خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
يوم الأحد الفائت كان دراماتيكياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كان متابعو منتخبنا الوطني للناشئين على أحر من الجمر لمتابعة اللقاء المرتقب بين منتخبنا ونظيره السعودي في الدور ربع النهائي من بطولة آسيا للناشئين لكرة القدم التي تجري أحداثها في أزوبكستان.
أغلب وسائل الإعلام المحلية كانت أفردت مساحات عن هذا اللقاء ومدى إمكانية الخروج منه بفوز يكرر تجربة خوضنا نهائيات كأس العالم للناشئين للمرة الثانية بعد أن كانت حدثت لأول مرة في فنلندا العام 2003م؛ بانتصاف اليوم الدراماتيكي ذاته - الأحد- صُدم هؤلاء المتابعون بقرار استبعاد منتخبنا من البطولة بعد شطب جميع نتائجه.
كانت مفاجأة من العيار الثقيل نزلت على رؤوس هؤلاء المتابعين قبل أن يكون الأمر كذلك على لاعبي منتخبنا وجهازه الفني بقيادة سامي نعاش.
فقد أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على موقعه الالكتروني الأحد الفائت استبعاد منتخبنا من البطولة بسبب مخالفته لتعليمات البطولة من خلال إشراك لاعب يتجاوز السن القانوني.
لكن الأمر من حيث وقعه كمفاجأة يبدو خلاف ذلك بالنسبة إلى قيادة البعثة وقيادة اتحاد كرة القدم على الأقل استناداً إلى ما أكدته قيادات في اتحاد كرة القدم قبل بضعة أيام من خلال تصريحات نشرتها وسائل إعلام عن وجود "مؤامرة" لاستهداف منتخبنا بغرض استبعاده من البطولة.
عندما تؤكد مثل هذه القيادات وجود مثل هذا الاستهداف فذلك يعني أنها على علم بتحركات ما تدل على ما تذهب إليه في تصريحاتها إذا ما تركنا جانباً أي ِشيء له علاقة بتنجيم ما.
بتاريخ 10 أكتوبر - الجمعة الفائت- نشرت "سبأ" ما يلي: "هدد الاتحاد اليمني لكرة القدم باللجوء للإتحاد الدولي (الفيفا) والمحكمة الدولية الرياضية ضد الممارسات التعسفية التي تمارسها اللجنة المنظمة لنهائيات آسيا للناشئين دفاعاً عن حقوق المنتخب وسمعة الكرة اليمنية. وكشف مصدر مسئول في الاتحاد اليمني لكرة القدم عن وجود مؤامرة تحاك ضد المنتخب الوطني للناشئين تهدف إلى إقصائه من البطولة بعدما تمكن من بلوغ دور الثمانية بجدارة واستحقاق. وأشار إلى أن هناك أطراف خفية تسعى إلى التشكيك بعمر أحد لاعبي المنتخب بالرغم من إخضاع اللاعبين للفحوصات الطبية المطلوبة وحصول البعض الآخر على أرقام آسيوية في وقت سابق".
إنه رد فعل صريح من قبل اتحاد كرة القدم على ما قامت به اللجنة المنظمة من فعل، بالتأكيد؛ ليس هناك تفسير آخر، على الرغم من أن حديث الدفاع عن سمعة الكرة اليمنية ليس في صالحنا البتة؛ ثمة عقوبات سبق أن اُتخذت بحق منتخبنا للناشئين الذي تأهل إلى كأس العالم 2003م بفنلندا بسبب تزويره في أعمار بعض اللاعبين وتم حرمان المنتخب فعلاً من المشاركة لمدة عامين كعقوبة.
لكن ماذا حدث بالضبط في اوزبكستان حتى يعتقد بعضنا - حقاً- بوجود مؤامرة قبل وقوعها، ولم يشر إليه المصدر المسئول في اتحاد كرة القدم؟
بالرجوع إلى الموقع الالكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم نقرأ ما يلي: "لاعب المنتخب اليمني وسام صالح أحمد الورافي خضع في الثامن من أكتوبر للفحص الطبي الروتيني (فحص الأشعة للعظام) الذي يتم إجراؤه من أجل تحديد السن وتجريه لجنة طبية مشتركة من الاتحادين الآسيوي والدولي، حيث تبين أن الورافي يتجاوز 16 سنة".
وبحسب بيان الاتحاد الآسيوي فإن "اكتشاف قيام أي اتحاد وطني بإشراك لاعب غير مؤهل للمشاركة يستوجب معاقبته بخسارة المباراة، وبحسب تقارير حكام ومراقبي المباريات فإن المنتخب اليمني قام بإشراك اللاعب وسام في جميع مبارياته في الدور الأول".
بيان الاتحاد الآسيوي خلص إلى اعتبار "المباراة الأولى مع الإمارات دون نتيجة، بسبب إشراك المنتخب الإماراتي أيضا للاعب لا يتمتع بأهلية المشاركة، في حين أن نتيجة مباراة اليمن مع ماليزيا أصبحت 0-3 لصالح ماليزيا والمباراة مع اليابان أصبحت 0-3 لصالح اليابان".
الأمر مختلف تماماً بالنسبة إلى الاتحاد اليمني لكرة القدم؛ فقد رأى - مثلاً - نائب رئيس الاتحاد الدكتور نجيب العوج في تصريح له الأحد الفائت أيضاً - يا له من أحد- أن "سكرتيرة الإتحاد الآسيوي الاسترالية الجنسية تواصلت صباح اليوم ذاته هاتفياً مع رئيس بعثة المنتخب أحمد السهلي في طشقند وأبلغته شفهياً بأن المنتخب اليمني مستبعد من قبل اللجنة المنظمة نتيجة لاحتجاج تقدمت به بعثة المنتخب الاسترالي بخصوص اللاعب وسام الورافي دون الاستناد إلى أية فحوصات طبية معتادة في مثل هذه الحالات وفقا للوائح الإتحادين الآسيوي والدولي".
بنظر رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي فإن "اللجنة المنظمة لنهائيات كأس آسيا ولجنة الاستئناف بالإتحاد الآسيوي وقعتا في مخالفات واضحة استهدفت إبعاد منتخبنا من خوض منافسات دور الثمانية في البطولة التي وصل إليها بجدارة بعد تصدره لمجموعته الرابعة محتلاً أول المجموعة".
قال العيسي ذلك في مؤتمر صحفي، وأضاف معتقداً بوجود "استهداف لمنتخبنا منذ بدء التصفيات الآسيوية عندما طلب الاتحاد الآسيوي من الاتحاد اليمني الكشف الطبي لجميع لاعبي المنتخب بعكس المنتخبات الأخرى التي لم يطلب منها سوى بعض اللاعبين، بالإضافة إلى الكشف الطبي عن خمسة لاعبين مقابل لاعب واحد من كل منتخب مشارك، مما يدل على الاستهداف والتمييز الذي لحق باليمن".
وفي حين أكد نائب رئيس اتحاد كرة القدم حسين الشريف أن الظلم الذي وقع بحق منتخبنا " لن يمر مرور الكرام"، أكد العيسي أن اتحاد كرة القدم "لديه ملف كامل عن حيثيات القضية وتراسل مع الاتحاد الآسيوي، وهو في انتظار رده على تظلم اليمن، حتى يتم رفع الظلم عن منتخب الناشئين ما لم سيتم رفع القضية إلى الاتحاد الدولي الفيفا وفق لائحة الاتحاد الآسيوي والدولي بشأن التخاصم بين الاتحادات المحلية والقارية".
تالي الأيام وربما شهور وسنوات ستكشف مدى جدية الاتحاد في ما عقد العزم على فعله من عدمه.
لكن في نظر متابعين، فإن ما حدث - بغض النظر عن العمر الحقيقي للاعب الورافي الذي تكشفه الفحوصات الطبية بالتأكيد- ما كان له أن يحدث لولا أننا - كبعثة بموافقة من قيادة الاتحاد بحسب تصريح إعلامي لحسام السنباني الأمين العام المساعد في اتحاد الكرة- قمنا بتقديم احتجاج على منتخب الإمارات بسبب إشراكه لاعباً موقوفاً في مباراته مع منتخبنا، مع أنه في الواقع حق مشروع، وهو أمر كسبه منتخبنا باحتساب نتيجة المباراة لصالحه يوم الثامن من أكتوبر؛ وهو نفس اليوم الذي دفع بالإماراتيين بتحرك - يستند إلى وجودهم القوي كرقم غير صغير في الاتحاد الآسيوي- لا يأتي إلاّ كرد فعل طبيعي على ما حدث بحثاً عن أي شيء يرد به على ما جرى له، فكان فحص الورافي في نفس اليوم؛ مع أن الناظر إلى سير الأمور بدون هذه الزوبعة التي حدثت سيرى أن الطبيعي هو تأهل منتخبنا إلى الدور الثاني بخمس نقاط من تعادلين [بمستوى فني باهت] مع كل من الإمارات وماليزيا، وفوز غير متوقع على اليابان الذي تصدر المجموعة بفوزين [لعب المنتخب الياباني بالصف الثاني في مباراته الثالثة مع منتخبنا].
عدا ذلك؛ فإن ما حدث يمكن قراءته بالشكل التالي: اللعب مع الكبار في الاتحاد الآسيوي يتطلب ان تكون مثلهم كبيراً وإلاّ فالمعايير عن المساواة في التعامل إثر ذلك ستختلف؛ واتحادنا صغير كتأثير في قوام الاتحاد الآسيوي بغض النظر عن حقيقة كون جميع المنتخبات العربية المشاركة في البطولة - بلا استثناء- يمتلكون لاعبين تتجاوز أعمارهم السن القانونية المحددة.
يكفي النظر إلى وجوه اللاعبين وحسب.