العصابات المناضلة .. ما أشبه تعز بسقطرى
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 13 يوليو-تموز 2020 08:04 م
  

بالأمس كان مناضلو (المقاولة) في تعز يقولون لا نريد دخول الشرطة العسكرية إلى التربة لضبط جنود( بلطجية) من اللواء ٣٥ مدرع اختطفوا موظف الضرائب المكلف بتحصيل أموال الدولة في رابعة النهار كأي جماعة إرهابية متنكرة ب( الميري) وأطقم الجيش .. ثم تورط ما يسمى زعيم زمرة(مقاومة-مقاولة الحجرية) مع آخرين بتسهيل إخفاء خاطفي الموظف المغلوب , وتحويل فرع اللواء بالمنطقة إلى وكر للجرائم ضد الدولة والأموال العامة.

 وبعدها تكالب قطاع الطرق أنفسهم بتحريض الضباط والجنود على رفض قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور بتعيين العميد عبدالرحمن ثابت الشمساني قائداً للواء ٣٥ مدرع خلفاً للشهيد عدنان الحمادي .. وتمادوا في التهديدات وإشاعة القلاقل والضجيج ليتسنى لهم العبث ونشر الفوضى الأمنية والجريمة التي يعتاشون من بقائها كما يشاءون وبأِمكانيات الدولة والجيش الوطني.

وبعدها يوم أمس تقطعوا لقائد اللواء الجديد المعين بقرار جمهوري( الشمساني) ومرافقيه في البيرين عندما لمسوا تغاضي السلطة ووزارة الدفاع وتهاونها أمام جرائمهم الاخيرة (وليست السابقة) بما فيها جريمة جبل صبران أيضاً.

لعله ألسيناريو نفسه الذي تكرر في سقطرى قبل أسابيع عندما أصدر رئيس الجمهورية قرار تعيين قائد للواء الأول مشاة بحري وتمرد عليه نائب القائد ( ناصر قيس) الذي خذله قرار تعيين شخص غيره .. مع فارق درجة السّفالة في التربة والمواسط إن المتمردين وهم(حفنة) إذا لم يتنطّطُون للقيادة فإن قائداً نزيهاً بصرامة وحزم عبدالرحمن الشمساني سيقضي على مطامعهم الشخصية ورهانهم على بقاء اللواء في حالة تفكك.. وهو الوضع مثالي جداً لنزوات عصابات أصحاب السوابق.!!.

معلومات متواترة تؤكد على بدء تسريب ونهب أسلحة من بعض مخازن اللواء ٣٥ كما فعل قبلهم ناصر قيس في سقطرى ألذي سلمها الانتقالي للاماراتيين, ونقل بعض الشحنات لاحقاً إلى المكلا لتفجير الموقف هناك .!!.

لم نجد أكثر وقاحة من هؤلاء في تعز .. رفض قرار رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة بتعيين الشمساني وتحريض الضباط والجنود على العصيان وكسر الأوامر العسكرية والتحرش بالقائد الجديد في نقاط العصابات العسكرية يعني عدم اعتراف بسلطة الرئاسة نفسها .. فكيف تطالب(الحفنة المارقة) في بيان مهزوز شخصاً لا تعترف بولايته وسلطته بإلغاء قرار سيادي (عسكري) ملزم دون قيد أو شرط في الحالات العادية.. فكيف بالأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد..؟.

تراهن العصابات(المناضلة) فيما ما يبدو على خيارات طرزانية فوق قدراتها, وتظن أنها سوف تلوي ذراع الجميع وتفرض بورقة تحالفاتها الظاهرة والخفية مع أدوات الامارات في المخا وباب المندب طموحاتها الشاذة .. وهذه وحدها تثير الشفقة لأنه كما يبدو تجري حالياً ترتيبات متسارعة لإجراءات عسكرية صارمة وصادمة , أقلها تحريك ملفات قضايا محاكمات عسكرية عاجلة بحق المتورطين في جرائم التربة والحجرية وغيرهما السابقة والجديدة, وفرض حالة ضبطية داخل الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني, تعيد أحجام المتنطعين والمساومين وقطاع الطرق إلى مستوياتها الطبيعية, وتغربل المندسين وأصحاب السوابق ممن يحترمون أنفسهم وشرف القسم العسكري, ولا يتخذون من الرتبة والوظيفة العسكرية طاقية إخفاء لنهب الأموال العامة والايرادات والمعسكرات ومقاومة إجراءات ولوائح سلطات الدولة.