خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
تمنيت لو أن العام الرابع عشر تحتفل به «الجزيرة» وسط كل نجوم شاشتها، كثير منهم حاضرون هناك، لكن ليس كلهم. من تشاهده على «الجزيرة»، خصوصا من مقدميها ومقدمي برامجها الرئيسيين، لا تفكر أن له مكانا آخر غير «الجزيرة».
هي علاقة وكيمياء خاصة تنشأ بين مشاهدي القناة ووجوهها. بين «الجزيرة» ومن تركها روابط كثيرة، وذكرى عمل وأيام وصداقات وأشخاص... ومشاهدون تعلقوا بهم واحترموهم.
هل هنا من يذكر حافظ المرازي ويسري فودة اليوم؟ هؤلاء تركوا «الجزيرة» من فترة، وغيرهم من صحفيي ومنتجي غرفة الأخبار. دائما ما كان اسم المؤسسة اكبر من أبناءها... يغادر الكثيرون البي بي سي ويعودوا. من قال إن المغادرة قطيعة مع القناة؟ من منا لا ينتظر طلة المرازي أو فودة على شاشة «الجزيرة»؟
تركت «الجزيرة» أبناءها او تركوها – مع قناعتي أن احداً لا يترك «الجزيرة» إلا مرغما على تركها– المهم في الأمر أن مشاهدي القناة لم يعتادوهم بعيدًا عن شاشتها... فما إلى اتفاق وعودة من سبيل، ولو من أجل المشاهد؟
تجديد ام تغيير؟
تدخل القناة عامها الرابع عشر بحلة جديدة. عوّدت «الجزيرة» مشاهديها على أن التغيير على بساطته، يأتي على هوى القائمين عليها أولاً، وربما تبعا لاحتياجات ورغبات المشاهد ثانيا، او ربما ثالثا.
تظهر «الجزيرة» اليوم بشكل جديد، غرافيك جديد على الشاشة، استوديوهات وغرفة أخبار جديدة. يذكر مشاهدو القناة أنها غيّرت بشكل كامل شكل الغرافيك على شاشتها وشكل الاستوديوهات وغرفة الأخبار في ذكرى سابقة لانطلاقة القناة، ربما كانت العاشرة... ربما يكون التغيير مبهرا في لحظاته الأولى، لكنك ما تلبث أن تدرك أن بالتغيير قصور هنا او هناك، ما يستدعي بعضا من المراجعة والتعديل، لكن الخيار الأخير غير مطروح في القناة، خصوصا إن كان بناء على رغبة الجماهير.
هل سمعتم أن القناة تسمع من احد مقترحا، أو تعليقا على شكل التغييرات التي تقوم بها؟ هل استمعت القناة أو استشارت أحداً من مشاهدي برامجها، وقت ألغت الجرعة الثقافية كاملة من القناة؟ هل تعطي القناة النافذة لجمهورها للتعبير عن رأيه في التغيير الذي سيدخل على شاشتها في الأيام القادمة؟ نأمل!
ليس التغيير الدائم والمستمر هو المهم، لكن الأهم أن يكون التغيير مناسبا للقناة ومرضيًا لجمهورها. هل كانت المرحلة السابقة تتطلب إلغاء برامج ثقافية ونسائية ومد الحصاد لساعتين، والمرحلة المقبلة في قادم الأيام أصبحت تتطلب العكس؟ من كان القائم على التغيير الكبير وقتها؟ هل أن مجلس إدارة القناة وهو يتضمن بين عضويته، روائية وأستاذة أدب، ارتأى إعادة الثقافة إلى سابق عهدها مجددا؟
أراني أُلح كثيرا على الموضوع، لكن مرة أخيرة هل هنا من يذكر مسارات، الكتاب خير جليس في الزمان، للنساء فقط، زينة، المشهد الثقافي وأوراق ثقافية؟
مطبخ أخبار بنكهات جديدة؟
تدخل «الجزيرة» عاما جديدا، بحلة جديدة لم نرها بعد. لكن هل تدخل بنمط جديد لتناول الخبر وعرضه يختلف عن التقليدي الذي ساد القناة وجعلها ملجأً للكثيرين في وقت الأخبار العاجلة وفقط؟ تدرك «الجزيرة» أنها الأولى وستظل بلا منافس لفترة طويلة قادمة، لن يتخطاها احد؛ لكن هل يعطيها ذلك الحق في الركون إلى السكون والرضا بواقع حال تقليديتها وتقليدية الإعلام العربي إلا من تغييرات شكليّة؟
وقت أن انطلقت «الجزيرة الانجليزية»، قلنا ان طفرة ستصيب القناة الشقيقة على مستوى تقديم الأخبار ومعالجتها، وعلى مستوى التركيز على التحليلات وعرض الخبر ووضعه في سياقه وعرض خلفياته... ما كان من القناة الا مستوى - وقد يراني البعض مجحفاً - متدنٍ عما كان متوقعا أن نشهده!
تتخيلون ان مبتكر تصميم غرفة الاخبار الحالية، السابقة بعد أيام، والتي أقامت «الجزيرة» لها مبنى جديد – والتي أيضا تتغير الآن بعد سنوات قليلة جدا على إنشائها– فاته أن يضيف لها فيديو وول، او شاشة واسعة بعرض حائط، كتلك التي تستعملها «الجزيرة الانجليزية» بشكل رئيسي في نشراتها؟ والقناة تنوي الآن في تصميم غرفة الأخبار الجديد أن تضيف الفيديو وول! من المسئول عن هذه العشوائية في التخطيط والتدبير؟ أم انه التغيير والسلام...؟
خريطة برامجية جديدة
يتحدثون عن دورة برامجية جديدة ضمن حلة القناة المستحدثة. وبشرى لكم، استطلعت القناة، عبر هيئة وسيطة، وبَنَت على استطلاعات موجودة سلفا، أولويات برامج تلك الخريطة المزمعة.
جاء أولاً «الإتجاه المعاكس». بالـتأكيد، ووجدت القناة أن نسبة مشاهدة البرنامج الذي يناقش القضايا الدولية والإقليمية في القناة، «أكثر من رأي»، الأقل مشاهدة... فصدر بحقه قرار إلغاء، ولا نعلم عن مصير سامي حداد شيئا!
لكن هناك بشرى سارة أيضا، فالقناة يبدو انها ستعوّض برنامج حدّاد، ببرنامجين آخرين، يركّزان على التحليل والأخبار الجارية، أحدهما لعلي الظفيري... نهج محمود، سير على طريق «ما وراء الخبر»؟ هذا امر جيد. عالم اليوم، ابرز ما يحتاجه مشاهده، جرعات التحليل والتناول الدقيق لأحداث متشابكة متراكبة، يؤثر كلها في الآخر.
عكس الإتجاه
على ذكر البرامج والاستطلاعات والمشاهدة: يلح علي سؤال دائما، متى تسير «الجزيرة» عكس الاتجاه وتلغي «الاتجاه المعاكس»؟ اكثر من عشر سنوات من التجربة الجديدة على المشاهد العربي، خبِر المشاهد هذه النوعية من البرامج، وملّها كثيرون. ساعة محشوة بجعجة، ولا طحين. مثلها مثل حلقات المصارعة التي يدمنها العديدون على شاشات الفضائيات؛ عنف وضرب وسلوكيات همجية ولا فائدة منها إلا أطفال مقلّدون في الشوارع والمدارس، وكبار أسرع ما يصل إلى أدمغتهم من حلول، تحريك أيديهم بالضرب. متى الارتقاء بنوعية ما يقدم للناس من برامج، كي تصل الوسيلة الإعلامية لهدفها المنشود في تفهيم الناس وتوعيتهم وليس فتح حلبات مصارعة كلامية أمامهم كل أسبوع!
هل أن نسبة مشاهدة مرتفعة للبرنامج، مبرر للإبقاء عليه والإحتفاء به، وان نسبة مشاهدة برامج ثقافية رصينة مثلا كانت اقل منه، مبرر لإلغائها جميعا؟ كيف السبيل الى فهم تلك العقلية؟ ماذا لو ان الجزيرة كانت تقدم إعلانات كباقي الفضائيات... لكنّا رأينا من عينة ذلك الكثير؟ من جهة أخرى، ما الذي تدلل عليه تلك النسب، التي حظيها البرنامج، بالنسبة لمزاجيات المشاهدين وأذواقهم؟
ما رأيكم لو تستطلعوا الآراء في وقف البرنامج، كي لا يضار واحد من محبيه؟
كل عام و«الجزيرة» بخير...
عام جديد تدخله القناة، ندعوها فيه إلى فتح الباب لمن غادروها والبحث عن تلاق يعيد إلى الشاشة ألقها المعهود. ندعوها إلى فتح آفاق أرحب أمام مشاركات المشاهدين وآراءهم في القناة قبل الأخبار. ندعوها إلى نهج طريقة جديدة في تناول الخبر وتحليله.
عام جديد، لا ندري بنهايته، هل تكون الجزيرة قد فقدت مزيدا من وجوهها المميزة لصالح وجوه جديدة، لا يبرر وجودها التخلي عن الخبرات – ولو بدعوى ضخ دماء جديدة في جسد القناة– أم عودة لمن افتُقدوا خلال الفترة الماضية.
عام جديد نتمنى أن لا تكون القناة فيه... باهتة، وان جذبت ألوانها الأعين.