سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
كأن المشهد يعيد نفسه... كأننا في مدخل الفوضى الإعلامية والتحريض الإخواني المستعر؛ موسم الربيع العربي، أو الفوضى العربية.
خرج لنا راشد الغنوشي في اليومين الماضيين وخطب أمام أنصاره من حزب النهضة التونسي... نسخة تونسية خاصة من جماعة «الإخوان»، وشبّه الغنوشي تداعيات مقتل جمال خاشقجي، بالمناخ الذي ساد تونس بعد حرق محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر (كانون الأول) 2010، وأدّى لاندلاع الثورة آنذاك. وقال الغنوشي أمام كوادر حركته: «المناخ السياسي العالمي حالياً يشبه المشهد التراجيدي الذي شهدته سنة 2010 باحتراق الشاب محمد البوعزيزي، وما فجّره من تعاطف إقليمي ودولي، والظروف التي قذفت به إلى ذلك المشهد».
الكلام واضح، والاستثمار أوضح، من الطرف نفسه، وبالسبب نفسه، وبالطريقة ذاتها: موت صادم، يعتصر منه حليب الغضب في محلب السياسة وكسب الأنصار وإيذاء الخصوم، والخصوم هنا، بنظر «الإخوان»، هم الدول العربية الرافضة لمشروعات «الإخوان». مرّت سنوات عدّة منذ انهيار المشروع الإخواني المسمى «الربيع العربي»، بدعم يساري غربي، كان في مقدمته دعم الآفل باراك أوباما، وصحت الشعوب وانتفضت على مشروعات «الإخوان»؛ خصوصاً بمصر، وفي البحرين ضد مشروعات الخمينية؛ أيضاً باسم «الربيع العربي»، وحاول الغنوشي ورفاقه في تونس التكيّف والتواؤم مع المتغيرات.
اليوم، وتحت الضغط الذي تشعر به جماعة النهضة؛ داخلياً وخارجياً، يحاول زعيمها إشعال الشرارة مجدداً، باسم حادثة جمال خاشقجي، وتوسيع شبكة الحلفاء في المنطقة العربية، ومحاصرة الدول المناهضة للمشروع الإخواني؛ وفي المقدمة السعودية.
تذكرت في هذا الصدد، لحظة الانكشاف الكبير في «الربيع العربي»؛ الموقف الخطير الذي أدلى به الغنوشي بمحاضرة له بواشنطن، عام 2011 في «مركز واشنطن للدراسات»، داعياً فيه للثورة بدول الخليج، ومبشراً بانتقال «الربيع»؛ يعني الفوضى، لممالك الخليج، كما سمّاها، في الوقت نفسه قال إنه لا يمانع ولا حركته «النهضة» في الصلح العربي – الإسرائيلي. لاحظوا أنه كان يتحدث مع أميركا، وفي مركز دراسات محسوب على اليهود في ذلك التوقيت!
حاول لاحقاً تطويق الغضب على هذا الكلام، في حواره مع «الشرق الأوسط» حينها في ديسمبر 2011، حاصراً الغضب في «المركز» لأنهم أخلّوا بشرط عدم النشر! ثم حاول مغازلة دول الخليج، بأنه: «نتمنى أن يتخذ ذلك (يعني الإصلاح لا الثورة!) أيسر السبل». ولم يكن هذا موقفه «اليسير» طبعاً من الحالة المصرية!
أحد قادة حزب النهضة التونسيين، ومسؤولهم السابق في فرنسا، فؤاد منصور قاسم، تحدث بتفاصيل عن مساندة الغنوشي صدّام في غزوه الكويت عام 1990، كما كان الغنوشي شديد الإعجاب بالخميني، وإنه «أب روحي» له؛ في كتابه «الحريات العامة في الدولة الإسلامية» الصادر عن «مركز دراسات الوحدة العربية» عام 1993.
ما أشبه الليلة بالبارحة أستاذ راشد، وكما خاب المسعى بالأمس... فسيخيب اليوم.