إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
أستغرب على بعض الناشطين والناشطات والمنظمات الحقوقية التي لا تتذكر حقوق الحيوانات وضرورة الرفق بها وحمايتها إلا مع حلول عيد الأضحى المبارك وذبح المسلمون أضاحيهم في هذا الوقت من العام، رغم أن المسلمين يقومون بتلك الشعيرة بغرض التعبد والأكل وتقديمها للفقراء والمحتاجين أيضا، وكل ذلك ضمن شروط وضوابط شرعية عند الذبح، قد يُحرم منها الكثير من البشر عند إعدامهم ناهيك عن الحيوانات، كشحذ السكين وتسريع عملية الذبح تفادياً لتعذيب الأضحية، وعدم ذبحها أمام بهيمة أخرى حتى لا نخيفها، وأيضا تجنب ما يزيد من آلام الأضحية أثناء الذبح مثل كسر العنق او سلخ الجلد أو تقطيع شيئاً من أعضائها قبل التأكد من موتها.
ورغم أن مشكلة أصحاب تلك الدعوات الموسمية ليست في ذبح وقتل تلك الحيوانات بقدر ما هي في الشعائر الإسلامية والتزام المسلمين بها، إلا أنهم لا يُظهروا ذلك صراحة ويتخفون خلف شعارات ودعوات مفضوحة، بدليل أن مطاعم كنتاكي وماكدونالدز وبيتزاهت وغيرها من المطاعم العالمية تذبح يوميا، وليس موسميا، ملايين الأبقار والدجاج بمختلف وسائل القتل، دون أن نسمع لهم صوتا أو حتى نحنحة.
هذا إذا تحدثنا عن ذبح الحيوانات لأجل الغذاء وإطعام البشر، أما إذا تطرقنا إلى قتلها والتنكيل بها لأسباب عبثية وهمجية، فسنجد ذبح الأضاحي لا شيء مقارنة بالمجازر البشعة التي تتعرض لها بعض الحيوانات في مهرجانات واحتفالات لا تتوقف على مدار العام بهدف إمتاع المشاهدين وإشباع رغبتهم في القتل وسفك الدماء، كمصارعة الثيران وتعذيبها بالسيوف في اسبانيا أو ذبح الدلافين بالسكاكين في الدنمارك أو تمزيق الماعز بالأيدي في النيبال، إضافة إلى ما شهده العالم مؤخرا من قتل وإهلاك جماعي لأصناف من الحيوانات لأسباب تافهة وغير مبررة، كإعدام مليوني قطة وقتل عشرات الآلاف من الإبل والخيول في استراليا، وأيضا قتل أكثر من عشرة آلاف طائر ببغاء في دولة أخرى بسبب أصواتها المزعجة فقط!
وكل ما ذكرناه آنفاً في كفة وما تناقلته وسائل الإعلام قبل عامين عن جرائم شركات الأزياء العالمية بحق الحيوانات ذات الفراء الطبيعي في كفة أخرى.
فقد كشف تحقيق تلفزيوني مصور عُرض قبل عامين على إحدى القنوات الأجنبية عن قيام كُبرى شركات الأزياء في العالم بإنفاق أموال طائلة سنويا لإهلاك ملايين الحيوانات ذات الفراء، كالثعالب والدببة القطبية وبعض أنواع القوارض، عن طريق تغيير جيناتها وراثيا بتعديل فروتها لتصبح أكبر حجما وأكثر سماكة بهدف استغلالها تجاريا في صناعة المعاطف والقبعات والأوشحة وغيرها من منتجات الفرو الطبيعي التي غالبا ما تستهوي النساء في أنحاء متفرقة من العالم.
ونشر التحقيق صوراً صادمة لنوع من الثعالب في إحدى مزارع الفراء في فنلندا يقوم أطباء ومختصون بوضعها منذ ولادتها في أقفاص حديدية ضيقة، وبعد أن تنمو وتكبر ضمن درجة حرارة ونظام غذائي مُعين يتم سلخ جلدها وهي حية كي لا يفقد الفرو حيويته ونضارته، ثم يتم قتلها بعد ذلك بكسر أعناقها أو خنقها بالغاز للتخلص من أجسادها.
والمؤسف أن عذاب هذا الثعلب طيلة فترة نموه بداخل هذا القفص تكون أشد كثيراً من عملية قتله وخنقه، وذلك بسبب فروه جلده المتضخمة التي تشل قدرته على الحركة وتصيب جسمه بحرارة داخلية شديدة بالإضافة إلى العديد من الأمراض والتقرحات نتيجة العبث بجيناته وتزايد وزنه بهذا الشكل المذهل، حتى أنه يصل في بعض الحالات إلى أكثر من 19 كيلوغرام رغم أن وزنه الحقيقي في البرية لا يتعدى 3.5 كيلو غرام فقط، علما بأن المعطف الواحد يحتاج تصنيعه إلى إهلاك وقتل من عشرة إلى عشرين ثعلب كامل النمو حتى يصبح جاهزا للارتداء!
ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى أن جمهورية فنلندا لوحدها قد أعدمت أكثر من 1.8 مليون ثعلب خلال عام واحد فقط لأجل فرائها، حسب بعض التقارير الاقتصادية، والتي صنفتها كأكبر بلد منتج للفراء على مستوى أوروبا، ولا يتفوق عليها عالمياً إلا الصين.
وطبعا ليست الثعالب فقط من يتم سومها سوء العذاب وسلخ جلدها حية لانتزاع فراءها الجميل واستغلاله في عالم الملبوسات والموضة، أيضا الأرانب البرية لا تقل معاناتها عن معاناة تلك الثعالب في مزارع فنلندا إن لم تكن أكثر.
فقد نشرت صحيفة الديلي ميل صوراً ومشاهد قاسية من إحدى ورش إنتاج الفراء في الصين، يتم فيها تمديد الأرانب البرية وشدها بقوة، لتكون جبهة الأرنب وساقيه مربوطة بإحكام وأدوات التقطيع الحادة أمامه وهو يحاول جاهداً الهرب، قبل أن يبدأ العامل بقلع فراءه وهو حي، ثم تركه ينزف في قفصه، وصراخه يملأ المكان.
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية فان الصين تحتضن عشرات الآلاف من تلك الورش أو المصانع الإنتاجية، يتم فيها الاحتفاظ بتلك الأرانب لفترات طويلة قد تصل إلى خمس سنوات بهدف انتزاع فرائها كل شهرين إلى ثلاثة أشهر بنفس الطريقة أنفة الذكر، ثم تُرمى بعدها داخل أقفاص ضيقة لا تستطيع الوقوف فيها وتترك لتستعيد صحتها وينمو فروها مجدداً ليعاود العمال سلخه مرة ثانية وثالثة ورابعة و ...إلخ، حتى يصبح الأرنب غير صالح لأخذ الفرو منه، فتبدأ بعدها عميلة انتزاع أذنيه وضربه على رأسه بآلة حادة للإطاحة به بشكل سريع، وكل ذلك بدافع بيع الفراء إلى بريطانيا وأمريكا وروسيا وغيرها من البلدان.
وبالرغم من كل تلك الوحشية والانتهاك الصارخ الذي تتعرض له تلك الحيوانات الضعيفة، إلا أنك لا تسمع أحداً يتحدث عنها إلا ما ندر، وتختفي أغلب الأصوات المعنية بشؤون الحيوان وتغض طرفها عن كل ما تقوم به شركات الأزياء العالمية طوال العام، ولا تظهر لنا مُجددا وتُعاود نشاطها إلا مع قدوم عيد الأضحى لتلقي على مسامعنا اسطوانتها المشروخة وإنسانيتها الموقوتة، والتي - كما يبدو- تذوب تماما أمام سخاء هذه الشركات العملاقة ودعمها للعديد من تلك المنظمات والهيئات وشراء صمتها بالكامل، بل وصل الأمر ببعض تلك الشركات إلى إنشاء منظمات حقوقية خاصة بها وتمويلها بالكامل، وتركها للدفاع عن الأضاحي وتلك الحيوانات التي لا فراء لها يُلبس .. والله يستر!