مهرجان الفضول الأول «برافو»
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 10 سنوات و 5 أشهر و 26 يوماً
الثلاثاء 22 أكتوبر-تشرين الأول 2013 03:46 م

مهرجان الفضول الأول «برافو» للمحافظ شوقي هائل والداعمين للمهرجان وللذين عملوا بصمت من أجل إنجاح المهرجان، وأية بداية دائماً تكون صعبة، وأي أول سواء كان انتاجاً أو تربية أو عملاً يكون “تعلمة” بفتح التاء والعين وتسكين اللام، فيقال الولد أو البنت الأول أو الأولى وأي عمل أول «تعلمة» ومهرجان الفضول الأول «تعلمة» يستفاد منها لتلافي أي أخطاء حصلت في المهرجان الثاني.

سيلقى مهرجان الفضول الأول من حزب أعداء النجاح الكثير من القيل والقال ومن هواة المقايل والتنظير أكثر ومن هواة الشتم ومدمني المناطقية والطائفية أضعاف ما سيلقاه من الأولين؛ لكن حسبه أنه أول مهرجان للفضول في مدينة التربة بمحافظة تعز مسقط رأس الفضول، وحسبه أنه أول مهرجان لشاعر أحب اليمن وأحبته مدنها ووديانها وناسها منذ أن غنّى له بلبل اليمن وفنانها الكبير أطال الله في عمره أيوب طارش.

والفضول شاعر الثورة والنضال والحب بامتياز وحبيب الأرض والإنسان بامتياز وللمحبين والثوار والوطنيين وعشاق التغيير ولمحبي اليمن الذين يقفون كل صباح ومساء في المدارس والمعسكرات والاحتفالات يردّدون النشيد الوطني لهم جميعاً شجن وغرام كبيرين للفضول «عبدالله عبدالوهاب نعمان» فمن كان منكم يحب الفن ويعشق الهيام ويحب اليمن الأرض والإنسان فليقرأ فاتحة الكتاب على روح الفضول.

ومن ذا لا يحب ولا يغسل الحب قلبه في الأرض كلها وليس في اليمن وحدها فعليه أن يقول لمهرجان الفضول الأول «برافو» بكل ما حصل فيه من تقصير أو أخطاء فهو عمل بشر، وأي عمل بشر لابد أن يكون فيه بعض القصور وبعض الأخطاء لكنه أول مهرجان للفضول أنه إعلان عن مهرجانات قادمة.

لا نقول في مهرجان الفضول الأول إنه كامل مكمل؛ لكنه البداية، إنه الأول وسيليه الثاني والثالث والرابع والخامس بإذن الله؛ هو الأول في تدشين تعز عاصمة الثقافة ليستمر سنوياً كما وعد المحافظ الشباب شوقي هائل، فإن ترك المنصب فلن ينسى وعده، فهناك مؤسسة السعيد للثقافة، وهناك أبناء تعز المثقفون وتجارها الكرماء أمثال «الرفاعي» الذي تحدّث عنه المحافظ شوقي في ختام المهرجان، وقال: «لو لم يكن دعمه لما كان المهرجان سيظهر بهذه الصورة» أو كما قال.

تحية لـ«أيوب والحداد»

وفي مهرجان الفضول الأول ظهر أيوب برغم مرضه ليحيّي شاعراً ارتبط به أيوب، وارتبط هو بأيوب؛ فكانا ثنائياً خلّدا مدرسة تعز للغناء، وطافا بلون تعز الغنائي كل أرجاء اليمن، فمن ذا لا يعشق غناء أيوب في كل اليمن، وإن لم تصدقوني اعملوا استفتاء من المهرة حتى صعدة؛ فلن تجدوا شيئاً يُجمع عليه اليمنيون كصوت أيوب وشعر الفضول، وكانت تحية الفنان أيوب لافتة، فقد طلب من الجمهور والحضور القيام لقراءة الفاتحة على روح الفضول ردّدها أيوب بصوت مسموع وردّدها الحضور بعده، إنها تحية وفاء من أيوب للفضول.

أما تحية الفنان الرائع عبدالرحمن الحداد؛ فقد كانت بمشاركته وتحمُّله عناء ومشاق السفر، وبرزت تحية الحداد «بسلام الله على ذبحان» ونحن نقول: سلام الله على الحداد، إنه قامة فنية يستحق التكريم والحفاوة.

وفي مهرجان الفضول الأول حضرت حضرموت والحديدة ولحج، وكان لمشاركة محافظ لحج ومن معه من المسؤولين في ختام المهرجان الأول للفضول في مدينة التربة بمحافظة تعز لفتة طيبة وتعبير عن وشائج المحبّة والقُربى بين لحج وتعز، وحضرت الأغنيات بصوت أيوب والحداد وعبدالباسط وغيرهم لتجمع اليمن في مدينة التربة.

جامعة النعمان في التربة

وللمحافظ شوقي هائل ألف تحية على إعلانه من منصّة مهرجان الفضول الأول في التربة بأن كلية التربية بالتربة ستتحوّل إلى «جامعة التربة» وأنا هنا أسجّل بصوت مسموع: لماذا لا تكون «جامعة النعمان» بدلاً من جامعة التربة..؟! أناشد المحافظ شوقي وكل من يقرأ ويسمع لتكن «جامعة النعمان» وفيها ينشأ مركز أبحاث الفضول.

إلى شوقي هائل

وقبل الختام.. إلى شوقي هائل، المحافظ الشاب، كنّا قبل سنوات قد ناشدنا سلفكم حمود الصوفي عبر صحيفة «الجمهورية» بتسمية أهم شارع في تعز باسم «النعمان» فقيل إنه لبّى ووجّه بتسمية شارع يربط كلابة ببير باشا باسم النعمان، فها أنا أناشدك أيها المحافظ الشاب أن تعلن أسماء مدارس وشوارع وأماكن عامة وساحات باسم «النعمان والفضول وعبدالرقيب عبدالوهاب» وهل صحيح أن اللوحة الوحيدة للشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب في مدخل التربة تمّت إزالتها..؟! إذا هذا صحيح؛ فإني باسم الملايين من أبناء اليمن أطلب أن تُعاد تلك اللوحة بصورة كبيرة للشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب، وأن تعلو صور النعمان والفضول وعبدالرقيب عبدالوهاب وأحمد سيف الشرجبي وعبدالغني مطهر ومحمد علي عثمان والوحش وعبدالرقيب الحربي، والقائمة تطول مداخل مدينة تعز.

وأخيراً.. تحية لكل من عمل على إنجاح مهرجان الفضول الأول الداعمين من تم تكريمهم ومن لم تذكر اسماؤهم والجنود المجهولين، وتحية لقناة «السعيدة» مديرين ومخرجين ومصورين وإداريين وفي مقدمتهم الدكتور حامد الشميري على النقل المباشر لمهرجان الفضول الأول، ومن المهم الاستفادة من الآن من أخطاء ونواقص المهرجان الأول للفضول، والبدء بالتحضير للمهرجان الثاني بمشاركة المثقفين والجامعات، فلابد من ندوات ودراسات وتنقيب عن كنوز الفضول ودراستها وإبرازها للشباب.