«هنا اليمن... لا يُستعبد مرتين»
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: 4 أسابيع و 5 ساعات
الأحد 12 أكتوبر-تشرين الأول 2025 04:44 م
 

سلامٌ على الأحرار...

سلامٌ على أرواح الشهداء الذين دافعوا عن صنعاء،

وسلامٌ على الرجال القابضين على الزناد في خنادق العزة،

سلامٌ على الصادقين العاملين في صمت، يصوغون من العرق مجدًا، ومن الجراح وطنًا،

سلامٌ على الرجال الذين نحتوا أسماءهم على صفحات التاريخ بمداد الدم والكرامة.

سلامٌ على من رفضوا الإمامة،

وتوشّحوا ثوب الحرية،

وداسوا على كل أشكال العبودية —

عبودية الطائفة، وعبودية الوهم الذي يُسمّى "المشاريع الكبرى": الإبراهيمي، والأبراج الزجاجية،

عبودية الامتثال لعواصم تتقاسم خرائطنا، وتشتري ذممنا بالمنح والمكرمات.

سلامٌ على من قالوا: لا لعبودية إيران،

ولا لهيمنة أبوظبي،

ولا لوصاية الدوحة،

ولا لدهاء مسقط،

ولا لتوجيه الرياض.

سلامٌ على من أدركوا أن الحرية لا تُمنح من الخارج،

بل تُنتزع بقبضةٍ تكتب في الهواء: "هنا اليمن... لا يُستعبد مرتين."

ثم نقولها بيقينٍ يشبه النصر:

سلامٌ على صنّاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر،

وعلى رجال الرابع عشر من أكتوبر الذين رووا الجنوب بدمائهم الطاهرة،

وسلامٌ على صانع التصحيح، الشهيد إبراهيم الحمدي،

الذي أراد أن يجعل من الدولة ضميرًا لا مزرعة، ومن الوطن كرامةً لا صفقة.

أما من قبِل عبودية العواصم،

فلا يملك حقَّ الحديث عن الأحرار،

ولا أن يذكر تاريخ الشرفاء الذين صنعوا المجد بدمائهم،

لأن من باع قراره لا يكتب التاريخ... بل يُمحى منه.

أيها اليمنيّ الحر،

لا ترفع رأسك نحو عواصمٍ تستعبدك،

ولا تنتظر نصرًا من يدٍ تقيّدك.

انظر إلى دماء الشهداء، فهي البوصلة،

وإلى جبهات الرجال، فهي الطريق.

لقد آن أوان الخلاص...

آن أن تعود الجمهورية اليمنية بوجهها الحرّ النقي،

وأن تُطوى صفحة العبيد الذين باعوا الوطن في مزادات العواصم.

فمن لم يتعلّم من التاريخ...

سيكتبه بدمه.

تحيا الجمهورية اليمنية... النصر للأحرار... التحرير قادم يا صنعاء، بإذن الله، فترقّبي!