أساطير الفداء ... بين القيادة والفرد
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 4 سنوات و 7 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 15 إبريل-نيسان 2020 08:06 م
  

مشاهد أسطورية تلك التي تنقلها بعض عدسات المبدعين لفداء العظماء وبسالات المقاتلين الافذاذ في صفوف الجيش الوطني العملاق لشباب هم اعلى فداء من الملائكة وأقرب أرواحا الى الأنبياء يتربعون على قمة الكمال الإنساني ويتعدون كل خطوط الضعف البشري يقتحمون حمم الموت ويسابقون لعلعات الرصاص وهم يكابدون مشقة الصعود الى قمم الجبال

ليس لهم من رفيق او معين الا ثقتهم بالله وحبهم الجامح لليمن وعدالة قضية ليس فيه لبس او غموض وقلوب هي من الصخر أقوى ومن الحديد اصلب تسابق خطواتهم وتلازم مسيرهم القدائف والحمم مشاهد الى اهول القيامة اقرب .

 وآخرون يقتحمون حقول الموت المحقق المزروعة بالألغام والعبوت ومفجرات الموت المستعجل ،

 شهيد يلحق بأخيه وهو يرى الموت الناجز في سلسلة ذهبية طويلة لأجساد تترى نحو الهلاك في الأرض وأرواح تتسابق للالتحاق بالسماء لتفك ثغرة في حقول الموت الملتهب ولتعبد الطريق بأجساد طرية نقية لمواكب الزحف نحو تحرير الوطن وفك أسر مفتونتهم وحبيبتهم اليمن

 في مشاهد لا يصدقها العقل الذي يتدثر بطبائع البشر ولا تخطر في خيالات صناع سينماء الخداع البصري وكتاب الخيال العلمي .

يا الله.. فتى يجري من مترسه الحصين نحو مواقع عدوه الماكر ومئات الرصاصات الحارقة الخارقة تتقافز يمنة ويسرة من جسده الطاهر يجري بضع عشرات من الأمتار بجسد نقشت خلاياه رصاصات البغي والفجور فتنهار حركة الجسم البشري الذي من التراب اصله لتحمله روح وثابة هي من سر الله وأمره الى أقصى مدى تتحمل هذه الاجساد الضعيفة معاركة الموت باردة التضحية والفداء هنا مشهد هو من آيات الله الناطقة في الكون على إرادة المخلوق المرتبط بعظمة الخالق ويليه فتى متحصن ببعض قشور الارض يرى أخيه في النضال والقيم قد سقط شهيدا لم تنزلق قدماه فينطلق بارادة حرة مبصرة كالأسد الهصور يجري بين حمم الموت ولعلعات الرصاص لعله ينقذ من سبقه او يصل الى نقطة من الارض ابعد من سابقة

شيء لا تصدقه عقول البشر او تتخيله خيالات الناس يا الله .

تنقل هذه المشاهد على ضعف قاتل وعجز ماحق لاعلام الشرعية المرافق لبطولات وأساطير الفداء لافراد الجيش الوطني الا من ثلة مباركة لعين الحقيقة الذين يقتحمون الردى لينقلوا إلى العالم بعض الفداء وبعض الوجع بمجهودهم الشخصي وحبهم لليمن .

فكيف اذ كان لهذا الجيش إعلام محترف ينقل كل الحقيقة وكامل الصورة وعين البطولة كما هي كم كانت ستتسمر إبصار العالم أمام تلك المشاهد الأسطورية والفداء الضخم الذي عجزت البشرية ان تأتي بمثله الا في هذه البقعة المباركة من الارض وبهؤلاء الاطهار من البشر .

أما عندما تلتحم هذه العظمة بقيادة شجاعة مخلصة هنا يكتمل النصر وتتحق اعلى مستويات الإنجاز ورد في الأثر ( لصوت ابي طلحة في الجيش أفضل من الف رحل ). شاهد الجميع ذلك عند سماع صوت ( ابو منير ) في اجهزة الاتصال وهو يثبت المقاتلين كيف احيا فيهم روح الفداء وخلق فيهم إرادة القتال فثبتت الصفوف المنهارة وتجمعت القوى المشتته وعاد الجميع الكرة وانقذ الموقف ببضع عبارات الثبات وذلك ليس لانه قال شيء جديد او كلام خارق كلا

بل لان المتحدث مقاتل صلب ومجاهد مخلص وقائد محنك خبرته ساحات المعارك وشهدت على صدقه صحراء الجدعان وجبال صرواح وأحراش البيضاء وكل بقعة تنمر فيها العدو فعززها ( ابو منير ) بنفسه وببضع عشرات من الخلص هذا الذي عرفته ساحات الفداء فهتزت لصوته الجبال وتجاوبت مع ندائه ذرات الرمال واعادت نبرات كلماته الثقة للجنود بعظمة القائد .

نقولها صراحة وبدون مواربة لا تاثير كبير للخيانات في صفوف الجيش الوطني .

الساحقة الماحقة تأتي من ضعف بعض القيادات وعدمية إدارة المعركة عند البعض وسوء الاختيار احيانا للبعض . وكانت بعض الإخفاقات والانتكاسات نتيجة حتمية لسوء تقدير من بعض القيادات السابقة الذين عملوا بحسن نية او بغباء على خلخلة الثقة بين التحالف والجيش الوطني وأصروا على تغير قيادات المناطق العسكرية الثلاث ( الثالثة والسادسة والسابعة ) في الفترة السابقة وكان لضعفهم ولسوء تقديرهم وطمع البعض منهم وطموحهم الكبير جدا عن قدراتهم وإمكانياتهم العقلية والقيادية ما دفعهم لترتيب وضع الجيش الوطني بالكثير من الغباء وسوء التقدير رغم إخلاص البعض منهم لكن حضوض النفس وجائحة الطموح الكاذب لديهم كانت أقوى

حفظ الله القائد الفذ ابو منير وكل رفاقه الإشاوس الذين صنعو الانتصارات العظيمة انطلاقا من المجمع في مارب حتى مشارف ارحب

ومن الرويك حتى حدود الجوف سفيان ومن شبوة وبيحان حتى أطراف البيضاء .

لليمن المجد وللشهداء الخلود وللجرحى الميامين الشفاء وللاحرار في سجون البغاة الحرية والسلامة ...