سنة الحياة وقانون البقاء...مات الملك.. عاش الملك
الحسن الجلال
الحسن الجلال

في كل نظام ملكي ولي للعهد ...ما ان يموت الملك حتى يتولى ولي عهده الملك وفي هذه اللحظة تحديداً لحظة موت الملك وتنصيب الاخر...تظهر عبارة مات الملك (عاش الملك)هذه العبارة الذهبية التي تختصر حدثاً هاماً في تأريخ الدولة (الملكية طبعاً) قد ينقلها من عصر الى اخر ..تجمع الى جانب ذلك في انسجام مطلق بين الامر ونقيضه .. الموت والحياة ...وتثبت لنا من حيث لانشعر ان مانظنه مستحيلاً ليست الا امور هي ممكنة الحدوث ببساطة وتلقائية وليست صعبة وبالتالي لا علاقة لها بالمستحيل ابداً...

مات الملك عاش الملك تجسد مقولة ان الشعوب تنسى ملوكها الاموات ...ودعك من التأريخ فانه لايقرأ الا بعد قرون من كتابته...وهذا امر طبيعي فذاكرة الشعوب اليومية لاتتسع للحاضر وتداخلاته وتعقيداته والماضي وذكرياته معاً ...فالاول يشغلها تماماً عما سواه وهذا ثابت في كل الشعوب داخل مملكات او سلطنات او امارة او جمهورية كلها تنسى ملوكها أو رؤساءها الراحلين ولا يذكرونهم في خضم حياتهم اليومية الا لو اقتضى الواقع تذكرهم او صادفوا مايذكرهم بهم..انها سنة الحياة وقانون البقاء والاستمرار به...

الخالدون في التأريخ لاجدوى تعود عليهم بالنفع وهم خالدون فيه... فهم اموات عظام بالية ..وعظمتهم في حياتهم أو عظمة انجازاتهم ستقاس بموازين اخرى في المكان الذي هم فيه او صائرون الية ..وتختلف حتماً عن موازين التأريخ البشرية...مات الملك عاش الملك لان الميت يفقد كل دور مؤثر له في الحياة لن يكون لذكره في جملة التنقاض تلك بكلمتين (مات الملك)اي اهمية وقد يشغله كميت التساول أين الذين لطالما صرخوا عالياً فداء له بارواحهم وابنائهم وربما اباءهم ايضاً..أنهم يواصلون حياتهم في العيش بعد موته وربما هم الان يهتفون عاش الملك الذي جاء على انقاضه هو.. متناسين حتى الترحم عليه..!!

مات الملك عاش الملك عبارة توضح جلياً ايمان الشعوب ليذهب من يذهب وليأتي من يأتي ..لن تتوقف الحياة وربما لن يحدث ذلك فرقاً كبيراً فيها.. ولكن الاكثر من ذلك ان العبارة تؤكد اكثر انه حتى الملوك تموت فتغادر الحياة وتغادر ذاكرة الشعوب الحياتية!!وحتى يفهم اولئك المطبلون المزايدون بحب وولاء الملوك او الرؤساء أنهم هم اول من سيقول مات الملك عاش الملك..او مات الرئيس عاش الرئيس ...


في الأربعاء 22 يونيو-حزيران 2011 05:18:19 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=10761