حظور مضطرب ودفاع هزيل .. عبدالملك الحوثي يستميت مدافعا عن إيران ومشروعها النووي
أسعار الذهب تشتعل وسط التوتر في الشرق الأوسط
الهلال السعودي يحرج ريال مدريد في بداية عصر ألونسو بمونديال الأندية
ريال مدريد يعلن نقل مبابي للمستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء
ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة ''جي بي يو-57'' القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟
طارق صالح يزور جزر بالبحر الأحمر ويشيد بجاهزية القوات البحرية
تحذير خطير جدا من الأطباء قد يهدد حياتك.. ماذا يحدث عند الاستحمام بالماء ساخن؟
تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
ليفربول يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري بمواجهة بورنموث
الضرب في طهران والرعب عند الحوثيين بالحديدة.. تفاصيل اجتماع سري للتحشيد ''انتصاراً لإيران''
تصريح مكتب رئيس الحكومة بن بريك لتبرير تأخر عودته إلى عدن ..
اختلفتُ مع رئيس الوزراء بن بريك منذ أن كان وزيرًا للمالية، وهو المنصب الذي لا يزال يحتفظ به حتى اليوم، خاصة فيما يتعلق بملف استحقاقات الجيش، والجرحى، وأسر الشهداء.
لكن ما استوقفني مؤخرًا هو تصريح "مصدر حكومي" يبرر تأخر عودة رئيس الحكومة إلى عدن، بحجة أنه يجري ترتيبات مع الأشقاء لمعالجة ملفات الكهرباء، والمرتبات، وانهيار العملة.
هذا التصريح أعاد إلى ذاكرتي سلسلة من التصريحات المماثلة أدلى بها رؤساء الحكومة السابقون:
بحاح، بن دغر، معين، والآن بن بريك.
كلهم تحدثوا عن “ترتيبات” تجري مع الأشقاء... وكلهم عادوا بخُفيّ حنين، وخرجوا من المشهد محمّلين بفشل مدوٍّ في ملفات الخدمات الأساسية.
عندما تم تحرير عدن، وطُلب من خالد بحاح العودة، أجاب بأن تأخره يعود لترتيبات مع الأشقاء متعلقة بمطالب الشعب.
ثم جاء أحمد عبيد بن دغر، وكرّر ذات المبررات. هدد بالاستقالة ذات يوم، ظنًا منه أن ذلك سيحل أزمة انهيار العملة.
معين عبدالملك لم يكن أفضل حالًا. تحدث مطولًا عن التفاهمات مع الأشقاء، وأطلق وعودًا حول الكهرباء والمرتبات وسعر الصرف، لكنها لم تكن سوى صدى لصدى.
ومع كل رئيس، كان المواطن يعود إلى ذات النتيجة: لا كهرباء، لا رواتب، ولا استقرار اقتصادي.
الواقع يتدهور، والمعاناة تتسع، والشارع يغلي، والمستفيد الوحيد: الميليشيات وزمرة الفساد.
رغم تغير الوجوه في رئاسة الحكومة، ظل بن بريك عنصرًا ثابتًا في المشهد، يحتفظ بمنصب وزير المالية، ويُدرك جيدًا أن ما يجري من وعود وتفاهمات لا يتجاوز كونه “حبة بندول” تُعطى لمريض يعاني من ورمٍ عميق.
فشل بحاح رغم كل التنازلات التي قدّمها، وفشل بن دغر رغم حنكته السياسية، وفشل معين رغم انضباطه الإداري، وكلهم وقعوا في فخ الاتكال على تفاهمات لم تكن يومًا لصالح الشعب، بل لحسابات الخارج.
وها نحن اليوم أمام رئيس حكومة جديد، هو الأضعف حتى الآن، محاصر بأدوات الفشل ذاتها، مفتقد لأبسط مقومات الاستقلالية، لا في القرار السياسي، ولا في إدارة الملفات الحيوية.
ومع ذلك، فإن في المشهد فرصة وحيدة، وإن كانت ضئيلة:
إذا استطاع الدكتور بن بريك أن يتجرد من حساباته السياسية، ويتجه بكل وضوح نحو الشعب، ويحتضن مطالب الجماهير الغاضبة التي خرجت إلى الشارع، فربما يتمكن من انتزاع ما عجز عنه من سبقوه.
على رئيس الحكومة أن يتحول من وسيط للتفاهم مع التحالف، إلى مفوض شعبي يقاتل من أجل حقوق الناس.
فالمظاهرات، والاحتجاجات، والغضب الشعبي، هي ورقته الوحيدة إن أراد أن يحقق إنجازًا حقيقيًا.
أما إن ظل يمضي على ذات الطريق، فالفشل ليس فقط نتيجة طبيعية، بل سيكون جزءًا من خريطة طريق مكتوبة مسبقًا.
إن لم يكن بمقدور رئيس الحكومة أن يختار الانحياز للشعب، فليختر الانسحاب المبكر بشرف،
قبل أن يُفرض عليه الرحيل بهوان.
فمن لا يملك شجاعة القرار، لا يستحق شرف الموقع.