الحوثيون والحرب النفسية عبر موجات FM لماذا سكت هادي والتحالف
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 12 يوماً
السبت 13 فبراير-شباط 2016 07:27 م

إختطاف العقول وإدارة الحرب النفسية من أهم أولويات الإنقلاب ,للإبقاء على مساحاتهم الجغرافية والسيطرة عليها أرضا وإنسانا , حيث يأتي التضليل الإعلامي كأبرز وسيلة يقودونها لتوجيه جبهتهم الداخلية والعسكرية ,ففي كل ليلة  يبثون كذبة وأكاذيب , وما يصبح الصباح إلا وقد وصلت إلى كل غرفة وسوق شعبي , وترى أمواج العامة من الناس شبانا وشيبا يواصلون النشر بطريقة دينامكية مؤلمة, دون تعقل أو نقاش , وتشاهد الكل وهم يتحدثون عن بطولات اللجان الشعبية والحرس الجمهوري وعن هزائم الجيش الوطني وانكسارات الجيش السعودي على الحدود, وهكذا تستمر الحكاية في مسلسل لا ينقطع .

على الحكومة اليمنية ودول التحالف العمل فورا وقبل البدء بتحرير الأرض والجغرافيا إلى المبادرة بتحرير العقل والذاكرة للأسرى ذهنيا, وإخراجهم من دائرة التمويه والتضليل المبرمج إلى واقع الحقيقة .

نجح الحوثيون وتجاوزا حتى اللحظة الحكومة اليمنية ودول التحالف في فرض سيطرتهم على البث الإذاعي للجمهورية اليمنية .

كنت قبل ثلاثة أشهر أجوب متخفيا في عدة مناطق تقع تحت نفوذ الحوثيين , وقد لاحظت أن المجموع البشري في تلك المناطق قد تحولت أدمغتها إلى شبه شلل كلي .

نتيجة لتعرضهم إلى ضخ إعلامي ممنهج يقلب الحقيقة , ويشوه كل ما يهدد مشاريعهم الظلامية .

تدمير مؤسسات الكهرباء وإطفاء غازية مأرب لم تكن فعلا اعتباطيا, بل كان هدفا مخططا من شياطين الإنقلاب وعمائم التخلف , خاصة بعد أن وجدوا أنفسهم أمام مواجهة خاسرة مع الإعلام الفضائي العربي وتحديدا القنوات الإخبارية .

قرارهم بإغلاق كافة مكاتب القنوات الفضائية في اليمن سواء العربية أو المحلية نهائيا, جاء عطفا على هزيمتهم الإعلامية في مضمار المنافسة .

الإنقلابيون اكتشفوا أن قناة المسيرة وصويحباتها من اليمن اليوم والساحات والقنوات الحكومية المستنسخة , لم تعد ذات جدوى أو متابعة من المشاهد اليمني , خاصة في ظل الضخ الفضائي للقنوات العربية, فقررت إطفاء اليمن, لمنع المشاهدة الكلية , والتحول إلى معركة ميدانها الإعلام الإذاعي الذي سيصل إلى كل بيت وسيارة وأسرة بأبسط التكاليف .

يومها قررت المليشيات بإغلاق كافة الإذاعات المحلية الناشئة في اليمن , وتحويلها إلى إذاعات تابعة لهم.

خاض الحوثيون معركتهم القذرة عبر موجات الـ FM  للسيطرة على ذهنية المستمع, وسهلوا دخول كميات مخيفة  من أجهزة المذياع ذات المنشئ الصيني رخيصة الثمن . 

بعدها توسع الحوثيون في بث محطاتهم الإذاعية وصبغوا أشكالها بين الطابع المجتمعي والسياسي وأخرى ذات صبغة غنائية .

يمارسون قاعدة إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس, ليقودوا الناس عبر هذا التضليل إلى حرب أهلية موغلة في العنف والثارات .

وظهر في المجتمع تنامي الحقد الداخلي ,وتعميق جرح الطائفية والانقسام المجتمعي نتيجة لهذا الخطاب الظلامي.

  يخضع المستمع اليمني يوميا إلى أكوام من التزييف والتضليل عبر منظومة محترفة تسرب عبر إذاعات"المسيرة وسام إف أم واليمن اليوم وصوت الشعب وإذاعة إيرام إضافة إلى إذاعة صنعاء ويمن ميوزك  ويمن إف إم .. وختاما بإذاعة ضيف راديو ..

أعتقد أن تجربة الإعلام الحوثي بكل أنواعه ومسمياته يمكن أن يصنف بأنه أكذب إعلام في تاريخ الإعلام العربي  الحديث والمعاصر.

وجود محطة أو محطات إذاعية بيد الشرعية تبث برامجها إلى عمق هذه الشريحة الصريعة بهذا الإنهاك النفسي اليومي سوف يغير وبشكل كبير من مسار الحرب والمواجهة .

مقاتلو السيد يذهبون إلى معاركهم وهم يعتقدون أنهم في جهاد مقدس ضد الغزاة والمحتلين , هذه هي ذهنية كل من تحدث من الأسرى الحوثيين للجيش الوطني والمقاومة الشعبية .

قناة الحدث لها تجربة جيده لكنها قاصرة , حيث قامت بتحويل نشرة أخبارها الفضائية إلى موجات  FM   , لكن خصصت بثها إلى محافظة صعدة فقط .

من المعيب أن يظل سيد الكهف في مران يتحكم في عقليات مئات الآلاف من اليمنيين عبر موجات إذاعية, في ظل غياب كلي للدولة اليمنية ممثلة برئيسها  الهادي أو بوزير إعلامها القادم الجديد إلى بلاطها .

رسالة عاجلة يبعثها إعلاميو الداخل في اليمن إلى دول التحالف بوضع معالجات عاجلة لهذه الجبهة التي سُتلمس ثمارها ونتائجها على أرض الواقع .

 # رئيس تحرير موقع مأرب برس