علاقة يحيى الراعي وأمثاله بحادثة الانتحار بالضالع!
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 15 سنة و أسبوع و 6 أيام
الجمعة 13 مارس - آذار 2009 09:02 م

على خلفية بعض المقالات التي كتبتها في السابق ، والتي أشرتُ فيها إلى شيء يسير من التجاوزات التي تحدث في بعض المؤسسات الحكومية ؛ تلقيت عدد من الإيميلات التي طلب أصحابها تسليط الضوء على بعض الانحرافات التي تحدث في المؤسسات والجهات التي يعملون بها ، وبدوري حينها كتبت عن بعضها ، وأُحب الإشارة هنا بأني قد استبعدت عدد منها لأنها تفتقر للموضوعية وأحياناً قد تكون صحيحة ولكن المُرسل لم يرفدنا بأدلة ملموسة كي لا نجور على أحد ظلماً وبُهتاناً وبمجرد اقتناعاتنا الشخصية ..!

ومن هذه الرسائل التي كنتُ قد تجاهلتها ، رسالة طلب منِّي صاحبها إثارة مُشكلة الوساطة والمحسوبية في اليمن للرأي العام ، حيث أرفق صورة طبق الأصل لمُذكره رسمية خاصة بمجلس النوَّاب أرسلها السيِّد " يحيى الراعي " إلى وزير الكهرباء والطاقة ، يطلب منه توظيف أحد الأشخاص في وزارة الكهرباء وهذا ما جاء في التوصية التي كانت برقم

( 1453) والصادرة بتاريخ 15/11/2008م :

الأخ وزير الكهرباء والطاقة المحترم ..

تحية طيبة وبعد ..

مرفق لديكم أوليات الأخ / .................. ، بشأن توظيفه لديكم //

أكون شاكراً الإطلاع والتعاون معه وفقاً لأولوياته ///

وتقبلوا تحياتنا .

التوقيع :

أخوكم / يحيى علي الراعي

(159 ) 11/2008م

* ملاحظة : ( لم اذكر اسم الشخص الذي تم التوسط له في التوظيف لعدم الحاجة إلى ذلك )

في السابق كنت قد أحجمتُ عن الكتابة في هذه القضية ، لأني على يقين بأن مُعضلة تخصيص الوظائف الحكومية والمنح لأبناء الذوات ؛ قد أصبحت سمة في اليمن وليست استثناء ، وقد أُثيرت هذه المُشكلة في عدد من المقالات والحوارات الرسمية ، ولم نجد أي قرارات وعقوبات رادعة لممتهني هذه الطريقة القاتلة للشباب اليمني والسافرة في حق الوطن ككل ، ولعل فضيحة توظيف عدد من الأشخاص بشكل غير رسمي في وزارة الاتصالات والتي خُصصت حولها جلسات خاصة في مجلس النواب لمناقشتها ومُسائلة وزير الاتصالات في شأنها ؛ خير دليل على الإخفاق الذريع في هذا الجانب..!

ولكني عندما قرأت خبر انتحار الشاب "عبد الفتاح محسن حميد " أحد أبناء مُحافظة الضالع ، والذي انتحر أواخر شهر فبراير الماضي لأنه فقد الأمل في الحصول على درجته الوظيفية بعد مرور عشر سنوات من سنة تخرجه من المعهد العالي للتربية ؛ لمست مدى الجُرم الذي يتسبب به " الراعي " وأمثاله ، ولذا أحببت أن أجعل " يحيى الراعي " والشاب المُنتحر نماذج حديثة للظالم والمظلوم في اليمن ..!

فبالرغم من بُعد المسافات بين الشاب المُنتحر ، وبين السيِّد " يحيى الراعي " رئيس مجلس النوَّاب ؛ إلا أني أعتبر الأخير وأمثاله سبب- غير مُباشر- من أسباب انتحار بعض الشباب ، وجنون بعضهم ، وانحراف الكثير ..!

ولا أدري .. متى كان من حق الراعي وأمثاله توزيع الوظائف لمن يشاءون وتهوى وترضى أنفسهم ؟

ألا يعلم السيِّد " يحيى الراعي " بأن هناك جهة رسمية مُتخصصة في توظيف الخريجين من المعاهد والجامعات ؟

ألا يعلم أن هناك آلاف من الخريجين يُرابطون على أبواب وزارة الخدمة المدنية ينتظرون لسنوات منحهم درجاتهم الوظيفية ؟

أين العدل يا معالي رئيس مجلس النوَّاب في أن تسعوا لتوظيف أشخاص ربما لم يكملوا دراستهم الثانوية أو الجامعية ، وهناك ممن تخرجوا من الجامعات والمعاهد ، تمر أعمارهم وهم ينتظرون حقهم في وسيلة العيش حسب تخصصاتهم التي قد لا يستوعبها القطاع الخاص ؟

في الأخير .. الوطن وطن الجميع .. ولذا لا تعجبوا إن تفشى الفساد في البر والبحر إذا ما انحرف الشباب ، والأهم أن لا تعجبوا إذا رفع الشباب السلاح أمام جوركم وتقرصنكم على حقوقهم في هذا الوطن ، فهم يُطالبون بحقوقهم التي وزعتموها على أبناء المسئولين والتجار وكأنها غنيمة ، و سيعلم مِنّا الظالم أي منقلب ينقلب .

hamdan_alaly@hotmail.com