آخر الاخبار

قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص الشأن اليمني الرئيس البرهان يصل إريتريا في زيارة "مفاجئة بمعية رئيس المخابرات العامة بعد تشييع نجله .. الشيخ منصور الحنق: يدعو قوات الشرعية بجميع فصائلها والمقاومة الى مشروع استعادة الجمهورية ودحر الانقلاب إنتهاء التحضيرات لإقامة المؤتمر الوطني للتعليم في اليمن بمحافظة مأرب عبدالملك الحوثي يتحدث عن مدى تأثير الضربات الأمريكية على قدراتهم العسكرية توكل كرمان تدعو لتقديم الدعم الكامل للجيش اليمني والمقاومة لاستعادة الدولة والتخلص من مليشيا الحوثي

من صهوة الحصان إلى قمة شمسان
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:22 ص
سأكتب بعقل المواطن العادي وبقلب الإنسان البسيط الذي ذاق في حياته القهر والظلم في كل مديرية ومحافظة . فسمع بشعار استعادة الدولة والهوية وطرب كثيرا مع نغمة المساواة والعدل والأمن فسارع يشارك الحراك الجنوبي مسيراته ومليونياته نحو بناء الدولة المدنية .
 وجاء هذا اليوم , خرج المحتل ( الحوفاشي ) من محافظات جنوبية ليتسلم أمرها سياسيا وعسكريا وأمنيا قيادات حراكية . ولكن فاجأه كابوس في حلمه جعله يعيش حالة تيه نفساني , لقد رأى قيادات سياسية وعسكرية وناشطة يمارسون اليوم بسلطتهم كل ما كان يشتكي منه ويعانيه , وهم الذين تعهدوا بحرب الفساد في خطب المنصات والمليونيات . ذهبوا للجباية وبسط اليد والترويع والتنازع بينهم حول سلطة القرار وفرض الذات .
 وأخذوا في تقريب الأقارب وأبناء القبيلة وأعضاء التوجه السياسي ومنحهم ما ليس لهم من المراكز والهبات . أصابت المواطن الطيب صدمة في أعماقه وهو يرى الوجوه الفاسدة ما زالت في أطار المشهد السياسي وبرموز كبيرة سابقة , ولهم تواصل وتفاهم مع سلطة الحكم الحراكي . ويتذكر أنه حين ثار ضد الفساد كان يرى في مقدمة الحراك أسماء اكتسبت صيتها ونالت مركزها وجمعت ثروتها من المشاركة بقوة في مضمار الفساد المالي والإداري السابق , وممن يساند راعي الفساد في كل انتخابات ويدافع عن رموز حزبه وإجراءات سياسته . 
وحينها كم تخوف من هذه الوجوه التي انضمت لهم مؤخرا , لكنه كان يخادع النفس بأن ذلك هو الدم الجنوبي قد غار على حقوق أهله وعاد لنصرتهم . ولكن الواقع حطم آماله , إنهم معنا بالعقلية والتبعية السابقة , مازالوا يستغلون الوطن ورجاله لخدمة أهدافهم . تتدفق في شرايينهم جينات الفساد المزمن وصبغات الانتماء القديم , وإن تركوا صهوة الخيل وتسلقوا جبل شمسان . 
أصابت المواطن المخلص انتكاسة في مشروع دولة العدل والمساواة وهو يرى بروز النعرات القبلية والمماحكات المناطقية تنتشر بقوة في المجتمع . ويتابع مسلسل التشويه ضد الإصلاح وأعضاءه , برغم عدم توليهم لأي سلطة في الجنوب اليوم . يزداد تعجبا حين يقرأ لناشط حراكي أو يستمع لخطيب جمعة وهم يحذرون من خطر الإصلاح وخيانته , وعدم خوضه الحرب ضد المحتل . ويسأل نفسه عن فائدة هذا النشر ! وكيف يصدقه وهو بعينه شاهدهم يقاتلون ببسالة .
ويعرف منهم شبابا استشهدوا في معارك الشرف . ولماذا لا نتجه لتصحيح أخطأنا وتصويب مسيرتنا نحو البناء ؟. بدلا من دفع الوطن نحو مشهد السبعينات وذبح خيرة أبناءنا قربانا لعيون مصالح دول أخرى . لماذا نساعد المؤتمر وحلفاءه وأسياده في تحقيق هذا الهدف الخبيث ؟, عبر خلق حوادث ومواقف عدائية تكون مبررا للإقصاء والتصادم . إلا إن كانت قياداتنا الحراكية ومقاومتنا الجنوبية مجرد أدوات بتوجيه خارجي وجوارح بتحكم غير وطني ! . يتعجب المواطن المخلص وهو يقارن حال الناشطين سابقا وحاليا . 
كانوا شديدي الانتقاد . إذا قرحت طماشة في المدينة أو تراكمت قمامة في الحارة , سلوا سيف الحروف ينتقدون المسئول ويتهمونه بالتهاون في ضبط المجرمين ومحاسبة المقصرين . وكان في نقدهم وجاهة وايجابية . ولكنهم اليوم في ظل هدير السلاح وتطاير الرصاص القاتل بلا حذر في نهار وليل , وفي تكرر النزاع المسلح حول تقاسم المحصول وتوزيع الغلول وسلطة الناقل وأهمية المنقول , بين قوات يقع عليها واجب حفظ أمن المواطن وأمان الوطن , وفي ظل استحداث سجون ( باستيل ) جديدة لا تخضع لسلطة الدولة ولا رقابة المسئول . في وجود كل هذا الترويع والتفلت والبلطجة والقتل , نجد بعضهم صامتين , وآخرين يردون : " المسألة بسيطة ولا تستحق هذه الزوبعة !. مجرد خلاف وتم حله " . وبعض الحمقى يمنحون الفاسدين شرعية بقولهم : " أن النظام السابق دمر ونهب طوال 20 عاما . فلم علينا تستعجلون ؟ "!. أصبحوا اليوم في قاع الفساد يبنون صرحا لكل مسئول خائن وكل مشارك مداهن ليزدادوا صعودا في سماء الإجرام والشر . لماذا تغيرت الشعارات والحروف من وضاءة الحق وصدق التحرير إلى بضاعة التبرير وصناعة التخدير ووضاعة التغرير ؟.