كلمة في ذكرى تأسيس حزب الاصلاح
بقلم/ مختار الرحبي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 9 أيام
الخميس 13 سبتمبر-أيلول 2018 09:41 م

 ‏نبارك لكل أعضاء وأنصار وقيادة حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس الحزب ، ونتمنى لهم مزيد من التقدم والازدهار في مسيرة الحزب ؛ وأن يكون ذلك رافداً من روافد الحياة السياسية والحزبية في اليمن جوار الأحزاب السياسية الأخرى التي شاركت في العملية السياسية والديمقراطية التي انطلقت منذ العام (1990) ، وحتى (2014) العام الذي انقلبت فيه مليشيات الحوثي على النهج الديمقراطي فارضة واقع جديد لم يقبل أي مكون أو جماعة أو طرف لا يقبل بفكرهم.

لقد كان لحزب الإصلاح موقفاً معلناً وواضحاً في دعم الشرعية وعاصفة الحزم وانخرط أعضاء الحزب في النضال ضد مليشيات الانقلاب، ودفع ثمن ذلك الكثير. مورست عمليات الاختطاف للعشرات بل المئات من أعضاء حزب الإصلاح، من قبل المليشيات، وارتقى المئات من قيادات وأفراد الحزب شهداء في معارك التحرير ولا ينكر ذلك الا جاحد ، وهنا لا ننسى دور باقي الأحزاب والتكوينات السياسية التي أعلنت مواقف واضحة في الانقلاب.

لكن اليوم نحن بصدد الحديث عن حزب الإصلاح بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الذي يناله الكثير من الإيذاء ففي الشمال الحوثي يختطف كوادره ويلاحق أنصارة وفي الجنوب يطارد من قبل أدوات الإمارات وفي الخارج يتم التضييق عليهم، والصاق كل مشاكل اليمن بهم وانهم سبب وحيد لكل ما حدث ويحدث في اليمن ونحن لا نبرأ الحزب من بعض ما حصل في اليمن بل يتحمل جزءً كباقي التكوينات السياسية والأحزاب التي شاركت في إيصال اليمن إلى هذه المرحلة.

لقد حاول حزب الإصلاح الاعلان عن صفحة جديدة مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأعلن عبر بيان انه حزب سياسي يمني ولا يتبع تنظيم الإخوان المسلمين .

كل ذلك لم يكفى للدخول في تحالف حقيقي معهم من أجل اليمن، حيث يتم استهداف الحزب بشكل دائم من قبل الإعلام الإماراتي ومرات من قبل بعض وسائل إعلام سعودية.

ومع ذلك يواصل حزب الإصلاح التمسك بالتحالف والإشادة بما يقوم به التحالف العربي في اليمن عبر بيانات رسمية صادرة عنه مؤكداً الوقوف مع الشرعية للقضاء على مليشيات الحوثي الانقلابية.

من خلال متابعتي للمشهد في اليمن ومتابعة حضور حزب الإصلاح في المشهد أستطيع القول ان حزب الإصلاح ما يزال من اقوى الأحزاب السياسية في اليمن، ويمكن أن يكون شريك حقيقي لدول التحالف العربي اذا ما صدقت النوايا وتم الوثوق به ليكون شريك حقيقي الى جانب الأحزاب الأخرى والقوى الفاعلة لترتيب البيت الداخلي اليمني بعيدا عن التصنيفات والإقصاء.

ولابد من الإشارة إلى ملف العلاقة بين الاصلاح والمؤتمر و فتح صفحة جديدة فهم يمثلان جناحي للجمهورية ولهم حضور واسع في الساحة اليمنية مع ان المؤتمر تعرض لضربات موجعة منها التحالف مع المليشيات الانقلابية وايضا مقتل زعيم المؤتمر الرئيس الراحل صالح بعد اعلان فك الارتباط والتحالف مع الحوثي لكن يمكن أن يعود إلى الساحة اذا ما تغلب على الازمة التى تعصف به حاليا وان يدخل بتحالفات جديدة فهل يستطيع الحزبين ان يعودا كحلفاء خصوصا بعد التصريحات الإيجابية الصادرة من الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر ونائب رئيس الدائرة الاعلامية للإصلاح الأستاذ عدنان العديني واللذان رحبا بعودة العلاقة وإمكانية إعادة التحالف بينهم، فقد حان الوقت الحقيقي لعقد لقاءات على أرض الواقع والتوحد واتخاذ خطوات والتغلب على أزمة انقسام حزب المؤتمر بين الداخل والخارج. وفي طريق ذلك توجب على الجميع الابتعاد عن الاتهامات والترشقات الإعلامية، يتعرض حزب الإصلاح لحملات أرى أنها مجحفة بحقة وبحق ما يقدم من تضحيات من بين هذه الاتهامات انه عاجز عن تحرير تباب نهم وصرواح وهذا كلام غير صحيح .

اولا لان الجيش الذي يقاتل هناك ليس كله جيش الإصلاح بل من جميع التكوينات السياسية والقبلية والإصلاح جزء أصيل من تلكم التكوينات وله حضور ومشاركة فاعلة لكن ليس هو كل الجيش، ثانيا من يتابع المشهد اليمني يعرف ان قرار دخول صنعاء او تحرير منطقة او مديرية ليس بيد حزب او جماعة أو حتى الشرعية منفردة بل يتم بالتشاور والتنسيق المباشر مع قيادة التحالف فكما اعلن وزير الدولة لشؤون الخارجية الإماراتي قرقاش إيقاف عمليات الحديدة قبل أكثر من شهرين نتيجة ضغوط دولية تتم عمليات إيقاف تحرير نهم او ميدي او باقي الجبهات نتيجة لضغوط خارجية دولية او ضغوط وحسابات في إطار التحالف العربي. وإلى جانب ذلك هناك أسباب اخرى منها نقص الإمكانيات والدعم إضافة إلى وعورة الطريق والتضاريس التي تعتبر عقبة هامة في طريق التحرير في تلكم المناطق.

إن الحديث عن الأحزاب السياسية يجعلنا نعود إلى مراحل ممارسة السياسة والانتخابات والحوار والتكتلات السياسية وحرية الصحافة والمطبوعات والحركات الشبابية والحالة التي كنا قد وصلنا إليها قبل الانقلاب وكيف استطاعت مليشيات الحوثي الانقلابية إعادة اليمن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيم فلا صحافة في عهد الحوثي ولا حرية ولا اقتصاد ولا تعليم ولا ممارسة للعمل السياسي إنما ممارسة للحرب والقتل والقمع وبناء المتارس ، ولهذا لابد من نهاية لهذا الكابوس المخيف الذي جثم على صدور اليمنيين.

لابد أن يجتمع الجميع على كلمة سواء لإنهاء هذه المرحلة وإعادة اللحمة الوطنية وعودة الدولة ومؤسساتها المدينة والعسكرية ليعود الأمن والاستقرار الى كل ربوع اليمن. في الاخير اتمنى التوفيق والازدهار والخير لكل اعضاء وأنصار وقيادة حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس الحزب. ‎ مختار الرحبي