خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
يكتنف الغموض ابعاد الحرب التي يخوضها الحوثيون في اليمن اليوم ، وأسباب انزلاقهم الى مواجهة مع السعودية ،كما تكثر حولهم التساؤلات فيما اذا كانوا قد تحولوا الى وقود في حروب اقليمية لن يجنوا من ورائها سوى تدمير بلدهم الذي يعاني من خطر الإنقسام مجدداً بين الشمال والجنوب ، وسوى زيادة حدة الأزمة الإقتصادية التي تعصف باليمن بشكل كبير وخطير .والمعلوم ان الحوثيين هم من اتباع المذهب الزيدي الذي يعود إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ( 80-122هـ/698-740م ) ، وقد قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك بعد ان دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ .
وانتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقاً وامتدت إلى الحجاز ومصر غرباً وتركزت في أرض اليمن . واستطاعت الزيدية في اليمن استرداد السلطة من الأتراك إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر/ايلول عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود ولكن لا زال اليمن معقل الزيود ومركز ثقلهم .
ومعظم أتباع المذهب الزيدي موجودين حالياً في اليمن ويمثلون نحو 50 % تقريباً من سكان اليمن الشمالي و 30 % من اليمن الموحد . واغلب الزيود ينتمون لقبائل همدان وخولان وبعض قبائل مذحج الشماليـّة . ويشار تعبير الزيود على أساس مجموعة بشرية وليس مذهب في اليمن، ويعيش أغلب الزيود في مرتفعات اليمن وعلى ارتفاع ألف وستمائة إلى ألفين وثمانمائة متر فوق سطح البحر..
وظهرت الحوثية في نهاية التسعينيات بقيادة "حسين بدرالدين الحوثي" الذي أنشأ تنظيم الشباب المؤمن في عام 1997 بعد أن انشق عن حزب الحق الذي كان من القيادات البارزة فيه، وكان "الحوثي" عضوًا سابقًا في مجلس النواب بعد فوزه في انتخابات عام 1993، وعلى الرغم من أن والده كان من أبرز المرجعيات الشيعية للمذهب الزيدي في اليمن - وهو أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة - فإن حركته تمثل خروجًا عن المذهب الزيدي الذي يتبعه نحو 30% من سكان البلاد. وقد ظلت تلك الحركة سنوات طويلة حركة ثقافية فكرية دعوية بعيدة عن السياسة، بل إنها تلقت دعماً من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في سعيه لمواجهة النفوذ الديني لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، إلا أنه بدءًا من عام 2002 بدأت الحركة تتجه إلى السياسة، وتأخذ خط المعارضة ضد الحكومة بحجة اتهامها بالتعاون مع الولايات المتحدة في الحملة الدولية ضد الإرهاب التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ومن هنا بدأت أولى مراحل الصراع بين الحوثيين والسلطة في عام 2004، فعلى مدى الأشهر الثلاثة الممتدة من يونيو / حزيران حتى أغسطس/ اب من ذلك العام، دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني وقوات "الحوثي"، وأشارت التحليلات إلى أن مسرح المواجهة كان يتميز بالصعوبة الشديدة بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة، وكانت معاناة القوات الحكومية كبيرة؛ لأنها كانت تواجه مسلحين يحتمون بالجبال، إضافة إلى معرفتهم التامة بالأرض وتمتعهم بدعم السكان المحليين، وقد بلغ عدد القتلى زهاء 1000 قتيل كان من بينهم "حسين بدرالدين الحوثي" نفسه ولم يكد يمر عام إلا واندلعت مرحلة ثانية من المواجهات بين الطرفين عام 2005،ومن ثم عام 2007 ، ومن ثم عام 2008 عقب انفجار استهدف الشيعة في أحد مساجد صعدة أدى إلى مقتل 15 وجرح 55 من المصلين، لتبدأ المواجهة بين الطرفين في الثاني عشر من الشهر ذاته، وتستمر حتى السابع عشر من يونيو/ حزيران من ذات العام بإعلان الرئيس اليمني وقف العمليات القتالية. وتجددت المواجهات في يونيو/ حزيران 2009، لتنفجر الأوضاع بجولة جديدة من الصراع في الحادي عشر من أغسطس/ اب من العام نفسه (2009)، وتستمر إلى اليوم. وفيما عدا الجولة الجديدة التي لا زالت مستمرة كان المراقبون ينظرون الى تصاعد المواجهات بين الحوثيين والسلطة على انها تهدف الى تحقيق الغايات التالية :
1– اسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح لأنه قام بواسطة انقلاب عسكري بعيد كل البعد عن معتقدات الحوثيين الداعية الى اقامة نظام الأمامة وفق الفقه الزيدي .
2– منع الأميركيين بعد احداث 11 ايلول 2002 من السيطرة على اليمن وإستغلال طاقاته النفطية .
3– ايجاد حلول للأزمة الأقتصادية المتفاقمة في البلاد حيث كشف العديد من التقارير عن أن نحو 35% من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعيشون في حالات من الفقر والتدهور، وتزايدت الأوضاع سوءًا مع الأزمة الاقتصادية العالمية، التي كانت من أبرز تداعياتها ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 60% في عام 2007-2008، ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب لتصل إلى 16،6% خلال عام 2008.
4– احداث نوع من التنمية في مناطق الحوثيين الذين يتهمون الدولة بأنها اهملتهم ونشرت الفقر والحاجة في صفوفهم . ولكن بعد نشوب الأحداث الأخيرة بدءاً من حزيران / يونيو من العام الجاري بدا ان للصراع الدائر بين الحوثيين والسلطة ابعاد اخرى ذات خلفيات اقليمية حيث اخذت اصابع الأتهام تتجه الى ايران وتتساءل عن دورها في تسليح الحوثيين وفي تدريبهم ومدهم بالمال والأعتدة ، كما تتساءل عن الهدف من وراء دفع الحوثيين لأحتلال مناطق محاددة للسعودية .. ويرى المراقبون ان الهدف من وراء ذلك وضع السعودية ضمن فكي كماشة بحيث سعت طهران الى محاصرة السعودية عن طريق العراق عبر حلفائها العراقيين ، ومحاصرة السعودية عبر اليمن بواسطة الحوثيين ، ومحاصرة السعودية بحراً وذلك كله بهدف اعتراف الرياض بدور اقليمي اساسي لإيران في امن الخليج وإشراكها في ادارة كل الملفات الإقليمية . وإذا ما تكشفت في المستقبل القريب حقيقة هذه النوايا فإن الحوثيين يكونون قد دفعوا ثمن هيمنة ايران على المنطقة دون أن يحققوا لأنفسهم أي مكسب سياسي او اقتصادي لأنهم يقاتلون بالوكالة وليس بالأصالة .. وإذا ما تمت تسوية ما فإن الإيراني هو الذي سيفاوض من وراء الستار ، وهو الذي سيقدر حجم المكاسب وكيفية انهاء هذه الأزمة .
*رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي