ارواح الكرامة وجدار الدخان
بقلم/ محمد المقبلي
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 6 أيام
الأحد 18 مارس - آذار 2018 07:26 م
 

في مثل هذه اللحظات ربما كان أنور الماعطي يتنفس بشكل طبيعي ومن المفترض ان يكون الليلة كذلك لاادري هل ""تجمش"" جيدا في اخر ليله وهل ودع الشهيد المنيعي طفلته النبيهه .

قبل الكرامة كانت الشائعات تبث ان فلول دويد ومشايخ البلطجيه تتكوم في تخوم ساحة التغيير.كانت ليله مرعبة تجعلك تفكر في كتابة وصيتك الاخيره والتي مقدمتها ديونك لبائع الصحف.كان الاشتراكي عمر القاضي يصلي بخشوع على مقربه من كشك النعماني.هي الصلاه الأخيره لعمر لم يصلي بعدها قط ولم يستشهد ايضا .

صمد في تلك الليالي انبياء الأستبسال من اجل الوطن والأنسان.كانت اذرع صالح البوليسيه تبث باسراف شائعات الرعب قبل جمعة الكرامه بليالي.من مثل ان مصفحات معبأه بالأسيد كفيله باحراق الخيام والأجساد ايضا.كنت اتخيل ساقي النحيل يتفتت كبسكويت ماري واضحك في ورطه صلعة الصديق عبد الرحمن الهرش من الاسيد.

كانت الأخبار المتواليه تؤكد ان اجتثاث ساحات الثوره خيار بلطجي يجب مؤاخذته على محمل الجد.و كان الدكتور محمد الظاهري يدور في الساحه مثل نحله يقظه.فيما كان الشهيد خالد الحزمي يلح على الجميع توحيد المكونات الثوره وفق وثيقة مدنيه.

من 12 مارس الى 18 ....مارس كانت لحظات التأهب للقفز خارج مربعات القهر.وكان النظام يعدها لحظات الأجهاز على شباب يجيدوا فن النضال ويرقصوا سامبافيما كان المؤمنون الصغار قادمون ونورهم يسعى بين الخيام

سقط منهم شهداء في جمع الكرامه كمجاهد القاضي مثلاوالشاهري لكننا قفزنا بارتفاع جيد وصحنا ""افقنا على فجر يوم صبي ..ايها الاب البردوني نحن قفزنا ايوه قفزنا وبتنا خارج تلك المربعات التي اذلت الأرض والأنسان

لم نكن ندرك ان اليوم التالي سيكون يوم اختراق الورد للرصاص بحسب احمد الشلفي

قال احمد زيدان مبعوث الجزيره الى اليمن وهو يقف خلف عشرات الجثث المطروحه""لم اشاهد بمثل هذه الجريمه في حياتي بحق المدنيين..انها الجريمه المنظمه الأولى "

كانت المواجهه بين انبل مافي اليمن واسوأ مافي اليمن شاب حامل ورده ومبتسم وفيسبوك وجمله مقدسه"ارحل "" وشعار مقدس"الشعب يريد"

و الطرف الآخرحامل بندق ملثم ...حارق اطارات ""يتبطج ويقتل ويتحلبط ويعلن الحداد

في مثل هذه الليله لم اكن ادرك ان اليوم التالي سيكون بلا خالد الحزمي وبلا حامد اليوسفي

وبلا ابتسامة علوي الشاهري وسمت مجاهد القاضي ودهشة ونظارة ونور انور الماعطي

كان من المفترض ان يتم طباعة كتاب الشهيد عبد الباسط المشولي وفيه يرسم احلام""""""سنتقاسم الألم والحلم معا ياعبد الباسط غير اننا ننتظر الحريه والكرامه ايضا""

وفي مثل هذه الليله كان من المفترض ان يكمل انور الماعطي عاما في طرق العقد الثاني وماتزال تلك اللحظات حاضرة في الذاكرة ولن يطلق القتلة الرصاص نحو ذاكرتنا كما قالت الهام الوجيه ذات يوم ..في البدايه ارتفع دخان الاطارت وغطى سماء ساحة الثوره كما ارتفعت السنه اللهب لكن الروح الشبابيه اطفأت الحريق وبالتالي هبطت اكوام الدخان ارضا وارتفعت ارواح الكرامه الى السماء ....ايوه الى السماء..

لقد جاء 18 مارس هذا العام بلا صالح .. وسياتي 18 مارس في المستقبل بلا مجرمي حرب لتنتصر الكرامة وينهزم المشروع السلالي والمشروع العائلي وكافة المشاريع الجهوية وتنتصر الذات اليمنية الاتحادية الحضارية.