إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
عشرة أيام هي حصيلة زيارتي مع أسرتي لمحافظة عدن . 10أيام تجولت في أحيائها ، وجالست مختلف شرائحها نتبادل أحاديث متنوعة ، مستمعا لهم أكثر من متحدث إليهم . ومن خلاصة ذلك الإنصات أيقنت تماما أن عدن تتعافى من اﻷوهام ، وأنها أخذت تنظر للغد بعين العقل والحكمة , لا كما كانت تراه سابقا بنظارة العاطفة والأحلام .
عدن تتعافى سياسيا من وهم الشعارات الحماسية العاطفية التي كانت تصم آذانها بالحرية والكرامة والمساواة . لقد تبين لعدن أن كل ذلك ( الزفيج ) كان لبعض ثوار الميادين وقيادات المنصات مجرد حبل للتسلق نحو التسلط والبسط ومزيدا من الثراء والسيادة لهم ، وليس من أجل الوطن المنهوب والمواطن المطحون . لقد فاق نهب المتشدقين باستعادة ثروة الجنوب كل نهب سبق ، وتجاوز فسادهم كل فساد حصل , وزاد في عهدهم طحن أبنائها كل طحن مضى . لم تشهد عدن فيما مضى تلك الهمجية في البسط والنهب واحتلال المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة , ولا كل ذلك التنازع المليشي المسلح على مركز ونفوذ وبقعة .
عدن تتعافى شعبيا من وهم ( إمارات الخير ) , وأنها جاءت لتحقق لها الحرية والأمان والاستقرار والرقي . لقد تبين لعدن بكل وضوح أن تلك الدولة أكثر استعبادا لها من كل من كان يهمشها سابقا .. وأشد بطشا بأبنائها من كل من كان يقصيهم , وأعنف دموية ممن كان يجرحها بالأمس . لم تشهد عدن لأكثر من ثلاثة عقود مثل ذلك الحقد في الخطف والتغييب والقتل الممنهج الغامض . ولا تلك الدرجة في إهدار الكرامة الإنسانية , من خلال رؤية النساء والأطفال وكبار السن يفترشون الأرض أمام بوابات القيادات الأمنية والسياسية وأبطال التحالف , يستجدونهم في معرفة مصير أبنائهم الذين طالتهم يد الغدر والانتقام , فأودعتهم مصيرا مجهولا في غياهب السجون أو ظلمات حفر الثرى , ولا ذلك الكم من التدمير لبنيتها التحتية ومواردها , وما ميناء عدن إلا سطرا في ورقتها الخاصة . عدن تتعافى اجتماعيا من التعصب , فلم تعد تسمع ( الدحبشة والدحابشة ) كثيرا . فقد أيقنت عدن أن دحبشة الشمال كانت تتجه نحو الرزق وكسب العيش وملئ الجيوب , ويقابلها فائدة تشغيلية وتجارية وخدمية لغيرهم , بينما دحبشة أدعياء النضال الجنوبي تحت شعارات استعادة الحرية والكرامة والحقوق , تعني رقي حياتهم وحدهم ومكاسب شخصية لهم فقط , ويقابلها شق صف وطنهم , وتضييق حياة غيرهم , وملئ اللحود بمن عارضهم .
مازال أمام عدن الكثير لتتعافى تماما , ولكنها اليوم قد خطت أولى خطوات العافية من خلال الفهم السليم والرؤية السديدة . ومازالت كلمة الحاج مرشد ترن في أذني وهو يقول يا أبني شف بأهب لك كلمة خليها في بالك : " من 69و يد الخراب جنوبية " . فسألته والعقل أين ؟ . فأبتسم ابتسامة تهكمية حائرة !! تغني عن ألف جواب .