الرئيس يعلن انضمامه لثورة الشباب
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 3 أسابيع و 6 أيام
الإثنين 21 مارس - آذار 2011 06:14 م

منذ عقود ونحن نروي التاريخ برتابة مملة ، حتى صارت أعظم أحداث الماضي العريق, ذات تفاصيل باهتة وملامح جامدة جمود الموت ، ملّنا التاريخ وكأننا به صار يدرس مدى جدارتنا بتلك الصفحات المجيدة في ذاكرته, وما سجلته الأمة من بطولات وتضحيات, نقشها رجال أفذاذ بدمائهم وتوجوها بأرواحهم رخيصة في سبيل شرف الأرض وكرامة الوطن ... غاب الوجود العربي تحت سطوة الحكام وهراوات النظام وأمن (البلطجية) ..

بنيت الأوطان من عرق أبنائها ، من جوعهم ، ووجعهم ، من صبرهم وكدّهم, وظالم لنفسه, كل من تسوّل له نفسه مصادرة حق الشعب في الحياة الكريمة, أو محاولة طمس الكرامة في شعوب آمنت بالأرض, وقدّست العرض وعانق اليقين وجودها أن الوطن للجميع وبالجميع ...

عام الشعوب، اختار قائمة الشهداء، ورصع أسماء النبلاء على جبين الأمة، وأهدى الكرامة لكل مضطهدٍ صرخ في وجه الظلم, واعتصم وتظاهر وثار على حكام الذّل والعار، ذهبوا غير مأسوف عليهم ، فقد جرّعوا الأمة كأس الذل حتى الثمالة ..

وعاد التاريخ يسلم قلم السرد للشعوب كي تكون هي الراوي الرسمي لأحداثها وتكتب صفحاتها بحبر الدم ، وتسجل على جبين الوطن شهداؤها وتضحياتها ، تسطر في أنصع الصفحات تفاصيل صحوتها ..

عادت أقلام الشعوب تكتب ، وعادت أصواتها تهدر وهتافاتها تقض مضجع الحكام في سلسلة من الثورات بدأت ، وبعون الله لن تنتهي حتى تنهض كل الشعوب العربية لتعيش في خير أوطانها, لا فساد ولا رشوة ولا محسوبية ، أمن وأمان انتماء وشرف ووطنية .. تونس ومصر وليبيا والحبيبة اليمن ,هي مجرد نبضات في نشاط الدورة الدموية التي تضج عروقها بالثورة في كل الجسد العربي, المتهالك بسنين الرّدة والهزيمة وبعقود الذّل والخيبة، هي دورة دموية تتضخم شرايينها بأحلام الشعوب وتطلعاتهم ، بطموحاتهم وسيل عشقهم لهذه الأرض الطاهرة ،، ومهما تجلطت تلك الأنظمة وأكثرت من كولسترول قمعها و(بلطجيتها) كي يعرقل سير الثورة في العروق العربية فلن يفلح, لأن ظلمهم وقمعهم واستهتارهم بالشعوب زرع في شرايين الجسد العربي بذور الثورة ومقاومة الظلم والاضطهاد ، تلك البذور القادرة على منع التجلط لأي عرش عربي بنيت أساساته على قهر الشعوب وفقرهم وتجويعهم وتغييبهم...

هي صحوة الشعوب ، أرّقت الأنظمة ، زلزلت أركان الأمان فيها .. أيقنوا جميعا أن لا أمان لهم إلا بأمنهم مع شعوبهم ، إلا بعدالة اجتماعية ، وحياة كريمة ، والحدّ من نشاط وفاعلية كل الأيدي الملوثة بنهب المال العام ، أيقنوا أن الحاشية والمحيطين بهم يجب تنقيتهم وغربلتهم شاءوا أم أبّوا .. فلا ضمان مع قهر الشعوب ، ولا أمان مع سد الدروب ... فاليقظة حان موعدها ولا منجي من غضب الشعب إلا غفّار الذنوب.

خبر عاجل:

الرئيس يعلن انضمامه لثورة الشباب ويقدم استقالته من حزب البلطجة الذي كان يترأسه..