مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
اذهب يومياً لمدرستي تصطحبني أختي الأكبر مني بعامين وتمسك يدي لتعبر الطريق بي,فأعود لبيتي لأجد أبي مبتسماً يقبلني ويداعبني ويسألني ماذا فعلت اليوم بالمدرسة,وكجواب كل يوم
امتدح نفسي لأخذ الثمن والهدية قبلة على خدي,وقطعة من الشوكولاته التي أحبها جدا, مهرولة إلى أمي بالمطبخ صارخة أريد الطعام جوعانة فتنهرني انتظري لحظة,أذهب أداعب لعبتي وعروستي الصغيرة في غرفتي حتى يحين وقت الغداء,وما أن اسمع صوت أمي حتى اقفز لان أشم رائحة الطعام,اجلس بينهم بجسدي الصغير,أمي وأبي وأختي,واخرج بعدها للشارع لألعب مع أقراني حتى يأتي وقت الدراسة والمذاكرة فأعود لغرفتي محتضنه حقيبتي,ومن ثم أنام مع ساعات المساء,لا اعرف أن هذا المساء سيكون مختلف عن أي مساء آخر عشته من قبل,ومختلف عن أي مساء سيأتي بعد,لم يسعفني صغر سني أن افهم ماذا حدث؟وجدت نفسي ممدة على سرير أبيض من حولي رجال يرتدون ملابس بيضاء بأيديهم قطع حديدية منها المقص,ومنها السماعة التي أشاهدها مع الأطباء,أنظر من حولهم لا أجد أمي أو أبي أو أختي,لم أجد أحدا, سوى وجوه لم اعرفها من قبل,فأمضيت انتظر لأعرف شيئاً ,كل من حولي أطفال يصرخون,تملئ أجسادهم الدماء,منهم محروق,ومنهم من مات حسب ما فهمت,,,والكل من حولي يداعبني ويبتسم في وجهي..
لكن,عندما أردت أن أرى والداي وأختي,وسألت دون أن يجيبني احد بدأت بالبكاء,أريد أبي أريد أمي أريد أختي,أريد أن اذهب لبيتي,استمريت بالصراخ والبكاء,حتى حضرت جارتنا اعرفها كانت تتردد على منزلنا وبدأت تلاعبني,وأخذتني معها إلى بيتنا,بحثت عن حارتي,لم أجد منها شيئاً سوى كومات من التراب, أين بيتنا إذا؟أين ذهب؟ أين أبي,أين أمي,أين أختي؟؟فقالت جارتنا:لقد استشهدوا,ماذا يعني استشهدوا ,لا افهمهما؟؟
أدركت أنهم قتلوا من هذا الصاروخ الذي اغتال نومنا,لم يعد لي أبا أو أما أو أختا,لم يعد لي بيتاً,حتى عروستي لم أجدها,لم يعد لي سوى هذه الطرقات,لم تعد أمي تصحبيني لتساعدني بارتداء ملابس المدرسة وتسرح لي شعري,ولم يعد لي أبا يقبلني كأطفال العالم,أو أختا تصطحبني للمدرسة,أو حتى بيتاً اكبر فيه..لم يعد لي سوى ملجأ الأيتام….حتى بغزة لا يوجد ملجأ أيتام….ماذا سأفعل؟؟
لست أنت,بل أنا طفل ولدت بأولى الصرخات مع أول صاروخ دك منطقة المنصور,هكذا حدثتني أمي,ولدت وكبرت العب تحت أشجار النخيل,أصبو إليها والتقط ما يسقط منها من ثمرات لأكلها,كانت أمي دائماً تحتضنني بقوة لصدرها,وأنا انظر حولي ما يحدث,أصوات مرعبة وانفجارات كثيرة وكبيرة,لا أعرف ما هي,كان والدي يحملنا هارباً بنا مرة إلى تكريت ومرة إلى الفلوجة وأخرى نعود إلى بيتنا,لا اعرف لماذا؟حتى تمر عدة أيام لا اخرج من بيتي,فيمنعني والداي,أبي كان دائماً خائفاً شارداً لا سمع منه سوى الأمريكان والعصابات,ولا اعرف ما هم؟!
حتى سمعت والدي يحدث أمي سنذهب إلى سوريا ونخرج من العراق,أنهم سيقتلونا,سنموت قتلاً أو جوعاً,جهزي نفسك,سنغادر بعد يوم أو يومان,حتى سمعت صراخ في باب منزلنا,وتدافع رجال ملثمين لا شئ واضح سوا بنادق بأيديهم,أخذوا والدي وركلوا أمي وهي تصرخ وذهبوا,أبكي واصرخ لبكاء أمي,أسألها أين اخذوا والدي,لا ترد علي,غاب أبي ثلاثة أيام,حتى أتى يوم أخذتني أمي فيه,فوجدت نفسي في مكان لا اعرفه ولم أره في حياتي من قبل,اصطحبنا رجل يدعى دكتور هكذا نادت عليه أمي,وكان مكاناً بارد جدا,ورجال كثر جميعهم كانوا ينامون على الأرض وعليهم قماش ابيض,حتى اقترب الدكتور من احدهم ورفع القماش عن وجهه فصرخت أمي,فنظرت إلى الرجل,فإذا هو أبي,كان وجهه محروق وجسده ممزق,وقفت أسال من فعل بأبي هذا.فقال لي الدكتور انه استشهد!!
ماذا يعني استشهد؟؟
لن أرى أبي بعد اليوم,هؤلاء الملثمون قتلوه,كما قتلوا بلدي وأشجار النخيل,ودجلة والفرات,فأين سأهرب؟؟ماذا سأفعل..أين سأهرب؟؟
سؤالان من طفلان أحداهما فلسطينية فقدت أسرتها ومنزلها في مذابح غزة,والأخر عراقي فقد والده ولم يعد له مكان بوطنه فأين يهرب؟؟
ماذا سأفعل ؟؟أين أهرب؟؟
تنعقد في المستقبل القريب القمة العربية في دمشق وسط حالة من الحالات العادية التي عهدناها منذ أن بدأت القمم العربية تعقد مؤتمراتها السنوية,فهي حالة ليست شاذة بل وليد طبيعي من الرحم العربي الرسمي,فالقادة والزعماء لا يؤرق ضمائرهم سوى التباينات التي تحدث فيما بينهم,وسرعان ما يتوافقوا على البيان الختامي الذي يعد قبل عقد القمة,ويذهبوا للتسامر الكلامي ويعودوا من حيثما أتوا…
هذه القمة الدمشقية لن أرجو منها خيراً,ولا أعول عليها كثيراً,حتى أحاول مسحها من تفكيري ولكنني سأمني نفسي بنوع من الأمل,عسى أن يغير الله,وان كان فالمطلوب من هذه القمة الإجابة عن سؤالي الطفلين .."ماذا سأفعل,,وأين سأهرب؟؟" ليس المطلوب بيانات شجب واستنكار وتنديد,وليس المطلوب مكرمة أميرية أو ملكية أو رئاسية باستضافة أطفال,المطلوب تحرك وإجابات على الأرض,نعيد لطفولتنا حقها ولكرامتنا عزتها…
أتمنى من سعادتهم أصحاب السمو والفخامة والعظمة,أولياء الأمر فينا أن ينزعوا عن ظهورهم حمل الخوف والرعب الذي يقيد سماحتهم,ويجعلهم في الصفوف الخلفية من قضايا شعوبهم,ويتمردوا مرة واحدة لنستطيع أن نستقبلهم ونبتسم لهم ,مرة واحدة أتمنى أن امدحهم بها!!
ورغم تشاؤمي الشديد,وعدم قناعاتي مطلقاً بان هنالك تغيير,إلا أن هؤلاء الأطفال لهم علينا الحق أن نذكر هؤلاء القادة الميامين بان هناك أطفال تقتل وتذبح بقطرين,وخاصة إننا ندرك أن ذاكرتهم لا تسعفهم على تذكر كل شئ,فهمومهم اكبر من تذكر الطفولة,ومستوياتهم جسام فهم يمضون ليلهم ونهارهم لتدعيم أجهزة الاستخبارات والتجسس بكل أدوات القمع الللاانساني لتحمي عروشهم ويقضون جل وقتهم في استشارة جيش المستشارين حولهم في معرفة أرقام الحسابات الخاصة لهم في بنوك أوروبا,ومعرفة أحوال استثماراتهم وتجارتهم الرابحة بأعناق هذه الشعوب,من هنا علينا واجب أن نذكرهم,بأن يكون لهذه الطفولة جزء من مكرمتهم الإنسانية العطوفة,وسماحة أخلاقهم,فكلنا فداء لهم,ونضحي من اجلهم ولا نطالبهم سوى بالتضحية بجزء بسيط من وقتهم لتذكار الأطفال…
عاشت قمتنا العربية,وعاش زعماء امتنا العربية,ونموت نحن فداء لهم…
ماذا سأفعل؟؟ أين سأهرب؟؟
هل من مجيب؟!!!!!