مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
في جوف الجحيم
ذات يوم طلبت (سهام) من ثورية أن تذهب صحبة إحدى الشابات لقضاء ليلة سهر مع زبونين بدعوى أن الشابة المصرية كانت مريضة للغاية، وعليها أن تحل محلها الليلة، لم تجد ثورية مفرا أمام محاصرة (سهام) لها، فقبلت بالذهاب على مضض، بشروط حددتها سهام في ألا تتحدث مع الزبون في أية تفاصيل أخرى، إلا أن صاحبتنا فوجئت بعالم آخر تحت جناح ليل بهيم، وسط حشد من الجميلات وثلة من الرجال في شكل يوحي بما يشبه الليالي (الهارونية) لكن جمال ثورية سبب لها متاعب لا حصر لها تلك الليلة حيث ضاجعها ثلاثة رجال دفعة واحدة في مشهد وصفته بالوحشي والدموع تنهمر من عينها، مرددة عبارة مبهمة وكأنها أصبحت تهذي بكلام لا يشبه الكلام، وعند عودتها إلى البيت عانقتها سهام وكأنها تعزيها في عفتها وكرامتها معللة ذلك بأن الحياة صعبة وأن بلاد الغربة تحتاج إلى صبر أيوب لأجل العيش بها، وفي الختام ناولتها 5000 درهم، تكرر نفس الطلب في الغد لأن الشابة المصرية اشتد بها المرض، وهكذا أصبح دور البديلة يلاحق طمأنينة ثورية، إلا أن وجدت نفسها وسط وحل المتاجرة بجسدها، مع رجال لا يشبهون الرجال، يمارسون عليها الجنس من كل الجهات والمنافذ، أصبحت تجيد الرقص واللعب بالمؤخرة تبعا للزوم الشغل الجديد الذي لم يخطر ببالها يوما أن تصبح من محترفاته، تحول الذهب إلى جنس آخر ومعدن آخر يلعب فيه الجسد والهواجس المريضة دورا كبيرا، ومع توالي الأيام والشهور لم يظهر لصاحب الذهب أثر واكتشفت ثورية أنها كانت ضحية مؤامرة خسيسة بين سهام والعربي الذي أرسلها من المغرب مقابل 30.000 درهم، وأن المتاجرة في الذهب لم تكن إلا وسيلة لاستمالتها لهذا العالم الغريب والملوث بالرذيلة والعار. تألمت صاحبتنا كثيرا وأشفقت على نفسها من جراء ما كان يمارس عليها من اغتصاب واعتداءات جنسية يومية من قبل فحول ليسوا كالآدميين، منهم من كان يغتصبها ثلاث مرات متتالية كالوحش بأشكال غير طبيعية تجعلهم يتلذذون على صراخ الفتيات ويتفاخرون بهذا الفعل، يجتهدون في اختراع وضعيات غريبة لممارسة الجنس على الفتيات، هذه حياتهم، كلها خدمات تقدم على حساب الكرامة لأجل كمشة من ورق... جمعت ثورية حقائبها للعودة إلى المغرب لكنها رأت الوجه الآخر الذي كانت تخفيه (سهام) عنها، بأن هددتها بالبقاء والعيش كما العادة أو أن تخبر الشرطة بأمرها، وتبلغهم على أنها سرقت منها الذهب والأموال، الشيء الذي أصبح سيفا على رقبة ثورية وأعدلت عن السفر واستمرت على هذا الحال لما يزيد عن ثمانية أشهر يمارس عليها الجنس يوميا وكل مرة مع رجال من صنف، منهم رجال أعمال، شخصيات وازنة في هرم السلطة، أمراء وغيرهم من أباطرة البترودولار.
لم يعد من حقها أن تناقش أي شيء، يمارس عليها الجنس فقط وسهام هي التي تحاسب عن التعويضات وتحتفظ بها، أصبحت ثورية كالسجينة، ترضي نزوات جلادها دون إبداء أية ملاحظة، أحست وكأنها تذوب كالشمعة، كالثلج، ككل يوم، كما الملح تذوب، شدها الحنين إلى الوطن إلى الأم والولد، لم يخطر ببالها أن تصبح ذات يوم من بنات الليل، لقد غامرت من أجل لقمة عيش نظيفة وقطعت أميالا في سبيل العيش بأمان وبشرف لكن رياح سهام كانت تجري بما لا تشتهيه سفن ثورية.
وقفت ثورية أمام المرآة تنظر إلى حالتها التي بدأت تسوء يوما بعد يوم وقررت في النهاية أن تطرد الخوف من طريقها وأن تقاوم وساويسها التي كادت تخنقها، وفعلا تمكنت من وضع حد لهذه الحياة الملوثة، فقدمت نفسها لمركز الشرطة الذي فتح محضرا في الموضوع، لكن الحماية التي تتمتع بها (سهام) حالت دون متابعتها قضائيا واكتفت السلطات السعودية بترحيل ثورية إلى المغرب لتعود من حيث انطلقت خاوية الوفاض لا تلوي على شيء بما فيه 40.000 درهم التي كانت تنوي التجارة بها، رجعت تحمل بين ظلوعها أياما سوداء حالكة وذكريات سيئة مع رجال لم يخطر ببالها أن تصادفهم في حياتها، وآثارا نفسية مهزوزة لا تزال تحفظ في ذاكرتها أياما عاشتها في بلاد المهجر.
واقعة ثورية كشفت من زاوية أخرى ما يخبئه جحيم الخليج للمغربيات المغرر بهن، و هناك وقائع أخرى تسلط المزيد من الأضواء على ما عانين منه هناك. وقائع أخرى لضحايا النصب بطرق أخرى مريم ، خلود ، خديجة ، رجاء و فاتن حلمن - بفردوس - الخليج لكن لم يجنين هن كذلك إلا المحن.
مريم، تقيم الآن في دبي، ترقص في الحفلات وتنشط ليالي حمراء بحضور بعض شيوخ البلد وتمارس الدعارة، تحكي إحدى مشاهد حياتها اليومية هناك.
ذات يوم كنت في إحدى الليالي الحمراء التي تحييها العديد من الفتيات الراقصات والممارسات للدعارة ولاحظت فتاة مغربية جميلة بدا أنها تشتغل كنادلة تقوم بخدمة الضيوف وإحضار طلباتهم. وبعد السؤال تبين لي أنها هاجرت إلى الإمارات بواسطة سيدة وعدتها بفرصة شغل يضمن كرامتها وشرفها بالخليج، لكن من سوء حظها أعجب بها أحد الشيوخ دون سواها من فتيات تلك الليلة، انقض عليها كالوحش أمام الملأ وأرغمها بمساعدة السيدة الوسيطة للرضوخ لرغبته رغم استعطافهما وتوضيحها لهما أنها جاءت للعمل الشريف لا غير. ولما تشبثت بموقفها بعدم الرضوخ أمرت الوسيطة بدعم من الشيخ بحبسها وألغيت السهرة وتم إرجاع الراقصات والمومسات من حيث أتين (مدينة العين)، واستفرد الشيخ بالفتاة المسكينة، و مارس عليها التعذيب واجبرها على ممارسة الجنس في أوضاع مشينة بعد أن قام الشيخ بفض بكارتها بواسطة سيف، وظل يحتجزها، وكلما لوحت بإخبار السفارة أو الشرطة زاد من تعذيبها والتنكيل بها دون أن يرأف لحالها. كما قيل أن الشيخ أوكل مهمة تعذيبها إلى عماله الهنود الذين اغتصبوها جماعيا أكثر من مرة. وبعد ذلك رمى إليها حقيبة مملوءة بالأوراق النقدية وأمرها بالمضي إلى حال سبيلها، لم ترض الفتاة بهذا فشتمت الشيخ الشيء الذي أجج غضبه من جديد فأمر بإرجاع حقيبة النقود إلى مكانها وتأذيبها جلدا بعد ربطها، ووصل به الأمر إلى إرغامها على ممارسة الجنس مع كلابه بحضوره.
وتقول "مريم" تعذبت الفتاة وعانت كثيرا من مختلف أشكال التنكيل والدوس على الكرامة والصفة الإنسانية في أحضان القصر، وفي نهاية المطاف رضخت للأمر الواقع، وهي الآن من الفتيات اللائي دار عليهن الزمن بالإمارات بعد أن ذبل جمالهن. ولا زال أهلها ينتظرون آخر كل شهر ما تجود به عليهم دون علمهم بما عانته ولازالت تعانيه، علاوة على أن خطيبها ما زال في انتظار رجوعها، لكنها ظلت تأجل عودتها المرة تلو الأخرى لما أصبحت آلة للجنس بالخليج.
وتختم "مريم" كلامها بالقول، إن السماسرة بالخليج يجعلون الفتيات يرضخن لذلك الواقع المر ويصبحن مسخرات في دور القوادة وأوكار الدعارة كسلع رخيصة لا حق لهن في رفض أي نزوة صادرة عن الزبناء.
شهادة خلود
أما "خلود" (17 سنة فقط) عاشت مأساة من نوع آخر، رفضت الحديث عن محنتها بتفصيل، و اكتفت بالقول: كنت أدرس بإعدادية الخوارزمي وتعرفت على إحدى الوسيطات التي استدرجتني من حيث لا أدري إلى قبول الهجرة إلى البحرين عند أحد الخلجيين الراغب في فض بكارة فتاة عذراء مقابل مبلغ 10 مليون. غرني المبلغ ووافقت على العرض وساعدت الظروف الخاصة التي كنت أعيشها للسير على الدرب دون القيام بأي مجهود في التفكير في العواقب. سافرت إلى البحرين على أساس أن الخليجي سيتزوجني، لكن وأنا عارية على فراشه صدمني بالقول أن الزواج سيكون عرفيا دون الاستفادة من المبلغ المتفق عليه، والذي من أجله تركت بلدي وأهلي وهاجرت إلى البحرين.
قبل إتمام كلمة "البحرين" أجهشت خلود بالبكاء بصوت مرتفع وبعد لحظة أضافت... تعرضت لجمة من أنواع العذاب والحرمان، وعرفت حينها أنني تعرضت لمقلب دبرته الوسيطة التي استفادت من مبلغ 30 مليون والتي تدعى مليكة وأعرف أين تقطن. وعند هذا الحد لاذت خلود إلى الصمت . وتلتها خديجة في الحديث عن مأساتها بعد أن لملمت شجاعتها الأنوثية.
شهادة خديجة
استجمعت خديجة ذكرياتها الجارحة وبدأت تسرد محنتها قائلة: سافرت إلى الإمارات العربية بعد أن تعرفت على إماراتي بالمغرب ربطتني به علاقة حميمية على امتداد إقامته، عشت رفقته أسعد أيامي، كان طيب المعاملة وفياض الحنان لا يقوى عن الابتعاد عني. استأجر لي شقة هنا بالمغرب وكان هو معيلي الوحيد. بعد رجوعه إلى الإمارات بعث لي بكل الأوراق اللازمة للسفر وكانت وسيلة التواصل بيننا هاتف المنزل طوال المدة التي كان فيها بالإمارات الشيء الذي دفعني إلى العدول عن مجموعة من الأشياء وتفرغت له لوحده للمحافظة على علاقتي به. وفعلا سافرت إلى الخليج واكترى لي شقة بمدينة أبو ظبي بالضبط بالخالدية. مضى الأسبوع الأول وتوالت الأيام وفي نهاية المطاف سجنني داخل تلك الشقة ونزع مني كل الأوراق وجواز السفر وذقت معه أنواعا من الآلام والعذاب. كان يضربني ويعنفني بشكل مستمر دون رأفة ولا شفقة بالإضافة إلى اغتصابه لي أكثر من مرة، ومارس علي كل أنواع الجنس. توسلت له أكثر من مرة أن يرأف بي وأن يتركني أمضي إلى حالي سبيلي لكنه كان يرفض. وألححت عليه في طلبي وفي الأخير وافق بشرط أن يؤدي لي ثمن تذكرة الرجوع إلى المغرب فقط. قلت له لا يمكن أن أقبل هذا الشرط لأن أهلي في المغرب لا يعلمون شيئا عن وضعيتي هاته بالإمارات العربية المتحدة وأنهم ينتظرون المال الذي وعدتهم به. طردني من البيت في الثالثة صباحا وخرجت في ذلك الوقت المتأخر أحمل في يدي جواز سفري مرتدية قميص نوم أتسكع في شوارع أبو ظبي وبالقرب من البحر بجوار أحد القصور. التقيت بأحد الأشخاص كان في حفلة ساهرة عند شيوخ سعوديين، حكيت له قصتي وبقيت في بيته مدة أسبوع، وبصراحة استقبلني استقبالا جيدا وساعدني في محنتي هاته وأدى لي ثمن تذكرة الرجوع إلى المغرب وعدت إلى بلدي. وقصتي هاته لا أريدها أن تتكرر لإحدى الفتيات.
شهادة هند في حق قريبتها
تحدثت هند عن إحدى قريباتها التي هاجرت إلى الخليج في صحة و عافية فعادت جثة هامدة في صندوق حديدي، حيث قالت:
أعدت كل الأوراق وتكلف الكفيل بأعباء السفر، وحينما وصلت إلى الإمارات فوجئت بما لم يخطر لها على بال، جردت من جواز السفر والأوراق الشخصية وتم إرغامها على ممارسة الدعارة. فكرت أكثر من مرة في الرجوع إلى البلد بعد أن خبرت جملة من أوكار الدعارة بالإمارات، لكنها انهارت نفسيا وأصيبت بمرض عضال أرداها طريحة الفراش إلى أن لفظت آخر نفسها، وأرسل جثمانها في صندوق حديدي بعد أن خلصها الموت من براثين الفساد والدعارة بالخليج.
تتبابن أسماء ضحايا لكن محنتهن تكاد تكون واحدة في مختلف تفاصيلها ومتطابقة في مشاهدها. هذا ما توحي به محنة "رجاء" التي قالت:
سافرت إلى الخليج عن طريق إحدى الصديقات التي اقترحت علي فكرة الهجرة إلى دول الخليج قصد الاشتغال بها في عمل شريف، وساعدتني في الحصول على الأوراق وجواز السفر وسهلت لي أمور كثيرة نظرا لمعارفها بالقنصلية كما أجريت التحاليل والفحوص للكشف عما إذا كنت مصابة بالأمراض الجنسية كالسيدا أو الزهري لأنها وثائق ضرورية للحصول على التأشيرة. وبعد ذلك بعثت صوري الشخصية إلى العائلة التي سأشتغل عندها وتم قبولي مبدئيا. وسافرت إلى الإمارات وفور وصولي إلى المطار استقبلني أحد الأشخاص وأخذني إلى إحدى السيدات "الوسيطات في الدعارة" واحتجزت كل أوراقي التي تثبت هويتي. ولما اتضحت لي الصورة أخبرتها أني أتيت إلى الإمارات قصد الاشتغال عند إحدى العائلات لكنها لم تعر أي اهتمام لما أقول. ومنذ اليوم الأول فرضت علي الاشتغال بالرقص وفتح قنينات الخمر للزبائن وممارسة الدعارة ولاحظت أن المنافسة قوية بين الفتيات على أشدها من طرف اللبنانيات والتونسيات لكن الإقبال غالبا ما يكون على المغربيات. صراحة في بادئ الأمر لم تعجبني الفكرة قط ولم أستحسنها. لكن ما كنا نجنيه من هدايا ومال من الزبائن الخليجيين كان يفوق المعقول. وتوالت الشهور وبدأ ابتزاز تلك السيدة يظهر بوضوح بحيث كانت تحرمنا من الهدايا التي يجود علينا بها الزبائن وتنزع منا المبالغ المالية بدعوى أنها تحتفظ لنا بها، بل الأكثر من هذا كانت تبيع لنا بطاقات الهاتف بضعف ثمنها الحقيقي لأننا كنا نستعمل الهاتف النقال كثيرا في التحدث مع عائلاتنا بالمغرب. كانت لا تقبل فكرة المرض أو التماطل في العمل كل ما كان يهمها هو المبلغ الذي تجنيه من كل زبون. وللإشارة فالعائلة التي وافقت على حضوري إلى الإمارات كانت مجرد أكذوبة لاستدراجي لامتهان الدعارة بعد وضعي أمام الأمر الواقع. هذه كلها إشارات لم انتبه لها في البداية إلا بعد أن سمعت حكايات العديد من الفتيات اللائي وقعن ضحية هذه الشبكات. عموما إن الفتاة المغربية تفضل الرضوخ إلى الواقع المرير على أن تلجأ إلى القنصلية المغربية هناك لأنها لن تقف بجانبها وستدينها إضافة إلى أنها في حاجة ماسة إلى المال الذي ستبعث به إلى المغرب لأسرتها التي تنتظرها. بصراحة في بعض الأحيان قد نجد المعاملة الطيبة من طرف الخليجيين الذين على الأقل يؤدون ثمن ما يأخذونه من لذة خلافا للرجال بالمغرب. وأنا أعتبر نفسي محظوظة على الرغم من المشاكل التي أواجهها هنا في الإمارات.
أما "فاتن"، فقد فضلت خسارة جولة من حياتها عوض التفريط فيما تبقى من عمرها والانغماس في الرذيلة خارج التراب الوطني، إذ قالت:
كان سفري إلى الإمارات برغبة مني، بحثت عمن يسهل مأموريتي هاته. عرفتني إحدى الصديقات على وسيطة تنشط في مجال تهجير الفتيات إلى الإمارات وساعدتني في الحصول على عقد عمل مقابل عمولة بلغت 3 مليون سنتيم، منحتها نصفها بالمغرب والنصف الثاني بعدما وطأت أقدامي الإمارات. لم أجد معارضة من الأهل بخصوص سفري لأنني أقنعتهم بأنني ذاهبة إلى فرنسا، وبحكم أنهم أناس أميون لم يدققوا في الأمر كثيرا. وصلت إلى الإمارات وتنكرت لي الوسيطة تماما إذ طالبتني بالمبلغ كله أي 3 ملايين، واقترحت علي أنها ستقسطه لي إلى أجزاء مبلغ كل واحد منها 2500 درهم لكن شريطة أن أستقبل أكبر عدد ممكن من الزبائن. كان يصل عدد زبائني إلى عشر أو ثمانية في اليوم الواحد. واقترحت علي فكرة جمع الهدايا والمال عندها لأعود بهما إلى المغرب. وعندما عزمت على السفر إلى المغرب خلال شهر رمضان فاجأتني بأنني لا أملك شيئا وأنني استنفذت كل مدخراتي من أموال وهدايا في بطائق الهاتف ومصاريفي الخاصة، وعرفت حينها أنني تعرضت لمقلب آخر للمرة الثانية. وعدت إلى المغرب مقترضة ثمن تذكرة الرجوع وندمت كثيرا لأن قصتي فضحت في الوسط العائلي وأمام الجيران.
إن هذه الشهادات، ومثلها كثير، تبين بجلاء أن المغربيات المغرر بهن بدول الخليج يعتبرن عبيد وجواري القرن الواحد والعشرين، وأن أسواق النخاسة العربية أسواق للمتاجرة في أجساد المغربيات. و هذا يبرزه بجلاء حديث منى للمشعل. محنة "منى" و محنة "منى" قد تتشابه في جملة من تجليات مع محن ضحايا الخليج لكن لكل محنة خصوصيتها ، فماذا جرى و كيف وصلت منى إلى ما وصلت إليه من مهانة وعرض جسدها في "سوق الدعارة" بالخليج؟ هذا ما تجيب عليه بمحض إرادتها.
أنت ضحية من ضحايا الهجرة إلى الدول الخليجية، هل يمكن لك أن تسردي لنا كيف تم تهجيرك إلى دولة الإمارات المتحدة العربية؟
عندما كنت أعمل بصالون للتجميل في مدينة فاس، سمعت من إحدى صديقاتي، أن هناك سيدة اسمها نعيمة، تملك صالونا للتجميل في الإمارات العربية، وتحتاج إلى فتيات متخصصات في فن التجميل، وبما أنني لم أكن أتقاضى إلا 1500 درهم في الشهر بالصالون الذي كنت أعمل به، قررت الاتصال بهذه السيدة للسفر إلى الإمارات العربية والعمل بنفس الوظيفة التي أتقنها وبأجر أكبر بكثير، وعندما جاءت إلى المغرب اتصلت بها وعرضت عليها طلبي فوافقت ورحبت به كثيرا، قالت لي أنت مازلت شابة، جميلة ورشيقة تتقنين مهنة التجميل، وسوف تنجحين لا محالة هناك بالإمارات.
(أقاطعها) كيف كانت سمعة هذه السيدة في الوسط الذي تعرفت عليها فيه؟ + كانت سمعتها طيبة، حيث كان معارفها يعلمون، أنها تملك صالونا للتجميل في الإمارات العربية، وتأتي إلى المغرب بين الفينة والأخرى لترتيب السفر لمجموعة من الفتيات المغربيات للعمل في صالونها مقابل 5000 درهم شهريا، وهو مبلغ لا بأس به مقارنة مع ما نتقاضاه في صالونات التجميل بالمغرب.
خلال إعداد وترتيب أوراق السفر، هل واجهتك عراقيل وصعوبات؟
لا أبدا، فالسيدة نعيمة تكلفت بهذه المهمة دون مقابل، وقد لاحظت أن هذه السيدة لها علاقات نافذة مع السلطات وكل الأبواب مفتوحة في وجهها، لقد كان معروف عنها لدى العام والخاص أنها كانت تقوم بتسفير الفتيات للخليج بشكل دوري ومنتظم ومستمر دون أن يثير هذا الأمر أدنى شبهة حولها. وبالفعل سافرت مع السيدة نعيمة، وعملت في صالونها لمدة شهر بأكمله، كما أقمت ببيتها، لكن بعدها أصبحت تلمح لي بأشياء غريبة عن نطاق العمل لم أع مدلولها في بداية الأمر، من قبيل أنه يمكن لي أن أرفع من مستوى دخلي وأضاعفه، أولا لتأمين مستقبلي وثانيا لأعيل أسرتي التي تنتظر الغيث مني، كذلك أصبحت تردد على مسامعي أن هناك معجبين بجمالي ولا ينتظرون إلا إشارة لإرضائي....
(أقاطعها) إذن نفهم من خلال حديثك أن هناك مجالات تحتكين بها مع رجال أعجبوا بجمالك؟
لا أبدا، كل ما في الأمر، أنه بمجرد الالتحاق بالصالون تلتقط السيدة نعيمة لكل عاملة بمحلها صورا، في أوضاع مختلفة ومن زوايا متعددة تضعها في كتالوج للصالون، ومن خلال عرض صورنا على الزبناء، وقع ذلك الإعجاب التي حدثتني عنه هذا كل ما في الأمر. أصبحت أرى أن ما أتقاضاه شهريا لن يحقق أحلامي وانتظارات أسرتي، خصوصا وأن السيدة نعيمة قالت لي بأنه يمكن أن أتقاضى في الليلة الواحدة 2500 درهم، فرضخت لإغراءاتها، وأصبحت من بائعات الجسد لكل من يدفع الثمن.
كيف كانت تتم عملية بيع الجسد؟
يقوم الزبون بإرسال سائقه إلى الصالون، وفي الوقت المحدد والذي غالبا ما يكون بعد الساعة 4 مساءا (بعد صلاة العصر كما يردد كثيرا أهل البلد)، أخرج من الصالون بلباس محتشم حتى لا أثير أي انتباه "عباية ومنديل على رأسي". لكن مع تكرار عملية الدعارة، أصبحت أواجه مشاكل عدة، فهناك بعض الزبائن من يفرض علي أن أمارس الجنس مع أصدقائه دون سابق إنذار، بمعنى أنه بمجرد انتهاء عملية الجنس مع الزبون الرئيسي، أنتقل إلى ممارسة الجنس مع رجل آخر أو اثنين في نفس المكان حسب الحالات، دون أن يحق لي الرفض أو الاحتجاج وإلا تعرضت إلى ما لا يحمد عقباه.
وفي إحدى الأيام التقيت بإحدى الفتيات المغربيات التي تمارس الدعارة بالإمارات العربية، وأثناء حديثنا، علمت من هذه الفتاة، أن السيدة نعيمة تتقاضى من الزبائن ما يفوق 5000 أو 7000 درهم في الليلة الواحدة على حسابي، في حين نصيبي من هذه العملية لا يتعدى 2500 درهم، آنذاك ثارت ثائرتي، فقررت الانتقام، حيث سطوت على الأموال التي كانت تختزنها بالبيت بالإضافة إلى الذهب وسافرت إلى بلدي المغرب، وبعد علمها بالحادث قامت برفع دعوى ضدي، لكن السلطات الإماراتية لم تحقق في الموضوع لكونها كانت على علم بالنشاط الحقيقي لهذه السيدة (القوادة). وعندما عادت إلى المغرب طالبتني بأن أرجع إليها الذهب فقط، لكني رفضت ذلك انتقاما منها.
حاليا أنت مقيمة بالمغرب، ما هي مهنتك؟
استطعت بتلك الأموال التي حصلت عليها، بالإضافة إلى ما سطوت عليه من منزل السيدة نعيمة، أن أفتح صالونا للتجميل بالدار البيضاء، أشرف عليه حاليا وأعيش بمدخوله.
أكيد أن ذاكرتك موشومة إلى حد الآن بوقائع تعرضت لها، ولم تستطيعي نسيانها، هل يمكن أن تسردي لنا بعضها؟
نعم، بالفعل، فهناك وقائع لا يمكن نسيانها لأنها ستظل محفورة بالذاكرة، بل كلما تذكرتها، أشعر كأن الجراح تدمي من جديد، ومن بين ما وقع لي – وهو كثير جدا – أن هؤلاء الزبناء، كانوا يأمرونني بنزع ثيابي، كلها حتى الثياب الداخلية، ثم أرقص بالشكل الذي يرغبون فيه، ويلتقطون لي صورا وأنا عارية بواسطة كاميرا الهاتف النقال، أو تصويري وأنا أمارس الجنس معهم. وفي حالة الرفض تكون العقوبة قاسية، حيث يمكن أن يحبسونني طوال أيام وحرماني من كل شيء أو ينزعوا مني أوراق الإقامة أو ما شابه ذلك وهذا ما وقع للعديد من الفتيات اللواتي لم يطعن أوامر الزبناء ويرضخون لنزواتهم الشيطانية. و من الأشياء الغريبة التي كانوا يطلبونها من الفتيات أمرهن بإدخال بيضة طاجة في فروجهن إلى حد عدم ظهورها كاملة ثم إعادة إخراجها و التي منهن تفلح في إخراجها دون أن تتكسر تفوز بقدر مالي مهم.
هل سبق لك أن رفضت إحدى مطالب أحد زبنائك؟
لا أبدا، فقد كنت فتاة مطيعة، أرضخ لنزواتهم الأكثر شذوذا مثل تقبل السب والشتم والإهانة بابتسامة عريضة. أعدنا الكرة، وبإصرار كبير وطلبنا من "منى" استكمالها لحكايتها لكنها رفضت وعن صديقتها "وهيبة"، وهي كذلك من ضحايا امتهان الدعارة بالخليج العربي.
وهيبة إحدى صديقاتك، هي كذلك ضحية من ضحايا الهجرة إلى الخليج فما هي قصتها ؟
وهيبة فتاة فائقة الجمال، كان عمرها آنذاك لا يتجاوز 17 سنة، وعلى الرغم من صغر سنها، فقد كانت تربط علاقات جنسية مع رجال بالمغرب عن طريق القوادة بشرى. كلما بصرها أحد زبائن بشرى (القوادة)، سال لعابه وتوسل القوادة للفوز بها تلك الليلة بأي ثمن. ورغم إعجاب الكثيرين بجمالها الفتان وكثرة طلبها وتنافس الزبناء عليها لم تحصد وهيبة من كل هذا إلا الشوك. وفي إحدى الأيام تعرفت وهيبة على شاب، تعلق بها كثيرا، وقررت أن تقيم معه في بيته، وتكون له لوحده دون سواه ودون أن يشاركه أحد فيها. هذا القرار أزعج كثيرا بشرى التي طالبت وهيبة بأن تعطيها يوميا 100 درهم، لكن الشابة الفاتنة رفضت، فاستعملت بشرى حيلها، وحرضتها على السفر إلى الإمارات المتحدة العربية للعمل في قصر أحد الأمراء، بسعر مغر جدا، ينقذها وأسرتها من الفقر على حد قولها، و لم يكن هدف بشرى إلا دافع واحد هو التخلص منها لكي لا تفسد عليها مخططاتها الجهنمية مع باقي الفتيات.
وبالفعل اقتنعت وهيبة برأي بشرى التي طالبتها بإرسال صورتها إلى زوجها "المرتقب" (الشيخ) من أجل إبداء الموافقة أو الرفض. وفي أيام معدودات أرسل إليها الشيخ جميع أوراق الإقامة، فسافرت وهيبة إلى الإمارات العربية حيث وجدته في انتظارها، وبمجرد أن وطأت قدماها تلك الأرض، احتجز الشيخ جميع وثائقها، وأصبح يستغلها في مجال الدعارة، فلا زواج و لا هم يحزنون.
من خلال اتصالاتك بصديقتك وهيبة، ما هي المعاناة التي تعانيها حاليا؟
لقد تعددت معاناة وهيبة، فلا يحق لها أن تزور أسرتها في المغرب لأنها لا تملك جواز السفر، كما أن الشيخ هددها أنه في حالة رفع شكوى ضده إلى السفارة المغربية، فهو يملك صورا خليعة لها قد تعصف بحياتها.
كيف هو حال وهيبة الآن؟
ما بلغني من خلال اتصالها المستمر بي، أنها تعاني الأمرين، فالشيخ وأصدقاؤه يمارسون معها الجنس باستمرار وفي أوضاع شاذة يفرضونها عليها، كما أصبحت الآن مدمنة على تعاطي المخدرات بجميع أشكالها الشيشا – الكوكايين – الحشيش بالإضافة الخمر إلى درجة الإدمان الذي أفقدها جمالها بعد أن فقدت مصير حياتها.
في أي مدينة تعيش الآن وهيبة؟
أعفيني من الجواب عن سؤالك، لأن ذلك قد يثير مشاكل لوهيبة، هي في غنى عنها ويكفيها ما هي فيه.
الدعارة في دول الخليج
بالرغم من كل ما يقال عن المراقبة والتشدد بخصوص الزنا والانحراف وشرب الخمر بالدول الخليجية تعاظم هناك، في السنوات الأخيرة، دور مافيات الدعارة، ولم تمنع حملات المداهمة في كبريات المدن من استمرار انتشار أوكار الدعارة.
وإن كانت أوكار الدعارة بدول الخليج سرية ثم شبه سرية، فلم تعد اليوم مقتصرة على شبكات متسترة تحت واجهات مشبوهة وإنما خرجت إلى الشارع أيضا. وليس من الصعب الآن التقاط مومسات مغربيات من الشوارع الخليجية إذ درجن على الوقوف في بعض الأماكن أضحت معروفة للزبائن. علما أن أغلب المومسات المغربيات بالخليج يعملن لحساب شبكات منظمة يديرها رجال ونساء.
وفي هذا الصدد تقول "هناء" أنها تمارس الدعارة في الدوحة ولها بعض الأماكن تقصدها في أوقات معينة معروفة لدى الزبناء. وتضيف أن عليها العودة في المساء إلى الرجل المكلف بحمايتها لتسليمه الحصيلة ولمعرفة هل طلبها زبون لمصاحبته تلك الليلة، وأن المنافسة مع مومسات شرق آسيا أصبحت قوية لذلك بدأت المغربيات يقبلن أجورا زهيدة أقل بكثير من السابق لاسيما وأنهن يحرصن على عدم نزول الحصيلة اليومية على حد أدنى معلوم وإلا تعرضن للأذى من قبيل "الكفيل" ولهذا أضحين مرغمات في كثير من الأحيان على ممارسة الجنس مع عدد أكثر من الزبناء (خصوصا من غير الخليجيين) حتى وإن اضطررن للاكتفاء بأجر زهيد.
خياط الرباط
"مصدر" المغربيات إلى الخليج العربي
في سرية تامة ودون أن يثير الانتباه تمكن "أمين" من القيام بالوساطة من أجل ترحيل بعض المغربيات لامتهان الدعارة بدول الخليج العربي. وعبر مهنته، الخياطة التقليدية، قام باستدراج بعض الفتيات من الرباط والدار البيضاء والجديدة إلى السفر إلى الخليج. وقد نجح فعلا في ترحيل العشرات منهن مقابل عمولة تتراوح بين 5000 و 10 ألف درهم. وحسب أهل الحي كان أمين شديد الحذر ويحيط نشاطه بالسرية. في البداية كان يطلب من الراغبات في السفر صورة البطاقة الوطنية وصور في أوضاع مختلفة، من ضمنها صورة بلباس السباحة مأخوذة من الأمام والجنب والوراء. وكانت وسيلته في تسفيرهن اعتماد افتعال زواج أبيض بين الفتاة وأحد الخليجيين المرصود لهذا الغرض والذي كان يعقد مرة واحدة عدة زيجات في مدن مغربية مختلفة وربما بأسماء مختلفة ويتكلف شخص آخر بترحيل المتزوجات إلى الخليج، وغالبا ما تكون امرأة مغربية مستقرة هناك.
"مافيا" تجارة الرقيق الأبيض بالخليج حالة المغربيات
هناك جملة من الكتابات والتقارير تفيد أن بعض دول الخليج أضحت تحتضن أوكارا "دولية" لتجارة الرقيق الأبيض بفعل تعدد جنسيات بائعات الأجساد هناك. وبذلك برزت شبكات للدعارة ترتبط بشبكات دولية أصبحت تشرف عليها المافيا بمساعدة سماسرة ووسائط يقومون بتهييئ الشروط لتهريب شابات مغربيات مرصودات مسبقا للقائمين على أوكار الدعارة بدول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، وقدرت إحدى الجمعيات النسائية بالأردن أن "رقم المعاملات" سوق "بيع" المغربيات لأوكار الدعارة بالخليج قد تفوق مليون دولار سنويا (10 ملايين درهم تقريبا). وتأتي المغربيات في المرتبة الثالثة في سوق الدعارة بالدول الخليج حسب تلك الجمعية التي تصفها بأنها "سوق نخاسة صرفة تعبر عن انحدار إنساني وأخلاقي"، وتضيف الجمعية أنه حان الوقت للانكباب على ظاهرة "استرقاق العربيات في بعض الدول الخليجية في بيوت الدعارة رغما عنهن" ووجوب الاهتمام بها من طرف المنظمات الحقوقية.
وحسب أحد تقارير جمعية إنسانية بالخليج تعتبر الدعارة مصدرا لرزق أكثر من 92 في المائة من المغربيات المقيمات بدول الخليج العربي الآن. فهناك شبكات تنجر خلفها فتيات طمعا في تحسين أوضاعهن، أضحت الآن متخصصة في استغلالهن وإجبارهن على ممارسة الدعارة، ويقوم عليها أشخاص مغاربة وخليجيين وبعض الأوروبيين، واتسعت أنشطة هذه الشبكات مع تطور ظاهرة الدعارة العابرة للقارات.
أضحينا نسمع من حين لآخر اعتقال بعض المغربيات في بعض الدول الخليجية، إلا أن الأمر يظل مقتصرا على صغار القوادين والقوادات، أما الرؤوس الكبيرة العاملة في تجارة الجنس، يبدو أنها مازالت فوق القانون، وقد تساءلت بعض الصحف العربية حول إمكانية تواطؤ السلطات والمسؤولين الكبار بخصوص تجارة الجنس بالخليج وأكدت أكثر من جهة مسؤولة بدول الخليج أن العقود الوهمية والمزورة أحيانا تظل هي الوسيلة المتبعة في تسهيل تهجير المغربيات إلى الخليج لامتهان الدعارة. وحسب مصدر دبلوماسي حل بالدوحة في سنة 2001 تركيان بصحبة مغربيتين وتونسية وأسسوا شركة للتدليك والتجميل وبدأت نشاطها بالاشتغال في القوادة، ثم جلب مغربيات لامتهان الدعارة. وبعد مرور سنة أسست شركة مماثلة بدبي لممارسة نفس النشاط. وقد تمكن القائمون على هذه الشركة من استدراج مئات المغربيات بواسطة عقود عمل وهمية لامتهان الدعارة في أوكار وفنادق.
بداية اهتمام الخليجيين بالمغربيات
كانت البداية الأولى في الملاهي والفنادق حيث اكتشف الخليجيون أن في إمكانهم الاستمتاع بأجساد جملة من المغربيات كما يحلو لهم.
وفي فترة وجيزة اتسعت الدعارة المرتبطة بالخليجيين وتأسست بسرعة شبكات لتلبية رغباتهم، حيث تكلف وسطاء ووسيطات باستقطاب الفتيات وتخصصت بعض الأماكن بالرباط والدار البيضاء كنقط للتجمع في انتظار طلبيات الزبائن الخليجيين. وفي هذا المضمار اشتهرت بعض مخادع الهاتف بمختلف الأحياء بالرباط وصالونات الحلاقة بحي أكدال والأحياء الراقية ومحلات بيع الملابس الجاهزة.
وانتقل الاهتمام إلى الطالبات والتلميذات عبر الوسيطات واستغلال علاقة الزمالة والارتباط العائلي. كما برزت أنشطة مرافقة لمجون الخليجيين بالمغرب. فما دام كانوا أحيانا كثيرة يدفعون مقابل العبث بالأجساد الدولار تأسست شبكة لصرف الدولار بموازاة مع انتشار دعارة الخليجين وغالبا ما تكون محلات لبيع الكاسيط أو الماكياج أو الملابس الجاهزة النسوية.
كما اتخذت بعض العائلات دعارة الخليج المورد الوحيد لعيشها. تقوم بكراء فيلات باذخة لوضعها تحت تصرف خليجيين بأثمنة خيالية (30 ألف درهم لمدة 10 أيام) وتوفر لهم بناتها للعمل بتلك الفيلات، أما الرجال فيتكلفون بجلب الخليلات لهم. ومن الأنشطة التي عرفت رواجا بفعل مجون الخليجيين بالمغرب ما عرف في الثمانينيات والتسعينيات بسوق افتضاض البكارة، لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 14 و 20 سنة.
وكانت هذه هي البداية وتلتها مرحلة تهجير مغربيات للامتهان الدعارة بدول الخليج، وهذا موازاة مع دعارة الخليج بالداخل التي توسع مداها وتقعدت بنياتها التحتية وترسخت آلياتها وشبكاتها.
مسؤولية السفارات والقنصليات
إن ظاهرة تهجير المغربيات للخليج لامتهان الدعارة رغما عنهن لازال يخفي العديد من الأسرار ومن المآسي. وفي هذا الصدد اعترف أكثر من مصدر ديبلوماسي مطلع بدول الخليج أن سفارات وقنصليات المملكة المغربية أضحت عاجزة الآن على التعاطي مع هذا المشكل الذي تجاوز كل حدود ضبطه أو التحكم فيه. إن التمثيليات القنصلية المغربية بدول الخليج وجدت نفسها غير قادرة الآن على متابعة الكثير من المشاكل المرتبطة بالعديد من المغربيات غرر بهن.
وكاد الدبلوماسيون المغاربة بدول الخليج أن يجمعوا على أنه من الصعب بمكان الآن الحد من نشاط شبكات تهريب المغربيات للخليج لامتهان الدعارة، علما أن أغلب السفارات والقنصليات المغربية لا علم لها بأوضاع الكثير من المغربيات يقمن (بطريقة مشروعة أو غير مشروعة) منذ مدة بدول