القذافي يبحث عن نفسه في السينما ويدفع يدفع 50 مليون دولار
بقلم/ احمد كمال
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و 25 يوماً
الخميس 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 04:40 م

يواصل المخرج السوري نجدة انزور استعدادته لاخراج فيلم "الظلم: سنوات العذاب" المأخوذ عن قصة للزعيم الليبي معمر القذافي, الذي يتحدث عن مرحلة الاستعمار الايطالي لليبيا، ومن الممثلين الذين ينتظر لعبهم الادوار الرئيسية فيه انطوني هوبكنز وكيفين سبيسي وبن كينغسلي وعمر الشريف. وستتجاوز ميزانيته 50 مليون دولار, بحسب مخرجه.

ويقول انزور الذي اشتهر بإخراجه مسلسلات تلفزيونية "انها بداية حقيقية باتجاه السينما ومن المستحيل ان اعود بعدها للعمل في التلفزيون". مشيرا إلى أن ذلك يتعلق بالاخراج وليس بشر كة الانتاج التي يملكها وستواصل الانتاج لمخرجين تلفزيونيين آخرين.

وينتظر ان يلعب هوبكنز دور المراسل الحربي البريطاني فرانسيس ماكول, وبن كنغسلي (الذي لعب شخصية غاندي) دور نشأة باشا, قائد حامية طرابلس في الامبرطورية العثمانية قبل الغزو الايطالي، كما يشارك في الفيلم ممثلون المان وايطاليون وممثل تركي وآخر مالطي, ومجموعة "مختارة بعناية" من الممثلين الليبيين الذين سيجسدون "ادوارا صغيرة لكن مكثفة دراميا وتحتاج الخبرة", كما يقول انزور مضيفا انه سيستخدم مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة ممن يقفون لاول مرة امام الكاميرا.

وسيلعب الممثل المصري عمر الشريف دور عمر المختار. ويلفت انزور الى ان الفيلم "سيسلط الضوء فقط على اللحظات الاخيرة قبل اعدامه, وليس على حياته وكفاحه"، واللافت ما ينقله المخرج عن القذافي بأنه يرى في فيلم عمر المختار للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد "شيئا من الكاوبوي (افلام رعاة البقر)".

ويوضح مخرج الفيلم ان القذافي كتب قصته كمشروع سيناريو فيلم, وليس في شكل ادبي. ويضيف انه قدم ثلاث محاولات سابقة لكتابة السيناريو, كان القذافي يطلع عليها باستمرار الى ان وافق الشهر الماضي على السيناريو الاخير الذي كتبته ايمان السعيد وعالجه دراميا الكاتب علي فهمي الخشيم, ديفيد كرين وحسن يوسف.

وكان القذافي, كما يشير انزور, عمل فترة طويلة على المشروع نفسه مع المخرج الجزائري الاخضر حامينا, صاحب فيلم "وقائع سنوات الجمر" الذي كتب اكثر من سيناريو

"لكن لم تعجب القذافي الذي أراد ابراز حجم معاناة الليبيين خلال الاحتلال عبر اظهار الحقائق الموثقة بدون تسويقها في شكل دعائي ودرامي فقط".

ويعتقد انزور ان الدافع لانجاز الفيلم في هذه الفترة هو "حصول تقارب اوروبي شرق اوسطي, ويريد (القذافي) ان يقول انه مستعد للتعاون بشرط اعتراف الايطاليين

بالجرائم التي ارتكبوها في ليبيا وقبولهم مبدا التعويض".

"فرصة لا تتكرر"

ويضيف المخرج ردا على من يعتبر ان عمله في الفيلم سيسجل كموقف سياسي له "لا مشكلة لدي, موضوع الفيلم هدف نبيل برأيي وهو يحقق طموحاتي الفنية فالسينما العربية المتاحة سقفها معروف, والعمل بشروط عالمية فرصة لا تتكرر"، كما يوضح ان الفيلم "مصنوع تماما لجمهور غربي وربما لن يحبه الجمهور العربي فليس فيه استجرار للعواطف, ولذلك استخدمنا ديفيد كرين لتهذيب اللحظات التراجيدية والدرامية".

ويلفت المخرج الى ان الفيلم سيقدم مأساة الليبيين كما رصدتها ورأتها عيون غربية, من خلال شهود عيان عايشوا تلك الاحداث ومنهم المراسل الحربي البريطاني فرنسيس ماكول الذي الف كتبا عن تلك الحقبة استعان الفيلم ببعض فقراتها, وعالم اثار ألماني تواجد في ليبيا وقتها.

وسيضم الفيلم في كادر عمله مجموعة من الفنانين الحاصلين على الاوسكار في مختلف التخصاصات الفنية, من ادارة تصوير ومونتاج وصوت وغيرها, بحسب مخرجه. وسيصور في ليبيا وبعض الجزر الايطالية التي تم نفي الليبيين اليها أيام الغزو الايطالي.

وحول تعامله مع القذافي وما إذا كان يتوقع رقابته الشخصية على الفيلم, يقول انزور "اتعامل معه ككاتب وليس كرئيس دولة. ويمكن للكاتب والمخرج الاختلاف على افكار ومناقشتها". ويضيف "بمجرد انه (القذافي) اختارني لاخراج الفيلم هذا يعني ان الفيلم سيخضع لشرطي الفني".

وسيبدا تصوير الفيلم في مطلع شهر مارس/آذار المقبل, ويستمر لمدة 16 اسبوعا, ويشير مخرجه الى انه سيكون جاهزا للعرض في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2008. وقبل ذلك ستعرض بعض المشاهد منه في مهرجان كان المقبل ويكون التصوير لم ينته بعد.

ويلفت الى انه يطمح الى "مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية, وليس العرض على هامش المهرجانات". وعن تمويل الفيلم يشير مخرجه الى ان "الدولة الليبية ستموله في شكل غير مباشر", عن طريق الشركات الاستثمارية الليبية في الخارج، والمفارقة ان المخرجين, الراحل مصطفى العقاد ونجدة أنزور اللذين عملا على افلام عن ليبيا سوريان ومن مدينة حلب.