سهرة مع عبده الجندي!!
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

سهرت بالأمس مستمعاً للأستاذ عبده الجندي والأستاذ علي الجرادي في المقابلة التي بثتها قناة السعيدة وتناولت الأوضاع على الساحة اليمنية وبقدر ما كان الأستاذ علي الجرادي صادقاً في تعرية الأوضاع على الساحة السياسية وحاداً في نقد النظام تألق الأستاذ عبده الجندي كفنان كوميدي مبدع جمع المتناقضات وأضحكني من الأعماق وفي أحايين كثيرة كنت أضحك ضحكاً كالبكاء فهذا الرجل يكذب ببساطة ويغالط بعفوية ومع هذا يضحكك رغماً عنك ربما لحديثه العفوي المنطلق والمبتعد عن الرسمية يتحدث كأنه "يجابرك" في مقيل على أنه ناصري حتى النخاع ناطق باسم المؤتمر والنظام ووفي مع الرئيس يتألم لرؤية الشهداء ويبكي عليهم ويعطيهم مصروف جيبه ويتمنى مستقبلاً أن يلتحق بحزب الإصلاح.!!

دعونا من عبد الملك المخلافي الذي قال عن الجندي في حواره مع صحيفة "اليقين" أن الجندي خان التنظيم الناصري وألتحق بمخابرات النظام فالرجل وفي قال إن أبوه علمه أن من أعطاه واحد شاي يظل وفي مع طوال حياته ومع هذا لم يعطوه سيارة جديدة قال ( رحت لوزير المالية قلت أشتي سيارة جديدة قال : عادنا أنديتو لك قبل أربع سنين سيارة وعادنا أتواصل بالقديمة) فرد عليه المذيع ضاحكا: تدافع عنهم بهذا الشكل وأنت بغير سيارة هذا لو عاد زادوا أعطوك سيارة جديدة ؟‍‍!!

قال عبده الجدي إن الذين عرضتهم الفضائيات ووسائل الإعلام كشهداء يوم 27/ 4 2011م من الذين سقطوا جوار ملعب الثورة على يد البلاطجة في يوم الديموقراطية هي جثث جاؤوا بها من المستشفيات كي يناكفوا الرئيس الذي يصفه بأنه (أطيب بشر) ويضيف عبده : لو علمت أنه كما يصفه هؤلاء والله ما أجلس معه ليلة.!!

فكيف يكون الرئيس يا عبده أطيب بشر وحال اليمنيين يصعب على الكافر وقد ثار عليه الشعب وخرج يطالب برحيله ؟!! هل يرى عبده مالا يرون ؟!! أم إنه أطيب بشر للشلة التي حوله ؟!!

لا نستغرب أن يقول عبده الجندي في مؤتمر صحفي قادم: يا جماعه الرئيس والخبرة هم يفعلوا خير في اللي يقتلوهم لأنهم يتسببوا بدخولهم الجنة لأنهم شهداء والشهداء يدخلوا الجنة خلاص ما فيش مشكلة لا تخلوها محلقة والدنياء عوافي والرئيس أطيب بشر .

سيقول لك عبده الجندي لو قابلته من قريب: إحنا نفزع مع الرئيس فزعه 

لأن أصحابه (العتاعيت) الذين كانوا سيدافعوا ويردوا على سهيل والخبرة قدهم بساحة التغيير ولو قلت له مستغرباً : تفزع معه بالكذب سيرد : وكيف نعمل ؟ الوفاء حقنا شيخلينا نوفي حتى لو سجنونا وإلا أعدمونا أنا بقيتُ وفي مع صدام لوما شنقنه الأمريكيين.

(لكل مسمى من اسمه صيب) ولو أدرك عبده الجندي هذه الحقيقة لما سمى ولده أبو ذر لأن أبو ذر الأول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه الذي مدحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:( ما أقلت الغبراء ولا أقلت الخضراء أصدق لهجة من أبو ذر) كان لا يأبى الضيم ولا يسكت عن باطل وجاء أبو ذر عبده الجندي الطبيب المتخرج من جامعة روسية من هذه المدرسة ولذا فقد حجز له باكرا مكانا في ساحة التغيير بتعز ومع هذا فهوا لا يطيق سماع والده عندما يتحدث في مؤتمر صحفي يغير القناة ويدعو لوالده بالهداية قال عبده الجندي: هذا الولد هو أذكى عيالي لكنه ممسوخ مع الإخوان المسلمين أشتي أهربه منهم وديتوه روسيا يدرس خلف الذين آمنوا ووصل أول ما وصل يسأل عن المسجد!! 

أما كيف دخل أبو ذر مع الإخوان المسلمين ؟ قال عبده الجندي: هو كان مهتدي من صغره يروح يصلي بالجامع كل فرض وبالجامع "لمخوموه" أي استقطبوه واستوعبوه ونظموه مع الإخوان سيضيف الجندي الأب: أتصل بي يوم ما وقعوا المقاتيل بساحة التغيير صارخاً في وجهي: شفت أصحابك كيف قتلوا الناس؟!! قلتُ له وأنا والله ما لي علم إنه وقع مقاتيل بساحة التغيير: لا تصدق هاذول المطاوعة أصحابك يكذبوا عليك بند التلفون لوجهي.!!

ومن وفاء عبده الجندي أن يتمنى مستقبلاً أن يقبله الإصلاحيين معهم كحليف أو عضو لأنه وفي لهم ـ حسب قوله ـ ولأنهم هم الذين تحالفوا معه في انتخابات 1993م وأوصلوه لمجلس النواب ويضيف الجندي: قالوا علي إننا أحسن من الزنداني ؟!! وكنت أمشي مع اليدومي في حملة الرئيس الانتخابية وهو يقوم يصلي ويذكر الله طول الليل قلت: هذا ولي الله ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

عبده الجندي رئيس الحزب الناصري الديموقراطي الرجل الذي نسى حزبه وتقمص دور "صحاف" صالح والذي يرن هاتفه طوال الوقت حيث تتصل به وسائل الإعلام بصفته نائب وزير الإعلام وناطق شبه وحيد باسم النظام بعد اختفاء اللوزي ودخوله السرداب يجسد حالة غريبة لرجل يجمع المتناقضات وهو بالحقيقة صحاف مرح يضحكك من الأعماق رغم إدراكك المسبق أن يكذب ببساطة ويغالط بعفوية لقد اكتشفت أنه مشروع ممثل كوميدي سيضحك الملايين لو أتيحت له فرصة في السينما أو المسرح لكن يا خسارة أخذته السياسة عن الفن.!!

 
في الأحد 15 مايو 2011 09:40:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=10251