آخر الاخبار

تفاصيل جديدة تكشف كيف نفذت إسرائيل الهجوم على إيران وضربت أهدافاً حساسة قرب المفاعل النووي نبأ صادم لمزارعي القات في مناطق مليشيات الحوثي رئيس هيئة العمليات يتفقد كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب “حاشد الأحمر” يحضر افتتاح بطولة كأس العالم للفروسية ويلتقي بعدد من رؤساء الاتحادات اليمن تعرب عن خيبة أملها العميقة واسفها الشديد لفشل مجلس الأمن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية يكشف موعد هزيمة أوكرانيا عسكريا أمام روسيا ابلغ اجهزة الشرطة عن وجود جثة في منزلة بسيئون تبين انها جثة والده .. تفاصيل الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنشر أفكار الكراهية وتحول الأطفال الى أدوات للقتل عبر مراكزها الطائفية بعد المهاوشات الإسرائيلية الإيرانية.. حماس  تدفع الثمن غاليا.. واشنطن تقرر تسليح تل ابيب  بصفقة أسلحة عملاقة اول دولة عربية تزاحم كبريات دول العالم  في صناعة السيارات  وتحقق المرتبة 3 عالميا .. صدرت 700 ألف مركبة سنويا لنحو 70 وجهة عالمية

استغلال تكوين أبناء المُحافظات الجنوبية الفسيفسائي
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 29 يوماً
الخميس 18 ديسمبر-كانون الأول 2008 10:23 م
أثبتت الدراسات بأن النظام القبلي الطبقي في اليمن موجود منذُ زمن بعيد قبل الإسلام ، فقد تكوَّن السُّلَّم الاجتماعي قبل الإسلام – غالباً – من ثلاث طبقات هي : طبقة الحُكَّام و المشايخ ، وطبقة القبائل ، و طبقة أخيرة تنقسم إلى فئة أصحاب الأعمال الحرفية و فئة العبيد و الخدم أو ما يسمونهم اليوم بـ( الأخدام ) ، و الذي يُرجَّح أنهم بقايا الأحباش الذين غزوا اليمن ، أو أنهم بقايا الأحباش الذي استقدمهم " آلُ نجاح " لتدعيم دولتهم في " زبيد " ، وبشكلٍ عام كانت هُناك تجارة رائجة للأخدام أو العبيد في اليمن إلى أن أمر بإيقافها سلطان " زِنْجِبَار " سنة 1822م. وبالرغم من أنَّ الإسلام جاء لإلغاء هذه الطبقية ، لكن وبطريقة غير مقصودة ؛ كوَّن المُجتمع اليمني طبقة جديدة رابعة سمّيت بـ( السادة ) أو ( الأشراف ) ، وهم الذين ينتسبون لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع بقاء الطبقات الأولى . و لأنَّ طبقة القبائل – حاملة السلاح – هي المعنية الأولى في حماية المشايخ و الحُكَّام والسادة أيضاً ، عن طريق إبرام تحالفات بين الأطراف كانت تُسمى بـ( العِرْوة ) أو ( الجار ) ؛ كان لطبقة القبائل شأنٌ و يدٌ في التغيرات السياسية في اليمن على مر الزمان ، لاسيما و أنَّ أهم سِمة تتسم بها طبقة القبائل هي: النزعة نحو الاستقلال ، أي ميل القبائل إلى التمرد و مُقاومة أي حكم مركزي و رفضهم الخضوع له سواء كان هذا الحكم وطني أو أجنبي كما جاء في ( الشرائح الاجتماعية ) للشرجبي .. و هذا ما نُعاني منه في اليمن إلى اليوم ..! بالنسبة لشمال اليمن ، وبالرغم من بقاء شيء من العصبية القبلية في عدة مناطق ؛ كان هناك دور فعّال لدولة الإمامية و الإدريسية في إلغاء الطباع العصبية المُفرطة – الدموية – من القبائل ، وذلك بسبب الحكم الواحد لمناطق شاسعة .. بعكس جنوب اليمن المُقسّم إلى تسع سلطنات ..! فقد نتج عن هذا التقسيم تعصب شديد جداً بين القبائل و المناطق الجنوبية وأحداث يناير أكبر دليل على ذلك ، وما حدث آن ذاك عبارة عن تصفية حسابات قبلية عرقية ، بالرغم من أنهم كانوا في دولة تُعتبر مُتحضِّرة مُقارنةً بغيرها في الجزيرة ، ولكن طباع القبيلة طغت على دولة القانون ..! وقد صنَّف الدكتور السوري " حليم بركات " في أحد كتبه التي تُعنى في دراسة علم النفس، المجتمع اليمني بأنهُ من المُجتمعات ( التعددية ) وهذا يعني أن نصف المُجتمع اليمني يحمل صفات المُجتمعات ( المُتجانسة ): و التي تَعتَبِر مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعات والقبائل مثل دولة " مصر " ، كما أن النصف الآخر من المُجتمع اليمني يحمل صفات المُجتمع ( الفسيفسائي ) : وهي التي تَعتَبِر مصلحة الجماعة والقبيلة و الحزب فوق مصلحة الوطن ككل و مثّل على ذلك بدولتي "لبنان" و "السودان" و قال أنه يوجد في هذه الدول – التعددية – اضطرابات سياسية من وقتٍ لآخر و لكنها ليست كالانشقاقات الكبيرة كما في المُجتمع ( الفسيفسائي ) .. و هنا أجزم أنه- الدكتور- قصد أن عدم الاستقرار في هذه الدول ناتج عن جماعات ( فسيفسائية ) التكوين ، لذا- غالباً- تصدر منها الفوضى ، و إذا ما قمنا بتتبع مصدر أغلب مشاكل اليمن بشكلٍ عام ، و التي تحدث بشكل عنصري دموي قبلي أكثر مما هو مدني ؛ سنجدها في جنوب اليمن .. وكما أشرت سابقاً أنَّ السبب يرجع إلى تقسيم الحكم في السابق بين السلطنات و المناطق و التعصب لكل منطقة ..! وإذا ما تطرقنا لدور الوحدة اليمنية في مُعالجة العنصرية ولو بقدر بسيط ؛ سنجد أن وحدة 22 مايو هي من أوقفت نزيف الدم بين " يافع " و " أبين " و " الضالع " و من يُنكر ذلك فهو مُزايد و ليرجع إلى العقلاء و المُعاصرين في ذلك الحين ..! وبالرغم من أن حركة التسامح والتصالح اليوم ( والتي أُباركها ) ظهرت تحت غلاف التسامح والتصالح بين المناطق الفسيفسائية التي ظلّت في نزاع دائم ؛ لكنها - حركة التسامح والتصالح- و إذا ما رأينا الجانب الآخر منها ؛ قد تأسست بأسس العنصرية لا أكثر ، أي على زرع الحقد والضغينة لأبناء المُحافظات الشمالية ، بمعنى آخر أن هذا التسامح والتصالح إنما يهدف إلى زرع فتن ومآرب وأهداف فئوية جديدة ، وهذا يعني أن التصالح و التسامح بأساس هش قابل للكسر والدليل على ذلك ما نسمعه من تنازع بين " باعوم "و" النوبة " في الداخل وغيرهم في الخارج ..! من جهة اجتماعية حين قال لي بعض الأخوة المُروجين للانفصال مُتسائلا : لماذا أبناء المُحافظات الجنوبية يتقوقعون في جماعات خاصة في جامعة عدن على سبيل المثال ، ولا يتداخلون مع أبناء المُحافظات الشمالية ؟ بكل بساطة سأجيب و على أسس دراسات نفسية : لأن كثير من أبناء المُحافظات الجنوبية ينحدرون من المناطق القبلية القاطنة حول عدن ، و بناءاً على نظرية المُجتمع الفُسيفسائي ، كان هذا التقوقع طبيعياً ، و أنه في حال عدم وجود أبناء المُحافظات الشمالية في الجامعة ستكون هناك تقوقعات لأبناء أبين على حده و أبناء يافع على حده و أبناء الضالع على حده ، وسترجع عدن إلى أيام التفاخر والتناحر بالبطاقة الشخصية .. والسبب يرجع إلى تركيبة المُجتمع نفسه والذي تنمَّط على يد الاستعمار و تعدد السلطنات ..!   حتى المُصطلحات التي يتناولها المُجتمع اليمني ، فلها علاقة وطيدة مع تركيبة كل جزء .. فعلى سبيل المثال مصطلح ( دحباشي ) نرى أن تناوله بات سمة – وليس استثناء- بين أبناء المُحافظات الجنوبية من باب التحقير و العنصرية و الكراهية لأبناء المُحافظات الشمالية ، بخلاف تلك المُصطلحات التي يتناولها أبناء المُحافظات الشمالية فيما بينهم مثل ( حشيشي ، بُرغلي ، ريمي ، عتمي ) و التي تصدر عن حب الفكاهة مع استثناء صدورها من باب التحقير أو العنصرية في بعض الأحيان ..! وإلا لماذا لا يستخدم أبناء المُحافظات الشمالية مُسمى ( شعبان ) الجنوبي الذي عبّر عن شخصية مُشابهة تماماً لشخصية ( دحباش ) الشمالي ؟ كل هذه أدلة تدل أن هذه الظواهر العنصرية التي برزت من بعض- وليس كل- أبناء المُحافظات الجنوبية ؛ تنم عن تركيبة في هذا المُجتمع الذي تنمَّط بها عبر الزمن ، والتي كانت اليوم ضحية استغلال البعض في الداخل و الخارج لزرع ثقافة الكراهية و العنصرية بين الأخوة و الله المستعان على ما يفعلون ..!

Hamdan_alaly@hotmail.com