عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
لا أقوى والله على صياغة الكلمات...
الحروف تنفلت...
القلم يرتجف...
والقلب بين مصدق ومكذب...
لكنه الموت...
يبدو لنا وهماً بعيداً، وهو أم الحقائق الكبرى في الوجود...
أخي الكبير...
صديقي الوفي...
رحل...
رحل فارس حريب وبطلها الكبير...
رحل رمز مأرب واليمن الجديد...
رحل الشيخ المناضل أحمد بن صالح العقيلي...
الفرسان لا يترجلون، لكنهم ينتقلون من صهوات الخيول إلى ذرى التواريخ الخالدة...
وهاهو الفارس العظيم، رمز الرجولة والإخلاص والشهامة قد امتطى اليوم صهوة لا يستطيع أحد أن يجعله يترجل عنها...
الشهيد القائد العقيلي يرحل مشيعاً بقلوب دامية لفراقه، وأعين اشتجرت فيها الدموع...
رحل من واسى بماله المواطن وواسى بدمه الوطن...
ترك التجارة والثروة وحياة المال إلى الساحات التي دعاه إليها الواجب...
وعاهد الله أن يظل في ميادين الكرامة حتى ينعتق الوطن من ربقة الانقلاب الكهنوتي، أو يلقى وجه ربه...
من ينظر إلى وجه العقيلي يعلم أنه ليس من أهل الدنيا، ويستيقن أن الموت لن يتنازل عن حظه فيه، وأنه رجل من أهل السماء...
عرفته المطارح وصرواح والجوف ومأرب...
عرفته حريب وبيحان التي كان أحد أبطال تحريرها...
عرفته البيضاء، التي سقاها اليوم بدمه الطاهر الزكي...
وعرفته أنا ملء سمع الأرض وأعين السماء...
كان يقول لي أنت صوتنا في الخارج، وكنت أشعر أنني أقل من أن أكون صوت قائد كبير من وزن الشهيد العقيلي.
أبو الأيتام ومواسي الأرامل، وصديق المساكين، وبطل الجبهات، ورجل الحزم والمواقف البطولية.
العقيلي...يد حريب البيضاء ووجه مأرب البهي؟
عادة الموت ألا يتخير إلا صفوة الرجال، ولا يعانقه إلا الذين يلاقونه في منتصف الطريق...
وقد كان العقيلي ينهض في كل مرة لملاقاة قدره واقفاً مبتسماً...
عاش رجلاً...
ورحل بطلاً...
رحل رجل الصدق والنقاء...
رجل...في وقت حامت فيه نفوس الكثيرين حول فتات الدنيا، حلقت روحه في سماء الوطن.
رجل لم يبحث عن المنصب، بل بحث عنه منصبه؟
رجل ما طلب القيادة، لكنه ولد قائداً فذاً؟
قائداً يسابق أفراده إلى مقدمة صفوف المقاتلين؟
ذهبت إلى الرياض مرة لبعض العمل الصحفي، فوجدت المتسولين هناك، وجدت الذين يترزقون باسم الوطن، باسم الشهداء، باسم الجرحى، باسم المقاومة، لكن العقيلي لم يكن بينهم.
وسألت عنه، فقيل إنه هناك بين جنوده في الجبهات؟
هناك طراز فريد من الرجال لا يقاتل لأجل المال الذي كان يملكه، ولا لأجل الشهرة التي أعرض عنها، ولا طلب من أحد لنفسه شيئاً، هذا الطراز هو طراز القشيبي والشدادي والصبيحي والعقيلي رحمهم الله.
واليوم يلقى العقيلي ربه شهيداً في معارك اليمنيين ضد الانقلاب الكهنوتي الظالم الغشوم.
يلقاه على درب من سبقه ممن ذهبوا بعيداً ليهيؤوا لنا وطناً جميلاً خالياً من عقد كل الخارجين من شقوق الكهوف القديمة...
المجد والخلود والرحمة والغفران للشهيد القائد العقيلي، والخزي والعار لقادة رأوا في الحرب فرصة للثراء، ولآخرين باعوا ضمائرهم لعدوان الحوثي وكهنوته.
ولا نقول إلا ما يرضي الرب والشيم والصبر ويرضي شيخنا الجليل وشهيدنا الكبير أحمد بن صالح العقيلي رحمه الله:
إنا لله وإنا إليه راجعون