوضع بصرف مليار أو مليارات لتوريد سلع اساسية بسعر أقل فسيعود على البلاد بخلق طوائف مفسدين ومنتفعين جدد ولن ينتفع المواطن البسيط منها مطلقا ..
  • خامسا إيقاف أي تحرك لهيئة مكافحة الفساد باتجاه تحسين أوضاع أفرادها ورئيسها حتى يتم تصحيح أوضاع الموظفين وعدم ترتيب أوضاعهم قبل ترتيب أوضاع كل موظفي الحكومة حتى لا يتحول هؤلاء بسرعة البرق إلى مفسدين جدد و سائر موظفي الدولة يرزحون تحت وطأة الحاجة والجوع والمعاناة .. ولا من مجيب لكل استغاثاتهم إلا بتعيين فلان في موقع كذا وآخر في موقع كذا وحل مشاكلهم كأفراد دون جميع الموظفين الذين يعدون بمئات الآلف في سائر القطاعات الحكومية عسكرية ومدنية وأمنية ..

وهذا هو الفساد والظلم بأشرس صوره ..

نأمل أستاذنا رئيس الحكومة أن لا يشغلكم شاغل عن مثل هذه الأشياء لكي تحظى بحب وتقدير وإكرام الله وخلقه بتوفيق الله والله من وراء القصد..