لماذا نايف القيسي؟ .. ولماذا الآن؟
بقلم/ عبدالله النهيدي
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر
الأحد 22 مايو 2016 03:13 مليس الأمر اعتباطاً ولا ظنون وأوهام, إنها أميركا التي تسعى لشيطنة كل العالم من أجل ستر شيطنتها, ألم يقل الأوائل ود العاصي لو عصى أهل الأرض كلهم, لن ألجأ لأصل المثل فهو قبيح كقبح أميركا, أم الإرهاب وأصله وأسه وفرعه وأبوه وأمه، هي إذاً تشيطن الجميع بدافع شيطنتها، وتسلط عصى الإرهاب الغليظة على كل ما يمكن أن يكون عائقاً أمام مشروعها الشيطاني, بمعنى أن من شيطنته فهو أبعد ما يكون عن طريق الشيطنة، ليست المسألة نايف القيسي لوحده, بل هي منظومة مقاومة هيمنة أميركا وأدواتها في المنطقة، فعندما تُتهم قيادات المقاومة, ورجال الدولة بالإرهاب, في ظل منح الانقلابيين كامل الحرية والتسهيلات, فأنت إذاً أمام مشروع واحد، بأصله وأدواته, العراق نموذجاً يتكرر في اليمن، القاتل والإرهابي هادي العامري يسرح ويمرح في العراق قتلاً وفساداً بينما طارق الهاشمي يُبعد ويُحكم عليه بالإعدام ويُلاحق بالأنتربول، حسن نصر الله كذلك في لبنان من نفس فصيلة هادي العامري, قبحاً وإجراماً, ومن الطرف الآخر الشيخ احمد الأسير، عبدالملك والحاكم وعفاش في اليمن, من فصيلة أدوات الهيمنة الأميركية، وفي المقابل من أدوات مكافحة هذا المشروع, الزنداني والحميقاني والقيسي, نحن هنا أمام مشروع واحد تمثله الهيمنة الأميركية بالأدوات الطائفية، ليس أولها تصنيف القيسي من قبل الخزانة الأميركية وقطعاً لن يكون الأخير.
المملكة العربية السعودية هي الأخرى معنية بهذا القرار، بل هي المقصود الرئيس فيه، فالمحافظ نايف القيسي كان أحد أهم الرموز الذين تعاملت معهم المملكة رسميا في وأد ومكافحة المشروع الصفوي في اليمن, ومن قبل قيام عاصفة الحزم المباركة، وبالتالي فإتهام القيسي هو ابتزاز لمشروع #عاصفة_الحزم وليس من محض الصدفة ان يكون ذلك متزامناً مع قرار الكونجرس الأميركي, بالإفراج عن أدلة يزعمون أنها تدين المملكة العربية السعودية في حادث الحادي عشر من سبتمبر, مع العلم أن المملكة كانت المتضرر الأكبر من جماعات العنف والتطرف لكنه الابتزاز في أرذل وأنذل صوره, بينما الأدلة الأقوى والآكد كانت تتهم إيران بالتعاون والتخطيط والتسهيل, لكن أدوات الهيمنة الجديدة لا ينبغي أن تتضرر في سمعتها ولا في قوتها, فلا إرهاب ولا تطرف ولا عقاب وحساب إلا على المكون السني من المسلمين, كانوا يقولون الإسلام وراء كل عمل إرهابي, فلما أعياهم إرهاب الشيعة, وحاجتهم إليه لترويض الإسلام السني الصحيح, صار لا إرهاب ولا عقاب إلا على أهل السنة وحدهم.
الحاضنة الشعبية للمقاومة ضد الهيمنة الأميركية, وأدواتها في المنطقة, هي الأخرى مستهدفةٌ أصالةً من قبل الهيمنة ذاتها, وتبعاً من قبل الأدوات ثانيةً, فحاضنة الجهاد ضد المحتل الأميركي في العراق, كانت مستهدفةً بالقتل والتشريد والتهجير وكان المثلث السني في العراق في أرضه ورجاله وعلمائه, مستهدف بالدرجة الأساس, وعلى إثره جاءت المعارك الكبرى كالفلوجة وغيرها, ثم ثني بالصحوات, فلما فشل ذلك جيئ بداعش كحلٍ وقرارٍ أخير لإحراق المثلث السني, بينما ينعم المربع الشيعي بالرعاية ولتدليل, وكان هو الأداة الأكثر تمهيداً للمحتل بتعاون رجاله, كجيش المهدي والعصائب المجرمة, وفيلق بدر, وفتاوى مرجعياته كالسيستاني والحكيم وغيرهما, كذلك في سوريا حرق للمدن السنية كحلب وإدلب, وفي اليمن كانت البيضاء الحاضنة لمشروع المقاومة السني ضد مشروع الهيمنة الأميركية, وأدواتها الحوثية في اليمن, ولن نتكلم عن مقاومة البيضاء, كمقاومة رائدة من أول يوم, كانت هي بارقة الأمل التي فتحت لجميع اليمنيين مشروع المقاومة, ولن نتكلم عنها كمقاومة فاعلة ومؤثرة اشتكى منها صاحب المشروع الأداة ( الحوثي ) نفسه وسماها الثقب الأسود, لن نتكلم بالتفاصيل اليومية ل قيفة رداع والزاهر آل حميقان, وآل عمر طياب وغيرها من مناطق المقاومة التي ألهبت الأرض تحت الميليشيات ناراً, المنطقة الوحيدة التي اشترك فيها المشروعان جنباً إلى جنب في اليمن هي قيفة رداع بالبيضاء, حيث كان طيران الدرونز الأميركي يمهد الطريق للميليشيات كلما استعصت عليهم الأرض أو الإنسان, والغريب أن تصنيف الحميقاني وهو أحد أبناء البيضاء, جاء على خلفية تقرير قدم من منظمة الكرامة فرع اليمن التي هو رئيسها, عن ضحايا الطيران الأميركي, واليوم يصنف نايف القيسي محافظ وابن البيضاء من نفس المشروع, ولنفس الغرض, وهو الذي وقف في وجه الميليشات, إذا فالحاضنة مستهدفة لإفراغ البلد من رجال مقاومة مشروع الهيمنة, وإفساح المجال للمشروع الأداة ( الحوثي ) والبيضاء هي حاضنة مقاومة هذا المشروع فلا بد إذاً من كسرها وإلصاق تهمة الإرهاب بها وبرجالها, من أجل أن يسهل الطريق للمشروع الأداة بحجة مكافحة الإرهاب, لم أجد خسةً ونذالةً كالتي أجدها من مشروع الهيمنة في أساليبه, إلا ما يوازي أو يزيد على ذلك من المشروع الأداة ( الحوثي ), إذْ يلعن أسياده الأميركان ليلاً ونهاراً, متمنياً لهم الموت وداعياً عليهم به, ثم يستظل بظلال دعمهم, ويتحرك بترتيباتهم, مستفيداً من ذلك لأقصى حد ممكن, فحين تستصعب عليه جبهة ما تأتي طائراتهم لتسهل لهم دخولها, وحين تشح موارده تأتي مكرماتهم لدعم تحركاته, وحين تقف الرجال في وجهه تأتي تصنيفاتهم لتزيح عنه رجال المقاومة ورموزها, فاللعنة على مشروع الهيمنة وألف لعنة ولعنة على المشروع الأداة. ومن هنا يتضح جليا أن المشروع واحد والتخادم الأميركي الشيعي في المنطقة كما يسميه المفكر عبدالله النفيسي ويظهر هذا التخادم في كل بلد بما يقتضيه الحال وفي كل زمن بما يناسب المرحلة وهنا تدرك لماذا القيسي؟ .... ولماذا الآن؟.