صالح.. فرعون اليمن
د: محمد اليمني
د: محمد اليمني

خبرت السياسة منذ نعومة اظفاري فلم اجد توصيفا يليق بفرعون اليمن علي صالح الا ماانطوى عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذئبان جائعان ارسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على الشرف والمال على دينه ..قال الترمذي حسن صحيح, والشرف هنا بمعنى السلطة , وان من عرف صالح وجلس معه وعاصر تاريخه يمكن له ان يكتشف بسهولة كيف ذهب به حب السلطة ونهب وحب المال الى مدى حجب عنه رؤية الخير من الشر والحق من الباطل حتى بات اسيرا لتلك السلطة ومنتجاتها من الصفات الفرعونية : مااريكم الا ماارى ومااهديكم الا سبيل الرشاد..ماعلمت لكم من اله غيري..وهو الامر الذى يقود تلقائيا الى اقتراف الجرائم دون مبالاة , ولاادل على ذلك الا تلك المذبحة التي اقترفها بتعز حتى وصل هذا الاجرام الى احراق المعاقين حرقا في ساحة الحرية ناهيك عن بقية المذابح والمجازر في ساحات التغيير والحرية في ربوع الوطن

لقد قام الشعب اليمني الابي بكافة شرائحة وفي طليعته الشباب بثورة سلمية رائعة قل لها نظير بكل المقاييس والمعطيات , وحتى بالمقارنة على سبيل المثال بالثورة المصرية المجيدة نجد ان الثورة اليمنية اروع منها ثباتا وصمودا وعددا واداء , ومع ذلك نجد امامنا حاكما يثور شعبه ضده بالملايين وينعتونه باقبح الصفات ويضرعون الى الله في صلواتهم جهارا نهارا بان يقتله وهو يخلو كليا من ذرة كرامة او بقية عقل او ومضة ضمير , رجل يريد ان يحرق شعبه كله ليبقى هو حاكما

لقد عمد صالح منذ اندلاع ثورة اليمن العظيمة الى تبني كافة اساليب الكذب والمراوغة والمناكفة والمخادعة والتضليل , واؤكد جازما قاطعا ان على صالح لم يعتزم للحظة واحدة ان يتنحى جادا عن السلطة بل عمد بكل الحرص على تلمس كل السبل للبقاء حاكماعلى جماجم الشعب

المبادرة الخليجية :

مع احترامنا الكامل لكافة رجالات اليمن الكرام قادة اللقاء المشترك ولجهودهم المباركة التي حرصت على انضاج الثورة وانجاحها باقل كلفة ممكنة الا ان تفاعلات الاحداث افضت الى حقيقة مفادها : خطأ التقدير السياسي للمشترك حين قبل التعامل مع المبادرة الخليجية التي جاءت بطلب من صالح نفسه وانطلاقا من رغبة سعودية في توفير غطاء خارجي لاستمراره بالحكم , ولقد اتاحت هذه المبادرة فرصة لصالح لالتقاط الانفاس بعد ان بدا مترنحا وكاد يسقط في مارس بفعل تلك الانشقاقات القوية ,كما منحته تلك المبادرة فضاء لتحويل جانب من اداء الثورة من فعل ثوري الى فعل سياسي في الوقت الذى ينبئنا فيه الفقه السياسي للثورات انه لامفاوضات في الثورات وانما هي قوة ديناميكية متحركة ضخمة تقتلع الطاغية اقتلاعا , ولاحوار سياسي في الثورات حيث لايجدي الا منطق المغالبة لا المطالبة , وحسنا فعل اللقاء المشترك الاسبوع الماضي حين ابلغ اشقاءنا الخليجيين بان المبادرة قد انتهت لنقطع بذلك الطريق على خداع صالح الذى يمارس المناورة والخداع كما يمارسه قادة اسرائيل مع عباس منذ عقدين فلم يجن هذا الاخير الا وهما وسرابا

انفجار القصر :

جاء انفجار القصر ليكشف تخبط القصر في القاء التهم جزافا , ففي الكلمه المقتضبة لصالح اشار صراحة الى آل الاحمر بانهم خلف عملية الاغتيال , ثم عمد رجال المؤتمر في اليوم التالي ليلقوا بالتهمة على اللقاء المشترك , ثم جرى بعد ذلك اتهام القاعدة ثم انتهى يومنا هذا مجددا الى اتهام اللقاء المشترك , ورغم ادانتنا لهذه العملية وتمنينا لصالح بالشفاء وايماننا ان الشماتة ليست من قيم ديننا وتأكيدنا على سلمية ثورتنا الا ان مجمل الحدث يفضي الى حقائق قوامها مايلي :

1- ان الحدث مثل ضربة للنظام وبالمقابل عزز من وضع الثورة

2- ان اطراف النظام باتت متداعية الى الحد الذى يمكن القول فيه ان هناك فراغ واضح في السلطة والحكومة

3- ان هناك فرصة تاريخية الان لالتقاط تداعيات الحدث لصالح تحقيق اهداف الثورة

على ان المهم هنا ان لاتنجر المعارضة مجددا الى الانخداع في شباك المبادرات والحوارت الامر الذى يفضي بدوره الى اعطاء فرصة لبقية اركان النظام المنهارة لالتقاط الانفاس , ان كان لابد من حوار فانه يستلزم ان يكون سريعا وحاسما وعلى قاعدة تشكيل مجلس رئاسي انتقالي برئاسة النائب

لقد اتاح هذا الحدث فرصة لصالح للخروج بماء الوجه , ويجب على الرئيس التقاط هذه الفرصة التاريخية , اما اصرار السلطة المتهالكة على اثبات استمرارية الرئيس عبر برقيات التهنئة او الاشارة الى انه مازال يدير البلد وهو طريح فراش مرضه فذلك اصرار لاينبئ الا عن سوء خاتمة ..وحينها سنقول لصالح: ان لم تتعظ بما حدث فاعلم انك راحل لامحالة والى مزبلة التاريخ بفعل جرائمك الانسانية البشعة , سترحل الى خلف القضبان لتحاكم محاكمة عادلة على جرائم سفك الدماء ونهب ثروات اليمن انت واسرتك على مدى 33 عاما , ثق انك سترحل , وان اطمأننت الى قوتك حتى وانت على فراش المرض فاعلم انك مغلوب , وان ارتكنت الى خداعك فاعلم انك مخلوع , ويبدو ان من حكمة الله انه لا يأخذ البعض اخذ عزيز مقتدر الا بعد ان لانجد قط من يقول عنه : رحمه الله

 اللواء علي محسن صالح :

 تحية اجلال واكبار لهذا القائد العسكري العملاق الذى يفيض وطنية وخيرا وحكمة وشجاعة وثباتا

 الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني :

خبرناك فاحببناك ووجدناك شخصية وطنية جد كبيرة تفيض خيرا وطيبة وحكمة وتميزا وثقافة, نتمنى لك شفاء عاجلا ولانجد مكانك الا مع ابناء شعبك الابي لا مع الطاغية الظالم والله يقول : ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار..ولعل ماحدث هو بمثابة رسالة ربانية لك لتعود الى الجادة الصحيحة التي تتفق وفطرتك الطيبة

الدكتور عبدالكريم الارياني :

انت احد ابرز العقليات الدبلوماسية والاستراتيجية على مستوى العالم العربي ولك من الحكمة والذكاء والفكر والثقافة ماليس عند الكثيرين , ويقيني ان ضميرك لن يجد راحته الا بالوقوف مع شعبك

الدكتور ابوبكر القربي :

مثلك لايجب ان يكون في بلاط الطاغية وانت قامة وطنية كبيرة لها ضميرها وسلوكياتها الطيبة , لاتساعد بجهدك الدبلوماسي في اطالة عمر الطاغية فتصبح شريكا في سفك الدماء , نحن نحبك ولانرى مكانك الا منافحا لمصلحة الشعب لا مصلحة حاكم فرد واعلم انه لايدوم لطاغية سلطان ولا لكذاب محمدة فلايغرنك زيف سلطان الطاغية

 الى عدد من الوزراء :

التقيت ببعضكم كثيرا وتحادثت معكم وانتم في قرارة انفسكم تستكثرون ان يكون هذا الطاغية هو من يحكمنا , فاين انتم اليوم من مسؤليتكم التاريخية للوقوف مع شعبكم وتنسجمون مع ضميركم ولتبرأ ساحتكم امام الله يوم يقول : وقفوهم انهم مسؤلون

الى شباب وشابات الثورة :

لايملك المرء الا ان يحني رأسه لكم اجلالا لوطنيتكم ومبادرتكم وشجاعتكم وطهارتكم وابداعاتكم الثورية , ولاارى مستقبل اليمن الا زاهرا في ظل ادائكم المشرق

الى قطـــــــــــر : 

 سيسجل لك التاريخ يادوحة الخير مواقفك المشرفة والشجاعة مع شعوبنا العربية وفي مقدمتها شعبنا اليمني

 الى قناة الجزيرة :

اداؤك الاعلامي الرائع والمتميز والداعم بكل مهنية لقضايا الشعوب العادلة لهو اشد بأسا وتأثيرا من اداء الجيوش, وستظل الجزيرة واحة الخير والعدل لكل الشعوب العربية

الى عبده الجندي وياسر اليماني :

عرفت الاول نبيلا خيرا ولكني اشفق اليوم عليه من هذا الارتكاس مناصرا للطاغية اسيرا للمنفعة , واما الثاني فلااقول له اكثر من ان ما يلوكه عبر الشاشات لايوجد من يصدقه الا هو


في الثلاثاء 07 يونيو-حزيران 2011 05:55:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=10534