خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
لم يكن الشاعر العربي ذات قصيدة متحاملًا على الحمقى ، عندما أعلن للناس عجز الأدوية بمختلف أنواعها معالجتهم ، محذرًا في نفس الوقت ، من التعامل معهم ، لأنهم مصدر التعب والأعياء ، قياسًا بأمراض كثيرة ، أوجد الأطباء أدوية نجحت في علاجها ، فقال قبل قرون زمنية بأعلى صوت :
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
وإن من أعظم الحماقات التي نعيشها اليوم ، إندفاع عبدالملك الحوثي بتهور كارثي ،نحو السير في طريق سيخلق مآسي هائلة ، لتحقيق مطامع لن يكتب لها النجاح ، لعدة أسباب جوهرية ، أهمها بالطبع غياب العقل والحكمة والفهم ، للمتغيرات السياسية التي حدثت مؤخرًا في وطننا اليمني بصورة خاصة ، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة .
عبدالملك الحوثي ، جسّد المثل العربي القائل ( لا تأمن الأحمق وبيده السيف ) خير تجسيد ، لذلك يندفع بغرور القوة التي يعتقد أنه يملكها ، صوب سراب الزعامة واستعادة الملك ، كحق يراه طبيعيًا ، بسبب رابط العرق من البطنين ، دون أن يلتفت أو يفكر ولو للحظة في حجم الثمن الباهض ، من دماء الناس وأرواحهم ، وأمنهم واستقرار وطنهم ، ربما لأنه حسب إيمانه بعلو عِرْقِه ، يعتقد أن من الواجب على الناس ، صبغ طريق وصوله لزعامة السراب بالدم الأحمر القاني ، في مشهد بروتوكولي ، لا يليق سوى بالزعماء والقادة ، الممتشين خطوًا على معازف وطبول حرس الشرف ، وتحايا وصراخ الجماهير .
يتبادر إلى ذهن كل عاقل سوي ، سؤال بسيط عن عبدالملك الحوثي ، وما قدمه للوطن اليمني كمواطن ، لا يجب حتى إلحاق كلمة صالح بمواطنته ، فهو في الأصل شخص عاطل عن العمل ، لم يقم بممارسة أي عمل خاص أو وظيفة عامة ، خدم من خلالهما الوطن اليمني ، إذ وجد نفسه ووجده الناس فجأة بفعل ظروف فساد وغباء نظام المخلوع صالح ، على رأس ميلشيات مسلحة ، إحتكمت إلى البندقية والجهل والشطحات ، وتجاوزت ما عدى كل ذلك ، وخلال فترة وجوده على رأس تلك الميلشيا ، كرس عبدالملك الحوثي لغة الحقد والكراهية والبغضاء في صفوف أتباعه ، على وقع صرخة جوفاء ، دغدغ من خلالها مشاعر أناس طحنهم الجهل حتى العظم ، لدرجة أنهم آمنوا أن قتل اليمنيين ، وتهجير الناس من مناطقهم ، وإلحاق الضرر بالمنشآت البسيطة لبنية تحتية بائسة ، مثّل نصرًا على أمريكا وإسرائيل ، ورفعة للإسلام والمسلمين ، بينما أن الصورة المعكوسة لتلك الخرافة ، أثبتت وتثبت أن أمريكا واسرائيل لا تعلمان كدولتين من هو عبدالملك الحوثي ومن أتباعه ، ولم ولن يلتفتا لشعار صرخته المخجل ، وإن حدث والتفت الأمريكيون والإسرائيليين ، نحو من يرفع ويصرخ بالشعار ، فسيضحكون كثيرًا على سخافة عقول لا تجيد صنع عود كبريت ، تسعى لإسقاط أمريكا واسرائيل ، وكذلك سيشعرون بالأسف على صور مفجعة لسوء تغذية وتخلف وجهل تتنشر في أوساط المحاربين المنتمين للقرون الوسطى.
عبدالملك الحوثي اليوم ، يعتقد بفعل غشاء أعمى بصيرته ، أنه قادر على تحدي العالم ، لهذا شعر بالفخر إزاء ورود إسمه في قائمة المعرقلين للعملية السياسية في اليمن ، دون أن يشعر ولو للحظة بالعارمن ذلك ، فالأمم المتحدة سواء إتفقنا أو اختلفنا حول عملها ، كرهناها أم احببناها ، منظمة تحكم العالم بطريقتها الخاصة ، ولحظة تدوين إسم ما في سجل الساقطين قيميًا وإنسانيًا ، كمجرمي حرب ولصوص ، فإن لعنات التاريخ حلت عليهم من لحظة دخولهم القائمة إلى يوم الدين .
يقدم عبدالملك الحوثي نفسه كقائد لوطن ، مانحا نفسه بدون وجه حق ، صفة الوكالة والتمثيل للشعب وكأنه مبعوث من الله ، منتقدًا ومحاربًا الفساد والنافذين واللصوص ، لكنه ويا لسخرية الزمن وكآبة المشهد ، لم يقدم للناس كشفًا عن صلاحه وتقاه وورعه ، فمن أين له الأموال التي يغذي بها مقاتليه ، ومن أين له الميزانيات التي تحرك وسائل إعلامه ، ومن أين له الراتب الذي يقتات به من الأساس ، حتى نصدق ما يدعيه ، وحتى نعتقد أنه قريب من مواصفات السيد / حسن نصر الله ، الذي يسعى لإستنساخه في حركاته وخطاباته وإشارات يديه ، لكنه لم ولن يدرك أن نصر الله وحزبه ، كانا عامل استقرار في لبنان ، وسلاحهم يعلم أين تتجه طلقاته ، كخط مواجهة لإسرائيل ، بينما عبدالملك الحوثي وأتباعه ، يستيقظون وينامون على قتل اليمنيين ، وإثارة الفوضى في اليمن ، ونومهم واستيقاظهم على حدود يمنية خالصة ، تبتعد آلاف الأميال عن اسرائيل وأمريكا ، ولا يوجد فيها أي مواطن أجنبي ، وكل من فيها يمنيين أبًا عن جد عن أم عن خال ، بمواصفات كاملة الدسم مائة في المائة .
لا أدري إن كان عبدالملك الحوثي يعلم من هو الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة ، ولا أدري إن كان يعلم أن الإمام الحسين عليه السلام وكذلك الإمام زيد رضي الله عنه قتلا وهما في مقدمة الصفوف دفاعًا عن ما يؤمنون به ، ولا أدري هل يعلم من هو الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، الذي رأى أن آل البيت مكلفون بتوضيح وشرح الدين الصحيح للناس ، وهم جميعًا آل البيت عليهم السلام ، كانوا رياح خير مرسلة ، دافعوا عن أمتهم دون الإضرار بأحد ، وكانوا في مقدمة الصفوف سلوكًا وفعلًا لما آمنوا به ، ولهذا على عبدالملك الحوثي أن يخرج من كهوف مران ، ووكر الثعالب ، ليتجه إلى مقدمة الصفوف في شارع المطار وأمام الوزارات ، ليقود ثورته التي يدعيها ، فعار على قائد يعاني من إسهال خطابات التلفزيون أن يدفع أبناء الناس إلى الموت ، بينما هو قابع في سرداب الأمل ، المثخن بأحلام اليقظة ، المطرزة بتاج الملك واستعادة دفة القيادة ، ونصيحتي لعبدالملك الحوثي ، أن يخرج السيف من غمده ، ويمتطي صهوة حصان الثورة وتحرير الناس من الظلم ، وإن لم يفعل ذلك ، فعليه أن يعلم أنه ولى هاربًا من الزحف ، والهاربين من الزحف ملعونون عند الله والملائكة والناس أجمعين.
almatheel12@gmail.com