قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
*
تنوية: نعتذر من كاتب المقال والاخوة القراء لانزال المقال باسم الشيخ محمد ناصر الحزمي وهو خطأ وقعنا فيه والصحيح ان المقال للدكتور محمد لطف الحميري
بعد مرور عشرين عاما على تأسيس تنظيم القاعدة في مدينة بيشاور الباكستانية وسبع سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي قيل إن تنظيم أسامة بن لان هو من دبرها ونفذها وأكد التنظيم ذلك القول عندما سمى تلك الهجمات بغزوتي نيويورك وواشنطن الأمر الذي دفع المحافظين الجدد إلى تبني سياسات عدائية تجاه العالم الإسلامي وما كان لها من تداعيات خطيرة ونتائج كارثية حيث أسقطت دولة طالبان الحليفة والراعية للقاعدة واحتلت أفغانستان والعراق وتم العبث بالسلام والتعايش في كثير من البلدان الإسلامية كاليمن والسعودية وعدد من دول المغرب العربي ، كل ذلك يجعل سيلا هادرا من الأسئلة بحاجة إلى إجابات بعد هذه الفترة الزمنية من إنشاء التنظيم وبعد هذه الأحداث الجسام التي أخرت العالم الإسلامي عقودا ورسمت صورة نمطية سيئة للمسلمين في الغرب وعززت الخوف من ديننا العظيم حتى برز على نطاق واسع ما يعرف بـ الإسلامفوبيا ومن هذه الأسئلة أين أخفق تنظيم القاعدة وأين نجح ؟ وهل لا يزال لمشروعه الذي ينادي به قبول لدى عامة المسلمين ؟ هل لا يزال يشكل خطرا على أمن العالم وخاصة الدول العربية ؟ وما حقيقة الموجة الثالثة من شباب المسلمين المؤمنين بأفكار بن لادن ؟ هل فعلا يمكن أن تحقق هذه الموجة حلم زعيم التنظيم في رؤية أنظمة كثير من الدول الإسلامية تتهاوى لتحل محلها دولة الخلافة الإسلامية ؟
يرى كثير من المراقبين والدارسين لتاريخ التنظيم واستراتيجياته أن مشروع أسامة بن لادن وحلمه القائم على تحويل العالم الإسلامي إلى دولة خلافة أو إمبراطورية يحكمها أمير المؤمنين قد مني بفشل ذريع لأنه رسم صورة لهذه الدولة تحاكي في ألوانها دولة طالبان البائدة التي جعلت أولى أولوياتها هدم تماثيل بوذا التاريخية بدل الالتفات إلى معاناة الأفغان وتضميد جراحهم وإشاعة قيم الحرية والعدالة ، وكان بن لادن يعتقد أن مهاجمة العدو البعيد ونقل المعركة إلى دياره كفيل بتحقيق هدف رؤية الأنظمة الإسلامية الحاكمة وهي تتهاوى الواحد تلو الآخر ، إلا أن هذ المشروع كانت له نتائج عكسية إذ تعززت العلاقات ما بين الدول الإسلامية وأمريكا وارتفعت درجة العلاقة مع بعض هذه الدول إلى مستوى الحليف الاستراتيجي لإلحاق الهزيمة بعدو مشترك هو " الإرهاب " .
كما أن قيام تنظيم القاعدة بقتل الآلاف من المسلمين في بلدان إسلامية عدة قوض ادعاءاته بأنه الممثل الوحيد لفسطاط الحق الذي يجمع شتات المسلمين الأمر الذي جعل فرع التنظيم في بلاد الرافدين أشبه بجثة هامدة ذلك أنه فقد السيطرة على مناطق عراقية واسعة وتخلى كثير من العراقيين عن تأييد مقاتليه وتوفير الدعم اللوجستي لهم بعد أن رأوا ممارسات التنظيم الطالبانية في كثير من المناطق حيث الفتاوى التي تحرم السجائر وحلاقة اللحية وكشف الوجه للنساء بينما دماء العراقيين تهرق أنهارا .
النجاح الوحيد الذي ربما يحسب لتنظيم القاعدة أنه جعل الجيش الأمريكي المتغطرس يغير عقيدته العسكرية من جيش تطال يده أي مكان في العالم دون الحاجة إلى حلفاء خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى جيش لا يمكنه أن يخوض حربا بمفرده بل مع دول حليفة لكي يربح السلام حيث يقول قائد الأسلحة الموحد للجيش الأمريكي ويليام كولدويل إن لعمليات الاستقرار في العالم أهمية توازي عملية الهجوم .
يبدو أن إستراتيجية التنظيم خلال السنوات المقبلة ستكون التموقع في ملاذات آمنة يمكن من خلالها استقبال جحافل المؤمنين بأفكاره وتدريبهم ليكونوا وقود حرب لا متماثلة وهذه الحرب تستدعي اختيار مناطق تضعف فيها سلطات الدول أو تنعدم ومنها الحدود الباكستانية الأفغانية والحدود الصحراوية بين دول المغرب العربي واليمن إلا أن هذه الأخيرة في رأي أسامة بن لادن تمثل قاعدة مركزية حيوية ويتفق معه في الرأي خبراء في النشاطات الإرهابية حيث يرون أن اليمن البلد الأفضل نظرا لبيئته الجبلية الوعرة ومناطقه الصحراوية الواسعة وسواحله المفتوحة الممتدة لأكثر من ألفي كيلو متر وواقعه الاجتماعي الغارق في القبلية واحترام المتدينين وتلك ميزة تسهل لأعضاء التنظيم الاندماج بشكل سلس مع السكان المحليين أضف إلى ذلك ضعف سلطة الدولة مقابل سلطات زعماء القبائل وتردي الأوضاع الاقتصادية التي تسهل تجنيد المزيد من الكادحين وفوق كل ذلك غليان الحياة السياسية التي إن لم يصل الحزب الحاكم والمعارضة إلى كلمة سواء وأصر كل طرف على مواقفه واحتكار الحقيقة والوطنية فقد يتحقق لتنظيم القاعدة ما يطمح إليه وهو ملأ الفراغ وجعل اليمن كما تشير أحدث التقارير قاعدة جديدة له ومنها يمكنه بسهولة التأثير في السعودية والخليج العربي والنفاذ إلى مناطق شرق أوسطية كما أن تأثيره سيمتد بسهولة أيضا إلى القرن الأفريقي وشرق أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وإيران وغيرها من المناطق . أضف إلى كل ذلك علاقة التنظيم القديمة مع عدد كبير من اليمنيين حيث توضح الإحصائيات أن أكثر مقاتليه هم يمنيون وسعوديون وفي المقابل تشير تقارير أخرى إلى أن أمريكا تسعى لإقامة قاعدة جوية في إحدى الجزر اليمنية لأجل القيام بمراقبة أنشطة الخلايا النائمة التي بدأت في التحرك بشكل أزعج السلطات اليمنية خاصة تواتر عمليات التنظيم في محافظة حضرموت مسقط رأس آل بن لادن والهجوم الأخير على السفارة الأمريكية في صنعاء والذي أظهر بدون شك خطورة هذا التنظيم على مستقبل اليمن وإن كانت هناك أطراف ستسفيد من تردي الوضع الأمني .
الموجة الثالثة لتنظيم القاعدة من الشباب الذين يؤمنون بأفكار أسامة دون أن يروه وأكثرهم لا يرتبط بالتنظيم بصورة مباشرة بل قد يكون للكثير منهم أهدافا ذاتية تختلف عن أهداف القاعدة ومشروعها الذي تسعى لجعله واقعا كما أن الأمراض التي يعاني منها الزعيم التاريخي وربما وفاته بعد ذلك قد تلقي بظلالها على مستقبل التنظيم خاصة أن ما يجمع شتات هذه الموجة هو كاريزمية القائد إذ يبدو ظهور الرجل الثاني أيمن الظواهري من وقت لآخر كما لو كان ناطقا إعلاميا باسم القائد الرمز الذي لو خلى أي تنظيم منه تصبح الفاعلية والعمليات غير مؤثرة .
وبغض النظر عن تنبوءات المتشائمين والمتفائلين بمستقبل تنظيم القاعدة وهلامية وعدم الانسجام التنظيمي للموجة الثالثة إلا أن ما يجمع عليه عسكريون وسياسيون أمريكيون أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل خطرا كبيرا لأن أساسه فكرة وهذه الفكرة تجد قبولا بشكل أو بآخر طالما استمر الاحتلال الأمريكي لبلدان إسلامية وكذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وطالما بقيت الأنظمة الديكتاتورية في مجتمعاتنا تحرم شعوبها من أبسط الحقوق ومنها حق العيش بكرامة.
M_HEMYARI_Y@YAHOO.COM