كومبارس.. محور الممانعة في مسرحية الانتخابات الرئاسية
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الجمعة 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 06:17 م
 

انعقدت جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب خلف للرئيس السابق ميشال عون والنتيجة “صفر” مسؤولية، وبات يوم الخميس موعداَ تلعب فيه بعض القوى دور “الكومبارس” في مسرحية هزلية، لم تعد تنطلي على الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة، الرازح تحت الضائقة الاقتصادية وانعدام ادنى مقومات الحياة، التي اهدرت في عهد اطلق عليه تسمية “العهد القوي”.

انتهى عهد

“جهنم” لكن مفاعيله مازالت مستمرة وان غابت بيانات المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري لان وريث العهد مازال مستمراً في شيطنة الفريق السيادي واتهامه بعرقلة مسيرة “اصلاح” وهمية و”تغيير” غير وجه لبنان ووضعه بمصافي مجاهل دول مصنفة في ادنى درجات النمو والفقر…

اما السيادة بقيت في مضمون الدستور تبحث عن رجالاتها لتفرض هيبتها على الجغرافية اللبنانية وفق مصادر عاصرت العديد من رؤساء الجمهورية منذ بداية الحرب الاهلية. تتحدث هذه المصادر عن بلد رهينة شهوات سلطوية لبعض من حالفهم الحظ بزعامة جعلتهم يتربعون على كرسي زعامة المسيحيين والناطقين باسمها وفي مقدمهم الوزير السابق جبران باسيل الذي قدم الهدايا ل”حزب الله” باسم هذه الزعامة ومن حساب تاريخ المسيحيين في لبنان ومازال يحاول احتكار هذا التمثيل الذي ضمر في الانتخابات النيابية الاخيرة ولولا الاوزان التي أضافها “حزب الله” و”حركة امل” باعتراف العديد من الشخصيات الموالية لهذا المحور لكانت كتلته توازي “تكتل اللقاء التشاوري” الذي سقطت ورقته مشكلة نكسة لهذا المحور حين كان يرفعها بوجه الطائفة السنية . البعض يعتبر وفق المصدر ان الوزير باسيل بات متحرراَ من الطاعة لحارة حريك وهو امر شبه مستحيل لان الابواب موصدة بوجه الاخير ان على الصعيد الداخلي “بعدما لم يترك له صاحب” وخارجياً عندما طرق ابواب قطر وفرنسا حيث عاد خال الوفاض ..

وانطلاقاَ من هذه المعطيات لا يمكن لباسيل الخروج من دائرة “حارة حريك” وما يجري خلال جلسات مجلس النواب هو مجرد “لعب في الوقت الضائع” ولن يسمح “حزب الله” بانتخاب رئيس لا يؤتمن له في موضوع “المقاومة” وسلاحها في الوقت الذي تعيش فيه الساحة الايرانية حالة انهيار لمشروع الخميني الذي صمد 40 عاماَ يضاف اليها الضغوط الاقتصادية والعقوبات على شخصيات مؤثرة فيها وهي اليوم تعيش هاجس التقارير والتسريبات لما تقوم به أجهزتها الامنية تجاه المتظاهرين من اغتصاب وتعذيب وقتل في ظل فشلها في المناطق التي استوطنتها عسكريا .

انطلاقاً مما أورده المصدر سينعقد مجلس النواب اللبناني يوم الخميس بشكل دوري ولن يتصاعد الدخان الاسود من “مدخنته” لانه محكوم بانتظار جلاء المشهد الخارجي المشتعل، في اوكرانيا واليمن التي عادت السخونة اليها والشمال السوري الذي ينتظر ترسيم حدوده من الراعي التركي، والوجود الايراني في مناطق النظام حيث يعيش هاجس الغارات الاسرائيلية الدورية التي تدمر أسلحته الذكية، رغم التسريبات التي تحدثت عن تمكنه من نقل البعض منها الى الحدود اللبنانية السورية تمهيداً لادخالها الى مناطق نفوذ “حزب الله” وهذا الامر يطرح تساؤلات عديدة حول مغزى ادخالها وان كانت ستكون الورقة الاخيرة في حال فشله في إبقاء مفاتيح ابواب بعبدا تحت سيطرته.